أربع سنوات على "عاصفة الحزم".. ماذا حققت وما هي أهم مراحلها؟

أسعد الاسعد
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٥٨ صباحاً

الزمان: منتصف ليلة الأربعاء-الخميس 26 مارس 2015، المكان: قصر العوجا في الدرعية قرب الرياض، الحدث: عاصفة الحزم.

أربع سنوات مرت على إعطاء الملك سلمان بن عبدالعزيز إشارة بدء عملية "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية في اليمن.. عملية قلبت الموازين داخل وخارج اليمن، ووضعت حداً لتمدد الحوثيين المدعومين من إيران، الذين كانوا على وشك السيطرة على كامل الأراضي اليمنية.
كما استهدفت العملية أيضاً تنظيمي "القاعدة" و"داعش" اللذان استغلا الفوضى التي خلفها انقلاب الحوثيين على الشرعية من أجل التوسع في اليمن.

*الأيام الأولى*

العملية بدأت عبر سلسلة من الغارات الجوية، طالت في أيامها الأولى المراكز العسكرية الرئيسية للميليشيات الانقلابية في صنعاء، حيث دمرت معظم أسلحتهم التي كانت تشكل تهديداً ليس فقط على اليمن، بل على دول الجوار وعلى رأسها السعودية والإمارات.

تغير اسم العملية من "عاصفة الحزم" إلى "إعادة الأمل" مع انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في 22 أبريل 2015، إلا أن المعترك لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا.

*إعادة الأمل.. الشرع تستعيد معظم أراضي اليمن*

ومع تقدم العمليات العسكرية، باتت قوات الجيش الوطني اليمني بدعم من التحالف، تسيطر على أكثر من 80% من أراضي اليمن، وأصبحت عدن العاصمة الانتقالية للبلاد حيث توجد المؤسسات الحكومية. في المقابل، احتفظ الحوثيون بالعاصمة صنعاء، ومعقلهم الأبرز في صعدة حيث يختبئ على الأرجح زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في أحد الكهوف في المحافظة.

*خنجر قطر*

وخلال الحرب لاستعادة الشرعية اليمنية، تعرض التحالف لطعنة في الظهر من قبل إحدى الدول المشاركة فيه، وهي قطر التي أصبحت تدعم الحوثيين علناً عبر قناة "الجزيرة".

ومن أبرز الأدلة على "الخيانة القطرية" أثناء مشاركة الدوحة في الحرب، كانت عملية قصف معسكر صافر بصاروخ "توشكا" حوثي يوم 4 سبتمبر 2015، ما أدى إلى استشهاد عشرات الجنود السعوديين والإماراتيين والبحرينيين، إلا أن زملائهم القطريين غادروا الموقع قبل حدوث القصف، ما يشير إلى تنسيق بين الدوحة والميليشيات الحوثية.

*صالح.. قُتل على يد حلفاء الأمس*

الخيانة لم تكن في صفوف التحالف فقط، بل في صفوف الانقلابيين أيضاً.. فلا يمكن أن ننسى خيانة الحوثيين لحليفهم في الانقلاب، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واغتياله أمام عدسات الكاميرات في الرابع من سبتمبر 2017، بعد يومين فقط من خلافه معهم واندلاع اشتباكات بينهما في العاصمة صنعاء.

*الحل السياسي.. ممكن أم مستحيل؟*

ويبقى الأمل موجود في التوصل لحل سلمي، ومن هنا جاء اتفاق السويد حول الحديدة في 13 ديسمبر الماضي.. لكن هذا الأمل سرعان ما تضائل مع مرور الوقت، حيث لا تزال الميليشيات حتى الآن رافضة لتطبيق بنود الاتفاق، والذي يشدد على ضرورة مغادرة الحديدة.

إذاً.. هل يكون العام الخامس لعمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن، هو عام الحسم؟ هل يتم تطبيق اتفاق السويد ليكون الخطوة الأولى على طريق الحل السياسي، أم يستمر الحوثيون في عرقلة محادثات السلام؟ هل تدفع تهديدات الحوثي باستهداف دول الجوار إلى تسريع الدفع تجاه الحسم العسكري؟

أسئلة كثيرة، يتمنى اليمنيون لو عرفوا أجوبتها، لكن الأيام كفيلة بأن تجيب..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي