مايفتقده اليمانيون

رفيق علي هادي
الاثنين ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٢١ مساءً

- منذ 2011 وأمواج الحرب والفقر والجوع والأمراض تجتاح وطني وتفتك بأبنائه إلا ان طبيعة الأرض التي يعيشوا عليها اكسبتهم القوه والصبر والجلد في تحمل هذه الكوارث، والذي لوداهمت شعباً آخر لرأيناه يجتاح البر والبحر والجو بحثاً عن حياه كريمه وآمنه.

- فضل أغلب اليمانيون خوض غمار المواجهه مع هذه النوازل الجسيمه ومقارعتها بقوه حديديه لاتلين وعزم لاينكسر وثبات لايُهد واثقين من التغلب عليها والإنتصار لأنفسهم وشعبهم ووطنهم.

- لم يكترث اليمانيون للحرب فهم أهلُها، ولم يرعِبهُم شبح الجوع كما يفعل مع الأمم الاُخرى وظلو ولازالوا يُكافحوا ويُقاوموا آملين في انقضاء هذه السحب السوداء الداكنه وسطوع اضواء السماء الصافيه.

- يستطيع اليمانيون التكيف مع اسواء الظروف قساوة كما انهم يستطيعوا مواجهة أقوى جيوش الأرض والتغلب عليها، إلا أنهم لايستطيعوا العيش في ضل اللا دوله فهذه الحاله تمزقهم وتمكن العدو من الإنفراد بهم كُلاً على حده وتمزيقهم بطريقه سلِسه وهادئه.

-  نقل لنا المؤرخون ان اول دوله ونظام ديمقراطي شوروي في الأرض أسسه اليمانيون، كما ذكره القرآن في سورة ألنمل على لسان "الملكه بلقيس"، حيث أفاد كُتاب ومفكرين غربيون بإن ما توصل له الغرب اليوم  من ديموقراطيه  تتيح للمرأه والرجل الحكم ضمن مؤسسات شورويه، توصلت له الملكه العظيمه بلقيس قبل آلاف السنون.

-تصادف اليمني في الصحراء والجبل  وفي الداخل والخارج فتسأله ماذا تفتقدون؟؟  فيرد عليك بحسره وألم "دوله"! نعم يا ساده فلا حياه بلانظام وقانون يسود الجميع ويعيش الناس في ضله متساوون في الحقوق والحريات، ولانظام وقانون بلا دوله ومؤسسات، كل شيئ قد يكون له بديل إلا الدوله، لابديل لها سوا الفوضى والقتل والتشرد  والظلم وإنحلال الأخلاق وتمزق المجتمع إلى عصابات من اللصوص وقطاع الطرق  والمتنفذين. من لم يشعر إلا الآن بِفُقدان "الدوله" فلا شك ان ضميره قد مات منذ سنوات ولم يتبقى إلا ان نترحم عليه مُسبقاً فقد أصبح شبه ميت حتى وان كان على قيد الحياه. لن يعود الآمن والآمان إلابعودة الدوله  فهي الضامن الوحيد لإعادة الروح إلاجسد الوطن، تشعر بذلك عندما تُغادر إلى بلدً ما  تقدم جوازك فينظر إليك موظف الجوازات بنظرة شفقه وكإنك مرمي على قارعة الطريق لا مأوى ولا طعام ولاشراب، في هذه اللحظه ستذرف دموعك دون شعور  وستجتاحك عواصف الأحزان  ستتمنى لو ان القيامه تقوم او إنك لم تُخلق على هذا الكوكب. ستعرف ان قيمتك من قيمة وطنك ودولتك فإذا سقطت دولتك لم يعد لك قيمه عند أحد. لاتُغرك كلمات الساسه فهم أكثر الناس تعرضاً للإهانه لكنهم اعتادوا عليها فلم يعد يروها إسأه حتى شعورهم اُصيب بالتبلُد. نعم أيها اليماني الأصيل فالدوله هي الضامن لحقوقك وهي بوابتك إلى العالم  وهي وجهك امام المجتمعات الأخرى، في الدوله لامزاج السيد يتحكم بك ولاقانون الشيخ والقائد. فلنقف جميعاً مع ما تبقى لنا من دوله حتى وان كانت ممزقه وهشه فهي الأمل الوحيد لنا وهي المركب الآخير للعبور إلى ضفة الإستقرار والأمن والتنميه والحياه الكريمه.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي