شهادة  مستفزة " تكريم السجّان"..!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٢ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٢١ صباحاً

أسمعتم في التاريخ أن من يدعي الدفاع على حقوق الإنسان، يسمح لنفسه أن  يقوم بتكريم من ينتهك حقوق لإنسان  في الليل و في النهار ، فمن يقوم بالتعذيب والسجن والامتهان والصمت أو التواطؤ على نهب ممتلكات في عدن لمواطنين من المحافظات  الشمالية، و المتاجرة  فيها، والبناء على من كانت بور منها ، ومدير الأمن هذا لم يقم  طيلة فترة تعينه بادارة أمن عدن  بحماية اصحاب البسطات، بل  في عهده تم ترحيلهم وبشكل مهين جدا في "الدينات"، و لم يحقق في أي  واقعة  حدثت  بعدن في سنوات  توليه إدارة أمن عدن، وخصوصاً الاغتيالات التي حدثت  لخطباء المساجد وبالعشرات ، كذلك  لم يؤمن أعضاء الحكومة التي كرموه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، و التي يحتفى بها  في العاشر من ديسمبر من كل عام، فكرِّم في هذا اليوم ، في العاشر من ديسمبر 2019 ، اللواء شلال شائع هادي من قبل الحكومة الشرعية، فسجل يا تاريخ هذا في سجلاتك السوداء على حكومة اليمن الشرعية..!؛ لم يحصل تكريم فحسب، بل أن وزير  حقوق الإنسان اليمني في شهادته الممهورة بتوقيعه تمنى لشلال   مزيدا من التقدم و النجاح، أي، مزيدا من الاعتقالات، والتعذيب، والامتهان والاهانات، وزيادة عدد  السجون العلنية منها، وتلك  السرية التابعة لدولة أجنبية كانت متواجدة في عدن العاصمة المؤقتة والتي مدير أمنها شلال شائع  ..!؛  علام اذاً الدكتور /محمد حسين عسكر يُكرم اللواء شلال شائع هادي.. والله إنني فتشت لأجد له تبريراَ، فتفحصت  أهداف و مهام واختصاصات وزارة حقوق الإنسان، واختصاصات الوزير نفسه_ بإمكان أي واحد الاطلاع عليها، فهي متاحة في محرك البحث جوجل _ ، فلم أجد لا في الأهداف  والتي عددها ١٢، ولا في المهام التي عددها ١٣ لوزارة حقوق الإنسان  اليمنية ما يخوِّل الوزير  عسكر عمل ما عمله أبداً ، وبخاصة وهو يعلم انه لم يكن مثاليا، بل لم يكن حتى جندي أمن عادي يقوم بواجباته اليومية ، بل كان موكبه أكبر من  موكب رئيس الوزراء وبعربات مدرعة اماراتية، أظنها لم ترقم ولم تستجلب عبر بوابة الشرعية إطلاقاً..!؛  .. أية شهادة هذه التي تقدمها الحكومة لقيادي متمرد عليها، و من الذين قاموا باستخدام القوة لطرد الحكومة الشرعية  من عدن العاصمة المؤقتة  للجمهورية اليمنية ؟! .. شهادة فعلا  مستفزة لمشاعر الإنسان، أن يكرم "السجّان"، نعم! لقد استفزت الكثير من النشطاء، ولكن  حجم الردود كانت أقل مما ينبغي.؛ والمطلوب حقيقة  على وزير حقوق الإنسان أن يسحب تكريمه وأن يعتذر، وإلا اعتبر هو ذاته منتهك  لحقوق الإنسان، بل ويرتقي فعله إلى جريمة تصنف بالتستر عن منتهك، وتبرئته، وهي جريمة من الجرائم المرتكبة ضد حقوق الإنسان  ؛ فكيف لوزير حقوق انسان أن يكرم  السجان؟؛ ليكافئه على تعذيب وحبس الإنسان، ومن ينتزع اعترافات السجناء  بالتعذيب؛ ومن دون  إحالة من يسجن للنيابة العامة خلال أربعة وعشرين ساعة  بحسب القانون، بل وصل سجن  البعض في سجون شلال تماماً بعمر وظيفته  في أمن عدن ..!؛ 

أيعقل أن وزارة  تشكلت من أجل حقوق الإنسان..؟!؛ أن تمنح  من يفترض أنه يُستجوب ويُحاسب على كل فعل قام به بالمخالفة للدستور والقانون، وأول شيء من ذلك تمرده، وعدم ولائه للسلطة الشرعية التي عينته، وأعلن جهاراً نهاراً انحيازه للمتمردين على الشرعية، بل أنه  عين كعضو قيادي في المجلس الانتقالي؟ فكيف تسيء الشرعية لذاتها وتضعف نقاط قوتها وهي تجامل وتبرئ وتعطي صكوك البراءة لخصومها أو من تمردوا على شرعيتها؟!؛ فماذا ستكون النتيجة بعد ذلك ؟؛ بالتأكيد أن الوزير وشرعيته سيوصفون بأنهم هم  المذنبون المخطئون،وذلك بالاعتماد على مثل هكذا شهائد تمنح،   والتي  تتضمن  تبرئة القادة  المتمردين، وبالتالي فلن يتم شطبهم من قوائم الترشح للمناصب التنفيذية في الحكومة الجديدة، لأنهم لم يعودوا بحسب شهادات عسكر لهم، ممن هم متهمون بالتصعيد  أو بالتحريض بأحداث أغسطس والواردة ببنود اتفاق الرياض..!؛  ألم يعلم الوزير أن اللواء شلال قد تم إيقافه من قبل وزيره المسؤول المباشر عليه، والذي يعلم حجم تجاوزاته أكثر من غيره ؟!؛.. فيا معالي الوزير نعلمك أنه تم إيقاف اللواء شلال  عن العمل، وإحالته للتحقيق عقب التمرد  من قبل وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري، وانت تكافئه.. إن هذا الفعل يدل حقيقة على  مدى الارتباك  وعدم التجانس في داخل صفوف الحكومة الشرعية..!؛

.. هذا التكريم هو  فضيحة، ومن العيار الثقيل.. خصوصا أنه أتى  بعد توقيع اتفاق الرياض التي ربما تشير أو توحي بعدم  تمكين  أمثال اللواء شلال في مواقع تنفيذية، كونه كان  من المصعدين والمعتدين على الشرعية ومؤسساتها، لكن صاحبنا الوزير  يبدوا أنه يريد له الصعود ليكون محل الوزير الميسري؛ لأنه وفق هذا  التكريم، يريد الوزير عسكر أن يقول أن  الميسري هو المصعد والمحرض، وهو من شهدت له الدنيا بأنه كان من الثابتبن  القلائل  الذين دافعوا عن الشرعية دفاعاً مستميتاً، لأن هذه الشرعية.. كل  العالم والسعودية والخليج والتحالف يعترفون بها، وهم المفروض معها، فتأتي قصاصة ورق تطلع المدافع عن الشرعية  هو المذنب عبر هذا التكريم الذي يخالف ما اتخذه الميسري من قرار توقيف ، ليقول له توقيف خطأ، وشلال ممن  يستحق أن يصعد ويكرم ..!!؛ والله لو تمّ أن عين شلال وأقيل الميسري؛ لسقطت أخر ورقة توت الشرعية، وأصبحت انا  حينئذ  من مؤيدي " فتحي بن لزرق" في تغيره المفاجئ، ومناداته  الأخيرة..!؛ فاتقوا الله يا وزراء الشرعية، وحافظوا على  هيبتكم وقيمة المناصب التي تتربعونها ..!؛

أليس من المنطقي إن كان تقييم وزارة حقوق الإنسان للأداء الأمني الباهر من وجهة نظرها بعدن..؟؛ أن تكرم وزير الداخلية باعتباره المسؤول عن الأجهزة التي تتبع  وزارته؛ وبالتالي سينال التكريم شلال بطريقة غير مباشرة، لكن أي تكريم وقد أدين الرجل من قبل رئيسه المباشر، وقد أحاله للتحقيق، وأكيد لديه معطيات وأسباب لفعل ذلك ، اهم ما يؤخذ على شلال مخالفته للأوامر والتعليمات الصادرة إليه من قيادة الوزارة ..!؛ 

يا أيتها  الحكومة الشرعية تصرفاتك المستمرة تأكل من رصيد شرعيتك الدولية خصوصا فيما يخص حقوق الإنسان العالم حساس جدا لها ، فاحذري أنه  سيأتي يوم، وستدان الشرعية  على تفريطها بحقوق المواطنين، وستوثق عليها أنها كانت تتعاطى مع حقوق الناس باللامبالاة، وأنها اسرفت   بالمجاملات على حساب اصحاب الحقوق "منها منح شهادة تكريم لشلال" ، ومن انها  لا تكترث بمواد الدستور  والقانون، والذي خولها بالدفاع عن حقوق الإنسان اليمني ، والتي بحسب جميع التقارير الدولية أنها كانت الأسوأ في الخمس السنوات الماضية من حكم الشرعية في طول البلاد وعرضها  ..!

.. والسلام،،،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي