هادي قائد  شعب وخبير حرب و صانع سلام ايضاً..! 

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٠٥ صباحاً

لقد ظهر الرئيس هادي عند مراسيم إشهار اتفاق جدة، والذي سمي بإعلان الرياض قوياً، واثقاً، متماسكاً، رزيناً، وأباً لكل اليمنين ، كما ظهر انه مازال صحيا ًصحيحاً معافاً، وقادراً ومقتدراً؛ ولكنه ظهر  متسامحاً..!، حيث قال لهم فماذا تظنون أني فاعل بكم بعد تمردكم على الشرعية بالعاصمة المؤقتة عدن  .. قالوا له يا سيادة الرئيس، يا فخامة المشير العفو والمعذرة ولن ترانا بعد هذا اليوم إلا  في صفك ومؤيدين لشرعيتك ..  ردّ عليهم  فخامته؛ بما رد  الرسول القائد الأول المتسامح الأول في التاريخ الانساني  وهو القدوة الحسنة  لكل المؤمنين عندما قال لكفار قريش في  كلمته المشهورة ما ذا تظنون أني فاعل بكم قالو اخ كريم وابن أخ كريم..

 

قال اذهبوا فأنتم الطلقاء..!؛ والرئيس أعطاهم الفرصة ليكونوا صالحين؛ إلا أن الدماء والارواح لا تسقط بالتقدم أو التفاوض أو بالاتفاقات، فهناك دماء قد أنزفت، واروح قد ازهقت، وهناك قتل وسحل وترحيل وامتهان.. نعم! اتاح لهم الفرصة، كي يظهروا  حسن النية ويتحولوا فعلا إلى اسوياء، لكن الايام القادمة ستحدد ذلك، وهي  كفيله للتثبت من صدقهم من عدمه..؛ غير أنه  يلوح في الافق ما يبيتون!؛ وقد بدت  البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر والله المستعان..!؛ 

نحن هذه الأيام نعيش أجواء احتفالات بمولد الرسول الأعظم، وبذكرى مولده صلوات ربي دائما وأبداً عليه، وعليه افضل الصلاة وأتم التسليم يلتقي الرئيس مع قادة المتمردين بعد التوقيع على اتفاق جدة.... نعم! التقى الرئيس بعيدروس الزبيدي وفريقه والذين بادروا كقيادة للمجلس الانتقالي  بالاعتذار.. ، فقال لهم الرئيس لماذا فعلتم بعدن ما فعلتم ؟ أمن أجل مناصب زائلة أم من أجل الوطن..؟! ؛ على كل...  اذهبوا فأنتم إخوة لنا في النضال وفي المصير، وأنتم ستكونون من قادة القوم، وجزء من الشرعية، وممن سيقررون مع أخرين مصير هذا اليمن الحبيب إذا صدقت النوايا .. وقال لهم باب السلطة لكم مفتوحة ومن غير  قتال أو اقتتال وهي متاحة  لكم ولغيركم، فاليمن الكبير يستوعب كل أبنائه ..!؛ 

صلوات ربي عليك يا سيدي يا رسول الله بذكرى مولدك  وسلامي عليك وعلى آلك وصحابتك العظام  أجمعين ..في مولدك يحتفلون من يدّعون الانتساب لك على جثث اليمنين، يحتفلون بك وهم مغتصبين للسلطة في العاصمة صنعاء الحبيبة وباقي المدن المغتصبة الأخرى، ومدعين زوراً الاهتمام والافتخار بأنهم هم وحدهم من يتميزون بالاحتفال  بمولدك يا سيدي يا رسول الله (ص)، لكنهم يتناسون أنهم يحتفلون من أموال وأفواه الجائعين في حفل استعراضي لا يمت بصلة لمولدك يا حبيبي يا رسول الله ولا لحبك ابدا، وإنما لتعظيم وتكريس شعاراتهم واهدافهم الزائفة المضللة، والتسويق فقط لحركتهم  الحوثية ذات الفكر الفارسي  وفرضها على عموم اليمنين بالقوة  والرسول (ص) من كل  أفعالهم براء.. نعم!

من أموال الشعب احتفلوا وذهبوا لبيوتهم وذهب من احتفل معهم من الشعب لبيوتهم ايضا، ولكن مكتوين باستمرار القتل والحصار والتجويع والمعاناة.. نحن ندرك انك لا تقبل بمغالاتهم وطيشهم وغطرستهم وهم لا يدركون ذلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وبهذا المقام مقام مولد خير خلق الله المصطفى محمد (ص)، فإننا نقرئه منا السلام، ونرسل بالتحايا والسلام لقائد الرئيس هادي قائد الحرب والسلام، فهو قائد حربي بامتياز، وهو صانع سلام باقتدار.. حفظه ربنا تعالى وأطال بعمره لاستكمال المشوار في تحرير الارض وقبلها العقول، وفي العمل لصالح الوطن والدولة الاتحادية وسينال بفضل الله ذلك بهدوئه المعتاد ورؤيته الصائبة على الدوام ؛ فسر يا رئيسنا  لشعبك وبشعبك  ولا تبالي بأقوالهم أو أفعالهم يا قائد اليمن الحربي و يا رجل السلام..!؛

 الرئيس هادي لم يتوقف ابدا في حربه على المشروع الفارسي، ونجح في ذلك  نجاحاً باهراً ؛ فاقنع دول الجوار والعالم بخطورتهم مبكراً، وها هم كل العالم  يتصدون ويحاصرون إيران المعتدية على أرض اليمن وشعبه، ولولا دهاء وذكاء رئيسنا هادي لما حصل هذا الأمر على واقع الحال .. ونجح ايضا في اقناع المملكة للدخول في المعركة للدفاع عن امنها القومي وعن كل التهديدات الآتية لها  من الجهة الجنوبية؛ حيث كادت العاصمة صنعاء أن تسقط بيد إيران لو لم تتدخل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، لكن المملكة أدركت خطورة المد الفارسي فاستجابت لطلب الرئيس هادي، وتدخلت وتعهدت بعدم تمكين إيران من أسقاط  العاصمة صنعاء من عروبتها وانتمائها القومي  مهما كلفها هذا الأمر..!؛ وهاهي تقود تحالفاً عربياً، مسنودا ًبتأييد دولي قلّ نظيره.. وها هو الرئيس وقيادة الشرعية من جهة والملك سلمان وولي عهده  وقيادة التحالف العربي من جهة  ثانية  يصنعون انتصاراً  من نوع آخر.. ألا وهو صناعة السلام عند حدوث الاختلاف أو التباين بين فرقاء من أعلنوا التصدي للمشروع الإيراني واذرعه في اليمن، ومن تعهدوا بالانتصار على الحوثي المنقلب على الشرعية والفكر الفارسي المستورد..!؛ 

إن الانتصار والنجاح الحقيقي هو تنفيذ ما توصل اليه المتحاورون في جدة بإرادة صلبة لا تلين وإلا سيظل حبر على ورق  كما قال وأكد ذلك الركن التوثيق لفخامة الرئيس الدكتور/عبد الله العليمي قبل عدة أيام.. والنجاح في انجاز اتفاق جدة ما كان له أن يتحقق على هذا النحو، لولم يعلوا صوت صقور الشرعية .. أنجز الاتفاق بمواقف وبطولة الرجال.. الرجال.. أمثال الميسري والجبواني فبموقف وثبات هذين الرجلين صيغ اتفاق جدة بما خرج به؛ ولا أظن مطلقا أن الرئيس سيتخلى عن هذين الرجلين على وجه التحديد ..!؛  إن أي اتفاق  عادة ما يرافقه  بعض الهنات والمنغصات، والتي قد تفضي لفشله أو افشاله..!؛ نعم! لا يخلوا أي اتفاق من بعض المنغصات أو الاستعراضات المخالفة لما تم الاتفاق عليه!؛ فمن ذلك ظهور مثلاً ظهور ممثل الانتقالي اثناء التوقيع حاملا معه علم يخالف مضمون  ما تم الاتفاق عليه؛ ومن المنغصات والتي قد تكون سبباً للتلكؤ والتباطؤ في تنفيذ الاتفاق بسبب بعض الصياغات في  النصوص حمالة الأوجه والتي تجعل تفسيرها ممكنا لهذا الفريق كما يحلو له، وايضا الفريق الأخر ايضاً، اضرب على سبيل المثال عودة رئيس الحكومة لعدن... ففريق الشرعية يعتبر ذلك عودة الحكومة بكاملها وهذا أمر طبيعي، حيث الدكتور معين رمز لمؤسسة وقائداً لها ولا يعمل بمعزل عن وزرائه، غير أن ناطق الانتقالي قال لوسائل الاعلام أن الاتفاق نص صراحة على عودة رئيس الحكومة لعدن لوحده فقط  ومن أجل تسليم الرواتب وكأنه أمين صندوق وليس رئيس حكومة .. أرجو من الرعاة أن يتولوا عملية التفسير واقناع الموقعين حتى لا يفاجؤون بفشل تنفيذ هذا الاتفاق كما اتفاق ستوكهولم الذي هو عنوان كل  فشل..!؛     أخيراً .. نقول.. أن اتفاق حوار جدة كان مرحلة تمهيدية لصناعة سلام على مستوى اليمن كله وقد فتحت أبواب ونوافذ عدة مع المنقلبين، كي يحذوا حذوا المتمردين ويظهرون حبهم لليمن واليمنين ويكونوا رجالاً كما ظهر قادة التمرد؛ ولا شك أن سياسة المملكة العربية  السعودية قادرة على أن تنجز السلام العادل والمنصف وغير المنتقص لسيادة أو الوحدة  أو  لأية فئة يمنية.. السعودية تقول الأبواب مشرعة لصناعة سلام منصف وعادل لجميع اليمنين، ولا شك أن الرئيس قائد  الشعب اليمني وخبير حرب مجرب وأحد صناع السلام  من العرب يقول ذلك ايضاً..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي