موكا .. كنز اليمن المنسي ؟

رفيق علي هادي
الثلاثاء ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٢٤ صباحاً

في ذات مساء من القرن الرابع عشر الميلادي كان أحد شيوخ اليمن من الطائفه الصوفيه يتجول في أحد جباال اليمن للبحث عن أعشاب اعتاد على تناولها ليستعين بها على السهر لغرض التعبُد، لفت انتباهه شجره ذات اغصان خضراء يتدلى من اغصانها حُبيبات مُتعددة الألوان، فمنها الاصفر والأحمر والأخضر، شبيهه بقصر إحدى  الإمبراطوريات يتسلل من نوافذه إضاءه خافته في سماء مدينه يكسوها الظلام، أقترب منها واقتطف حُبيبات ومضغهم فإذا بها فاكهه طيبة المذاق  مُعدلة المزاج،إلا انها ليست كتلك الفواكه اللينه، فهي شديدة المضغ. وفي اليوم  التالي قام ذالك الشيخ بزيارة شجرته المباركه وصيدقته الجديده، ليقتطف منها بعض الحبوب مره أخرى ،إلا أنه كان قد خطرت له فكرة طحن الحبوب وتنقيعها في الماء ثم التلذذ بماءها والأستمتاع بمذاقها الجميل، ذلك الشيخ الجليل هو "علي عمر الشاذلي"من ابناء تهامه منطقة بيت الفقيه بالتحديد. ميلاده 1354م__1424م. رحمه الله. وتلك الشجره المباركه هي #البُن.

 

وقد روى عنه الشيخ الجزيري في كتابه "عُمدة الصفوه في حل القهوه" أن شيخنا الشاذلي قال:بإن هذه الثمره ستتداول في اقطار الأرض، وسيُصنع  من قشورها شراباً طيباً.وستُباع باالذهب والورق، هذه قهوتنا وهذا بعض من أرثنا التاريخي والذي يجب علينا العض عليه بالنواجذ. حيث يعتبر دخل قومي يمني ومكسب وطني أفضل من النفط والغاز، وقد ذكرت دراسات في العام 2018 اجراها خبراء من دول اوروبيه بإن 2.25 بليون كوب قهوه يُستهلك يومياً في العالم كمعدل متوسط. وافادت الدراسات أن القهوه هي ثاني أكثر المنتجات رواجاً بعد الماء، وثاني أكثر المنتجات تداولاً بعد النفط.

 

وذكرت الدراسات بإن "البُن اليمني" يعد الأغلى والأفضل على مستوى العالم حيث يمتاز بمذاق منفرد وهذا ما يجعله متربع على عرش الجوده  في العالم. ويتراوح سعر الكيلوا الواحد من "البن اليمني" بين 350$_400$ كمتوسط البيع. في #اليومالعالميللقهوه ومن خلال الحمله التوعويه التي أطلقتها "نقابة الموالعه اليمنيين (مالي)  أدعوا كافة المزارعين إلى تخصيص نسبة 15%من اراضيهم الزراعيه للبُن كمرحله أولى، تعقبها مراحل أخرى عندما يبداء المزارع بجني ثمرة البن المزروع، فالجميع مطالب بالإسهام في النهوض بالوطن وأستعادة مكانته بما يتناسب مع حضارته وعراقته، ومما  قد يسهم في توفير حياه كريمه  لأبناء الوطن كافه.

فالنجاح لايُدرك بالتمني بل بالتخطيط الجيد  والعمل الجاد وتضافر الجهود للوصول إلى القمه وبناء يمننا الغالي وأستعادة عافيته وأمنه وأستقراره.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي