الرجال تحبل من السنتها ..!

د. علي العسلي
السبت ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٥:١٠ صباحاً

سأتكلم بإيجاز عن آخر تصريح والموقف منه حتى الآن  من قبل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري والذي كان مفاده :  عدم الجلوس والتفاوض مع الأدوات بل الموافقة للحوار مع الأصل، أي مع  الامارات كونها الطرف الأصيل في النزاع وليكن الحوار تحت إشراف المملكة العربية السعودية فلا مانع ..!؛ حيث أن المجلس الانتقالي لا يستحق الجلوس معه والتفاوض عن أي شيء، إذ أنه لا يعدوا عن كونه الا واجهة أو أداة سياسية للإماراتيين، وما الحزام الأمني، وكل النخب العسكرية  والألوية  التي كانت فاعلة على الارض ما هي الا أدوات عسكرية للإمارات ، وعليه فإن الشرعية لا تريد  أن تجلس  مع الأدوات ، بل  تريد أن تجلس مع صاحب الأدوات.. وهذا الأمر الذي سيتم ولن نتخلى عنه على الإطلاق.؛ ومما قاله المهندس ايضا  "عدن  سنعود إليها، بالسلم سنعود إليها، وإن أرادوا بالحرب سنعود إليها والجيش الوطني جاهز وقادر ورأيتموه وهو على أبواب زنجبار سقطت عدن دون قتال...  ضرب الطيران بالعلم أبطال القوات المسلحة والأمن تحت ادعاءات نحن نعلمها جميعا انها واهية وكاذبة... هذا الأمر يجب أن يعلم الجميع اننا اصحاب مشروع وطني، وأن القضية الجنوبية لن تعمم عليها مشروع القرية، لأن مشروع القرية مشروع قذر، ومشروع قزم، ومشروع لا يتسع له الوطن، شبيه بالمشروع السلالي الذي في صنعاء لا فرق بينهما فهما من مشكاة واحدة ومرجعيتهم واحدة، وأليتهم واحدة، واساليبهم واحدة، وهم في الحالتين كلهم أدوات، ولهذا اطمئن الجميع انه لن يتم حوار على الإطلاق أو جلوس مع ما يسمى بالمجلس الانتقالي، الحوار سيتم مع الامارات أن أرادوا الحوار، مالم نحن مستمرين في تثبيت دولة النظام والقانون، في بسط مؤسسات الدولة الشرعية نفوذها على كل الأراضي المحررة، والسير باتجاه الأراضي غير المحررة لدحر المشروع الفارسي الذي الهونا عنه، أكثر المستفيدين مما يجري في عدن هم الحوثيون، ومن يقدم هذه الخدمة لهم احد شركاء التحالف مع الأسف الشديد  خدمة مجانية وليست ثمنها أية كلفة، نحن مصرين على موقفنا وسيظل هذا موقفنا وسنستمر ولهذا ابشر الجميع واطمئن الجميع اننا قادمون.. قادمون يا عدن لن نتركك لمشروع القرية..."؛

ولا يزال الموقف هو الموقف بالنسبة لمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، فلا أحد يتكلم عن اشتراكه بحوار جدة، بل أن الشرعية تؤكد ما ذهب اليه المهندس الميسري، أن لا حوار مع المجلس الانتقالي، وعند ما امتنع الميسري ورفاقه عن قبول الحوار مع متمردين كي لا يكافئونهم..؛ نرى تسريبات وتأويلات وادعاءات منسوبة له طبعا  من أولئك الأقزام الذين لا يعرفون غير صناعة الإشاعات والفبركات وإنشاء الحسابات المزورة، فأولئك لا يدركون صلابة وشجاعة الميسري وتمسكه بمواقفه وسيصل إليها بالنهاية وسترون ذلك، وهم كذلك لا يعرفون المملكة العربية  السعودية، الدولة التي تحترم مواقف الرجال وأن اختلفت معهم؛ فهي لم تصادر جوالات الميسري كما يسرب ذلك سخفاء الانتقالي والاماراتيين والانقلابين الحوثيين  ، والمملكة لا تتجسس على هواتف ضيوفها يا أغبياء، ولا تمنع سياسيو الشرعية من الحركة والتعبير عما يريدون ولاهم كما يروج البعض تحت الإقامة الجبرية، فهم احرار، بدليل ما يصرح به  جباري نائب رئيس مجلس النواب  وغيره  ممن  يتحدثون في  القنوات الفضائية  للشرعية  وقناة سهيل المتواجدات في الرياض ، فليسوا  ممنوعين  من أي شيء، والميسري كما هم يقول ما يريده!؛ فهو يتحدث بما يريد ويدير الأجهزة الأمنية من الرياض مثلما كان في عدن وربما بحرية وإمكانية اكبر؛ فلتخرسوا أيها المروجون للإشاعات وللأكاذيب ..!؛..

مواقف الرجال.. لا يتراجعون عن كلامهم فهم مسؤولون، ويتحملون مسؤولية ما تنطق بها  ألسنتهم ..  فلا يزال الميسري على وعده من العودة لعدن وعدم التفاوض مع الأدوات؛ فتحية له وألف سلام.. فهو في الرياض وليس بجدة لمحاورة اتباع الامارات يا أنام  .. هو في الرياض يرص الصفوف لكي يكون للشرعية كل الاحترام.. وفي المقدمة من ذلك  أن  لا يعطى الانتقالي تمثيل  الجنوب  فهو مجرد أداة للانتقام.. فلا ينبغي أن يكافئ على فعلته بمنحه شراكة في السلطة  يا كرام.. ولا ينبغي رفع القبعة له أو منحه أي  وسام.. ويعمل الميسري  مع صحبه لإفشال الانتقالي و ما يخطط لليمن من حدوث انقسام ..

وستنتصر الشرعية في النهاية حتماً وستفضح الزبيدي ومريم وابو هيام.. حتي إن اضطر الشعب للانتفاضة  لرفض تواجد الامارات وإن اضطر في الساحات  لنصب الخيام.. وسيعود الركب  لعدن الحبيبة وسيطيب بعد ذلك  بها المقام.. قادمون.. قادمون  قالها الميسري الهمام.. سلما أو حربا فاختاروا انتم الختام.. أصدق قول هذا الشجاع البطل على الدوام.. فهو يحبل بلسانه لا ببطنه كما البعض ترى كروشهم مثلهن تمام ..

فالميسري رجل مواقف ولأجلها لا ينام.. فهو يدافع عن وطن  ولا شك عندي أنهم سيأتون إليه  منحنين أو قيام.. طالبين العفو ولأروحهم سلام.. وسيُشترط هذه المرة على التحالف تطبيقه تمام التمام.. وهو دعم تسريع تحرير مدينة ابن نوح سام.. عاصمتنا الابدية من الفرس وأتباعه الملطمين وجوههم وصدورهم لطام   .. أتفهمون ما اقصد في نهاية هذا  الكلام.. فالتحية للمهندس احمد الميسري رجل الدولة ورجل الحرب والسلام .. رجل موقفه  لا يلين  ولا  يتراجع  الا بتحقيق ما قاله من كلام.. فهو مسؤول والمسؤول يحبل بلسانه على الدوام.. والختم صلوا على خير الأنام..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي