حفتر الإمارات في اليمن ومخاطرها حتى على المملكة!!

د. عبدالحي علي قاسم
الأحد ، ١٩ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً


طالعنا حفتر الإمارات في اليمن المرتزق المتعجرف عيدروس الزبيدي في 18/ 5/ 2019، بإعلان تعبئة عملياتية لطرد الشرعية وألويتها من المحافظات الجنوبية وتحديدا حضرموت، ليبيع من جديد وهم الاستقلال والحرية، اللتان تفتقر لهما حتى مجموعة الانتقالي المرتهنة واقعا وسلوكا. 
   حفتر الجنوب الإماراتي،  الذي يساء استغلال جنون اندفاعه لسلطة ملكية إستبدادية إقصائية فاسدة في الجنوب، عاجز حتى عن فهم أن دجال عدن بن بريك هو المرتزق الفعلي القوي، والذراع الإماراتية العبثية في الجنوب، وصاحب الحزام الأكثر تماسكا وولاء، ومهمة حفتر لا تعدو سوى مقدمة رمزية ككبش فداء لواقع احتلال إماراتي مكتمل الأركان، تعربد فيه أبو ظبي ظلما، وقتلا، ونهبا، وتدميرا لليمن، وتحديدا في جزئه الجنوبي. ومقابل تحقيق مآربها تمارس خيانة تسليم الحوثيين المناطق الشمالية، لتجفيف قوة الشرعية، وإنهاء وجودها، ليسهل إسقاطها في الجنوب.
الكارثة أن حفتر الإمارات مع دجال عدن، ولفيف الانتقالي، ينفذوا مخطط الإحتلال الإماراتي أمام مرأى الشرعية وبصرها، وهي حتى عاجزة عن أن تسمي الحقائق بسمياتها، وتمارس مجاملة دبلوماسية مقرفة مع من يسعى مستميتا للقضاء على وجودها.
   يا سيادة الرئيس هادي، يا من تبقى لنا من شرعية غير مرضي عن تدبيرها لدفة المعركة مع المحتل الإماراتي، والحليف الأكثر خيانة وعبثا، دشنوا معركة سياسية وعسكرية قوية بتعبئة وطنية لطرد المحتل الإماراتي، وسوف تجدون أن حفتر اليمن ورفيقه الدجال بن بريك لا مكان لعبثهما في المحافظات الجنوبية المحررة.
إمارات الشر هي أكثر من ساهم في تقوية الحوثي، وأربك صف الشرعية ومقاومتها، وحرم الشرعية و جيشها من عمق المحافظات المحررة، ولغمت بخبث أطماعها عدن وتعز وشبوة وغيرها، فوق أنها حجر عثرة لتحرير الحديدة.
الإمارات هي السبب الرئيسي بعد إيران لوصول الطائرات الحوثية المسيرة إلى العمق السعودي، وضرب أهداف إستراتيجية بترولية، لأن أطماع أبو ظبي هي من حالة دون إنهاء الانقلاب في اليمن، وأطالت أمده، وظللت الحسابات السعودية، وهذ الطائرات المقلقة هي نتيجة طبيعية لتلك الأخطاء القاتلة في حسابات التحالف، وحصاد سياسة العبث التي لا نتمناها لجيراننا.
   أتمنى من المملكة العربية السعودية أن تتلافى الخطر الإماراتي المحدق، الذي يترجمه حفتر اليمن عيدروس، وحزام بن بريك الأكثر فتكا بوجود الشرعية في الجنوب، والممهد الفعلي لمشروع إيراني سيبتلع الخليج.
   هذه الحقائق نضعها لمن يحسن قراءة الأخطاء، ويتواضع لتصحيح مسارها، قبل أن تستفحل نتائجها ولا ينفع معها حتى الكي.  
  الشرعية هي الأخرى، يجب أن تخرج من وساوس خوفها، وأن تكون عند مستوى الخطر، وتعلن الحرب على الإمارات، والإستغناء عن خدماتها المدمرة، وتدشين طردها رسميا من اليمن، مالم فبقاءها في اليمن نهاية حتمية للشرعية، فالمعادلة لم تعد تحتمل في طرفيها وجود الإمارات والشرعية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي