الإنقلابيون.. من كذبة الجرعة إلى كذبة الانسحاب

محمد سالم بارماده
السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠١٩ الساعة ٠٥:٠٠ مساءً

أضرار كثيرة يجلبها خلق الكذب على المجتمعات الإنسانية، لأن شطراً كبيراً من العلاقات الاجتماعية والمعاملات الإنسانية تعتمد على شرف الكلمة، فإذا لم تكن الكلمة معبرة تعبيراً صادقاً عما في نفس قائلها، لم نجد وسيلة أخرى نتعرف فيها على إرادات الناس, كيف تتصورون جماعة انقلابية ديدنها الكذب ؟! كيف نثق بوعودها وعهودها ؟! ألم يعلمون إنهم يكذبون ويعلمون أننا نعلم بأنهم يكذبون ومع ذلك هم بكذبهم مستمرون؟!آ  .

آ 

لقد وصل كذب الجماعة الانقلابية الحوثية الإيرانية الإرهابية لعنان السماء بلا خشية أو حياء,آ  وأصبح الكذب بضاعتهم الرخيصة التي يسوقونها آناء الليل وأطراف النهار, فازدادوا في غيهم و كذبهم وضلالهم على الناس, وأصبح كذبهم أشد خطراً وأقوى تأثيراً .

آ 

في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 سيطرت المليشيات الانقلابية الحوثية على العاصمة صنعاء بكذبةآ  إسقاط الجرعة والزيادة في المشتقات النفطية, وتلتها بكذبة وجوب قتال الجنوبيين باعتبارهم دواعش وتكفيريين، وعملاء للأميركيين والإسرائيليين وغيرهم من القوى الإمبريالية, ولم يقتصر كذبهم وادعاءاتهم المزيفة على اليمنيين فقط, بل تخطى الحدود اليمنية ليصل إلى الإقليم, وما كذبهم على العالم بسيطرتهم على نجران وجازان وعسير، وأن الرياض أصبحت قاب قوسين أو أدنى اكبر دليل على ما أقول .آ آ 

آ 

بالأمس القريب تنفس أبناء اليمن عامة وأبناء محافظة الحديدة خاصة الصعداء بتوقيع تفاهمات السويد بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية والمعترف بها دولياً ووفد المليشيات الانقلابية الحوثية الموالية لإيران, الذي يقضي بتسليم الانقلابيين الحوثيين الإيرانيين المدينة والميناء إلى الأمم المتحدة التي ستشرف عليهما وذلك من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كل اليمنيين, وينهي عذابات ملايين الناس ويُساهم في رسم بداية النهاية لمأساة إنسانية مخيفة, إلا إن المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية كعادتها يوعدون ومن ثم يكذبون ويخلفون الوعد, فالكذب وعدم الوفاء بالعهود هو طريقهم الذي ساروا فيه منذ تأسيس جماعتهم المذهبية الطائفية في محافظة صعدة .آ آ 

آ 

إن المليشيات الانقلابية الحوثية الموالية لإيران بكذبها وبرفضها لتطبيق إجراءات تفاهمات السويد إنما تعمل على نشر الفوضى والخراب والدمار, وبالتالي رعاية الإرهاب والسعي لتمزيق الوطن, والسيطرة على مقدرات الدولة, ونشر ثقافة الإرهاب والكراهية, والاستمرار في الممارسات والمخططات الإجرامية بدعم منقطع النظير من إيران والتي تمدها باستمرار بالأسلحة والمعدات الحربية وحزب الله اللبناني, وهو استخفاف بكل الاتفاقات والتعهدات التي قطعتها المليشيات على نفسها, وبالتالي تحدي سافر بكل قرارات الشرعية الدولية والممثلة بالأمم المتحدة .

أخيراً أقول.. عندما يكون الإنسان وضيعاً فهو لا يعرف للقيم حدود ولا يراعي الأدب والشرف ولا المواثيق والعهود, فلا غرابة أن وجدت المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية يوعدون ومن ثم يكذبون ويخلفون الوعد, وبهذا يتأكد للمجتمع الدولي إن المليشيات الانقلابية الحوثية مستمرة في أكاذيبها وتظليلها, وترفض كل الجهود الدولية والإقليمية لتطبيق تفاهمات السويد, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي