البيان المشترك  حل لمتقاطعة إشراك الانتقالي؛ فإن لم فإحلاله محل  الشرعية ..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١١ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٥٧ مساءً

فتنة.. احتواء الاحداث.. تنسيق وثيق للتهدئة.. انطلاق الحوار ..!..؛ من ينظر للجملة السابقة ويكتفى سيظن أنها حزيرات أو في أحسن الأحوال نتائج حل لمتقاطعة بعد الحل ينتج الحل باشتراك الانتقالي مع الشرعية؛ فإن لم تقبل الشرعية فلابد من إحلال الانتقالي بديل للشرعية..!؛

إذاً تلك الكلمات في الجملة عبارة عن مفردات يتم شطبها حتى نستخرج لكلمات الحل التي وضحناها، بمعنى أن تلك الكلمات للمتقاطعة هي تلخيص  لما جاء  في البيان السعودي الاماراتي المشترك..!؛ حيث ذكر البيان مجريات ومستجدات التطورات السياسية والعسكرية عقب الأحداث التي وقعت في العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية (عدن)..!؛ فما المقصود بالتطورات  السياسية والعسكرية يا ترى عقب الاحداث..؟!؛ ثم ما هي تلك الاحداث، وما الذي تلاها؟!؛سموها  لنا أحبتنا في المملكة وفي الامارات  حتى يعرف العالم  جهودكم ويقدرها في مسألة وأد الفتنة والتي لم تعد موجودة على الأرض الا في مخيلة مرضى النفوس، نقول لهم، لقد استطاعت الدولتان اعادة البوصلة لمسارها السياسي والعسكري المطلوب بعد وأد الفتنة بين الشركاء الانتقالي والشرعية.. غريب مثل هذا الطرح!؛ لكنه يمضي ..!؛ وورد في البيان دعم الشرعية..!؛ أيحق لنا نسأل.. أين هذا الدعم للحكومة الشرعية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية؟!؛ دلونا عليه أيها الداعمون..! نحن لا نراه.. !؛ .. اسمحوا لنا أن ننبه انه حصل تراجع ما عن البيان  الصادر عن المملكة العربية السعودية في هذا البيان  المشترك السعودي الاماراتي، لقد كنا قد هللنا و صفقنا له وامتدحنا البيان السعودي المنفرد  كثيراً ، والذي كان قد  وضع النقاط على الحروف..!؛ فلماذا هذا  التراجع عن مضمون ذلك البيان التاريخي ..؟! ؛..

أكيد جدّت وقائع وأحداث جديدة غيرت قناعة السعودية..!؛ ربما من يدري؟!؛  فما هي ..؟! أيمكن للرأي العام أن يعرفها..؟؛نحن لا  نزال نرى   استيلاء مليشيات  الانتقالي على المؤسسات والمعسكرات  على الأرض والذي ببيانكم هذا تريدون تطبيع الحياة وفقا إليه ؛ ورأينا قصف جوي على الجيش الوطني راح ضحيته المئات ومن دون حتى اعتذار لحد الآن من الفاعلين، بل وجدنا فوق تقتيلهم يتهمون الضحايا بالإرهاب ، ومع ذلك تؤكدون في ببيانكم المميز هذا  استمرار كافة جهودكما السياسية والعسكرية لاحتواء تلك الأحداث، فهل الاحتواء معالجة الجرحى ودفع كم فلس لأسر من استشهدوا وكفى الله التحالف شر الاتهام..!؛ وهل تعنون بالاحتواء أيضا تمكين الانتقالي وعدم عودة الحكومة الشرعية إلى عدن لممارسة  عملها أم ماذا؟!؛

وقلتم وقد يكون في بعض قولكم بعض الحق أن الدولتين تعملان بتنسيق وثيق فمن يشك في ذلك _، مع مختلف الأطراف _هنا بعض الشك  على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار؛ فهل يوجد غير الشرعية والانتقالي في هذه الاحداث؟؛ نرجوكم ابرازها لنا كي نعرف أعداء اليمن والمنطقة الحقيقين الذين يحدثون الفتن ويقلقون السكينة العامة ويستعملون السلاح لإحداث الأذى بالتحالف والمواطنين؛ ثم هل التهدئة قائمة والنار لم تعد تطلق والوضع عال العال بالمناطق التي استولى عليها الانتقالي ، فهل الشرط اللازم أن لا تعود الشرعية والشرط الكافي أن يحل محلها الانتقالي كي يتهيأ الطرفين للحوار؟!؛ قال ببيانكم  "والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة".. نلاحظ في البيان مفردات حل المتقاطعة والتي نتيجتها كحل نهائي تمكين الانتقالي وإخراج الشرعية من عدن العاصمة المؤقتة؛ فلقد  تم توصيف  ما حصل بفتنة، فأحداث من أطراف، فجهود لاحتوائها، ثمّ التهيئة لأطلاق حوار لإنهاء الأزمة..!!؛ فما تلك التهيئة من أجل إطلاق حوار..؟!.. تقصدون.. تحوّل الانتقالي لحزب سياسي وتسليم أسلحة الامارات التي بحوزته للشرعية وعودة الشرعية، بمعنى تطبيق نص وروح ما جاء في  بيان المملكة الذي أصدرته منفردةً، وليس كما هذا البيان الثنائي!؛ أم انكم تقصدون بالتهيئة قبول الشرعية بالأمر الواقع والدخول في شراكة بالسلطة بينها وبين الانتقالي؟؛أفيدونا  فعلاً، ليس سخرية؛ فلقد طست علينا باليمني، فأجلوها لنا اثابكم الله..!؛

أما على المستوى الشخصي فقد فاجأني البيان بعد أن كنت أجزم أن الحكومة ولأول مرة مصممة على موقفها ومتماسكة ورافضة أن تلدغ من جحرها مرتين، مرة من الحوثي، ومرة من الانتقالي، وعملت بمقولة إن أخطأت في الأولى فهي لك، فإن أخطأت في الثانية فهي عليك ، لكن ببيانكم هذا الفاضح؛ قد فضحها فضيحة بجلاجل عندما عبر البيان عن ترحيب الدولتين باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار في جدة.. فعلاً لقد فضحتم ببيانكم هذا الحكومة التي صنجتنا بأنها لن تجلس مع الانتقالي المتمرد الا بعد أن يعيد المؤسسات ويوافق على ضم تشكيلاته العسكرية  في الجيش الوطني والأمن، وأن يتحول لحزب سياسي.. الخ. أما دون هذا فلا، بل ستتحاور مع الأصل ولا مانع لديها أن تتحاور مع الامارات التي تنازعها السلطة على الأرض، بينما هذه الدولة أظهرها هذا البيان كوسيط محايد ولا يهمها سوى مصلحة اليمنين ..! ؛

ثم أين هي الأجواء الايجابية التي تشددان على ضرورة استمرارها في بيانكم هذا، مثلا قيام  وفد المجلس الانتقالي بأداء العمرة أم أمور أخرى..؟ !؛ ألا ترون معنا  تلك الاستعدادات العسكرية  وتحرك قوات ووصول تعزيزات ومدرعات اماراتية لعدن وحضرموت حتى من غير استئذان  من السلطات الشرعية المخولة قانونا  وزارة النقل فشغلت الامارات المطارات والموانئ دون موافقتها ، ثم ألم تسمعوا كذلك عن  استهداف للقوات السعودية في محيط قصر المعاشيق..؟!؛ وكذلك  من اعلان النفير العام هنا وهناك.. فأين تلك الأجواء إذاً..؟!؛  هل في غرف الحوار المفترضة في جدة؟؛ أم على الأرض بعدن وأبين وشبوة وغيرها من المحافظات..؟ !؛ وجاء في البيان الفاضح للحكومة إذ أكدتا الدولتان  على أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة، والعمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينهما الفتنة، لمراقبة وتثبيت وقف الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة... الخ.؛

يعني الحكومة  سمت أسماء من جانبها مع الانتقالي والتحالف السعودية والإمارات بالجنة التي  شكلت لمراقبة اي تحركات  واي ممارسات ضد المكونات الأخرى، ما هذا يا حكومتنا غير  الرشيدة، ولماذا تقبلين ذلك؟؛  فماذا يعني هذا..؟؛ هل يُفهم من هذه الفقرة تطبيع الحياة على ما هي عليه الآن..؟ ، والقبول بالوضع الراهن كأمر واقع..! ، وعلى الحكومة أن تجلس تتحاور سنة كاملة  بجدة، أي براحتها.. أو كيف يا خبرة؟، ثم ما هذا الخلط..؟؛ فمن يمارس الانتهاكات ضد المكونات الأخرى؟؛ ومن هي تلك المكونات؟؛ وضد الممتلكات العامة والخاصة.. فمن الذي وضع نفسه وصيا ومملئا لفراغ السلطة بعد أن أفرغت بقوة الامارات؟؛

ما هذا البيان وما هذا الخلط العجيب؟!؛ ثم من يمارس نشاطات عسكرية؟؛ أليس الانتقالي ضد الشرعية؟؛ هو من استولى على معسكراتها  بقوات لإمارات وبمن انسحبوا من وحدات العمالقة من مواجهة الانقلابين في الساحل الغربي..؟؛ مالكم كيف تحكمون..!؟؛ اليمنيون يا سادة  يشكون من تدخل الامارات الفج لإحداث أمر واقع جديد باليمن كالذي حصل من قبل في صنعاء؛ وانتم ببيانكم  تحملون اليمنين الفتنة واقلاق السكينة العام واستحداث نشاطات عسكرية وخلاف ذلك مما ورد في البيان والذي صيغ على ما يبدوا بلغة اماراتية مائة في المائة، اما السعودية فموقفها معلوم من بيانها المنفرد والذي حفظناه و فهمناه وايدناه!؛ في الختام نرجو من الله أن يخرجنا من هذه الفتنة ويخرج اليمن سالماً غانماً، وشكرا لكم وجهودكم لإعادة الشرعية ومحاربة الانقلابين الفارسيين، ودمتم بخير وهدوء وسكينة  وتهدئة وانطلاق حوار ولا أراكم ربي أي مكروه في اوطانكم ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي