سباق الارتزاق

عبدالعزيز المنصوب
السبت ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ١٠:٢٩ مساءً

في صبيحة 11 / 11 / 2016م كتبت مداخلة قصيرة حملت فيها بألم وحِدةٍ رمزية على بروز مؤشرات انتكاسة واضحة في مسار الثورة الجنوبية. 
وعنونته حينها بـ (سباق الارتزاق) وعنيت به بروز وانكشاف دور الادوات المتدثرة بعلم الجنوب وقضيته العادلة الرابضة داخل المسار الثوري بينما لا تفترش في نفوسها الا مصالحها او امتداداتها للماضي المنفعل وما كشفت عنه الريالات والدراهم من فاقة وفقر مدقع في القيم وتصحر للمبادئ حتى تلك الثورية نفسها التي يتغنون بها والشعارات والهتافات التي لا يفتأؤون عن المزايدة بها على كل من لا يصفق لكل بنت شفه ينطقون بها ولو كانت خلاف تطلعات الشعب ونقيض منطلقات المسار الثوري؛  بل حتى لو كانت آتية على جذر واساسات التصالح والتسامح. 

والمحت فيه الى مؤشرات افتتاح مارثون للارتزاق السياسي؛ واشرت لجهته الراعية والوان جدرانه المطلية والتي ستتحول الى اللون الاحمر القاني في اشارة الى دماء الابرياء التي ستسفك في هذا السباق الى سوق الارتزاق وفي مسار المزايدات الثورية والمناقصات السياسية. 

آلمني هذه الليلة وانا اراجع تعليقات بعض من رحلوا عنا وكانوا علقوا حينها على مداخلتي على الخاص؛ والذين تمنيت انهم ما علقوا او لو اني ما احتفظت ولا عدت الى تلك التعليقات.. ومنهم من قضى نحبه : 
 اللواء القائد احمد سيف اليافعي : تقاضي الاعانة من دوله اجنبيه ليسة دليل وطنيتك.

ثم اتصل بي بعد هذا التعليق وقال : يا منصوب احيانا بعد ان اكمل قراءة بعض ما تكتب اتمنى ان لا يصدق كلامك؛  وفي نفس الوقت اتمنى ان لا اعيش الى تلك اللحظة.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. 

اما تعليق المهندس جمال مطلق رحمه الله فقال : (يا رفيق الارتزاق موجود باسم القضية منذ بداية الحراك وانما الحرب القائمة كشفت عن الايدي الممتدة من تحت المنصات؛  وربما وجدت مصادر اضافية جديدة للارتزاق.. وهو ايضا قضى نحبه كمدا من واقع التحول الفاضح لبعض الثوار من احرار في مسار التحرير الى عبيد وادوات باسم الثورة يحلون احتلال اخر).

اما الاخ الدكتور ناصر الخبجي فكان تعليقه نصا وحرفا : (اخي عبدالعزيز .. أفكارك وقراءتك سبقت الواقع وقيادات اليوم لا تستطيع فهمها إلا بعد سنوات). 

 وهو ما يؤلمني كثيرا عند اعادة قراءة ما اكتبه واسترجاع بعض ما ادونه ليس باعتباره سابقة في بابه وانما باعتباره وقوف متكرر على وقائع ومقدمات حتما ستقود الى تكرار نفس النتائج وان اختلفت الادوات وبعض المبررات والالسن ومفردات التلاسن والزمان ولكن في نفس المكان.. والاشد إيلاما عليا حين اراجع تعليقات بعض المتداخلين ثم اجدهم اليوم في نفس المربع الذي اشاروا اليه باصبع السخرية .
      اخيرا : 
      اجدها مناسبة لتكرار مقولة دأبت على التأكيد عليها وهي : 
      (ما من قضية الا وفيها شرفاء ولها مستثمرين).
       وغالبا ما يتواجد المستثمرون للقضايا العادلة؛ تحت الاضواء الساطعة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي