نودع عام ونستقبل أخر واليمن لا يزال من سيء إلى اسوء...! 

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠١ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً

عندما يبزغ فجر يوم ويغرب ليله، يكون يوم طويل وثقيل بالهموم والكروب على اليمنين، وفي آخر ليله يجرد الجاردون المعتبرون المحاسبون لأنفسهم فيما يقصرون؛ فلا يرون سوى الزمن الذي يجور عليهم يجوده بالظالمين المتكبرين، الذين لا يخشون الله فيما يفعلون ويقتلون ويتأمرون، فشعبنا الصابر المحتسب يتعرض لكثير جداً من الابتلاءات والمآسي تحيط به وتتقدم نحوه بقوة على ما عداها، وهكذا..

شهر ينقضي وشهر يهل هلاله، وعام يولِّي بسلبياته وإيجابياته، ويتفاءل الناس بعام جديد، فتزداد فيه المعاناة والألآم والأحزان فلا نور يضيء في أخر نفق الخابور اليمني، الذي أصبح عمره يقترب من الست سنوات، وجُلَّ تلك السنين تضحيات تعصف بالجميع، فلم يعد لكائن من كان أن يزايد على أحد، فالكل قد اكتوى بالنار، وذاق المرارة والحرمان وجُرّد من أبسط حقوقه المكتسبة المتمثلة براتب المواطنة، حيث لم يعد يكفي ليكون مقابل العمل، فالعمل والإنتاج في إجازة مفتوحة إلى حين في بلدي مع كل آسف.. ست سنوات جعلت الولدان شيبا، موت بالرصاص والطائرات والصواريخ والمدافع والمسيرات، وموت من الجوع والأمراض والأوبئة، وموت ناتج عن التصفيات والاغتيالات، وموت من التعذيب في المعتقلات؛ سنوات أتت بالمزيد من التشظي والانقسامات، وبألقاب الزعامات والرؤساء والعنتريات، وظهور ساديين و مناطقين وعنصريين وانانيين تجدهم منتشرين في بعض المحافظات، ووزراء كثر لا عمل لهم سوى استلام المكافئات وبدل السفريات ، و حكومات شرعية وانقلابية وما تسمى بحكومة الشباب والشابات  وزرائها وسفرائها بغضهم "متشبهون" و يتبجحون بذلك  بنشر الفيديوهات، و نشطاء سياسيون يبرزون ويشتهرون فينحرفون، فينظرون ويفترون افتراءات، وبالمعاصي يجاهرون ويبررونها تبريرات..!؛  بعد الذي سقناه ...!؛ هل يحق لنا أن نتفاءل بالعام الجديد الذي يحل علينا يوم غد ، خصوصاً ويحمل من اسمه  نغمة موسيقية جميلة وهادئة  عشرين.. عشرين ...؟!؛ بالضرورة نتفاءل لا خيار أمامنا سوى التفاؤل؛ ثمّ بالتزامن مع ذلك أيحق لنا أن نستدعي ونستحضر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحكمة اليمانية، ونراهن على حكماء اليمن إن كانوا لا يزالون أحياء...؟!؛ 

نحن مؤمنون، والمؤمن لا يائس ابداً.. فلابد من التفاؤل، ولكن التفاؤل المصحوب بهذه النصائح والتحذيرات؛ فعلى الحكومة الشرعية ان تفي بتعهداتها والتزاماتها تجاه شعبها، وعلى التحالف والجيران منهم أن يعملوا على استقرار ووحدة وأمن اليمن فهو ضمان لوحدتهم واستقرارهم وأمنهم، وعليهم أن يسهموا بالحفاظ على المورد البشري اليمني فهو طاقتهم عند الحاجة، ونصيحة أخرى لمن حولوا اليمن لمنصة تهديد للشعب وللجيران خدمة لأجندات اقليمية أن يتقوا الله ويعودوا لرشدهم وينخرطوا كيمنين بالعملية السياسية، وينهوا عنترياتهم فيكفي ما قد راح من أرواح بريئة..  .. أختم عندما يشتد الظلام يبزغ الفجر؛ وعندما تتعاظم المصائب ينزل الفرج؛ وما من عسر إلا ويعقبه اليسر.. فالصبر مفتاح الفرج … .. تهانينا للجميع بالعام الجديد.. وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير وصحة ورفاهية..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي