حقيقة الحوثيون في جامعة صنعاء

صلاح الحقب
الثلاثاء ، ١٩ فبراير ٢٠١٩ الساعة ١١:٤١ مساءً

 

من ضمن الأمور الكارثية التي لحقت بجامعة صنعاء بعد إنقلاب الحوثيون وسيطرتهم عليها . 
التخلص من "الإتحاد العام للطلاب" وتأسيس ما يسمى "ملتقى الطالب الجامعي". 
تعالوا معي  ننظر في هذا الملتقى : 
يضم هذا الملتقى مجموعة من  الشباب المغفلين الذين لا صلة لهم بإدارة الشؤون الخاصة للجامعة ولكنهم يتصلون بها بحكم انتمائهم للحوثيين ، شباب جهلة حد القرف، تأسف على نفسك حين تكون محكوما لقراراتهم ، ومسيرا وفق ما يختاروه هم وما يتناسب مع فكرهم الطائفي البحت . 
لكي تكون عضوا معهم في الملتقى لا بد من تتوافر لديك بعض الأمور وقبل كل شيء يجب أن تكون سيدا ، تحمل بطاقة شخصية تثبت إنتماءك لآل البيت فقط . 
حتى وإن كنت تحمل بطاقة تثبت ذاك الإنتماء الخسيس ، لا بد لشخصيتك أن تحمل هذه الصفات : 
1_أن تكون جاهلا في كل شيء ، عالما بما قاله سيد الكهف الأول والآخر. 
2_ أن لا تؤمن بالجمال بأي شكل من الأشكال . 
3_ أن تحارب الفن بمختلف أبعاده داخل الجامعة . 
4_ الفن محرم ، ومحظور داخل الجامعة والموسيقى خطيئة ، وحين تُسمع في مهرجان او احتفالية ما يجب عليك إنهاء المهرجان وتخريبه ،ولو اضطر الأمر تبديل الموسيقى بزامل لعيسى الليث، ولا تسمح باستمرارية الفعالية . 
5_ أن تكون ناصرا لكل طالب سيد في الكلية، وإن كان على باطل فلا بد من أن تقف مع قضيته، فأنت الحاكم والحكم في الجامعة . 
6_ أن تراقب تحركات كل طالبين يجتمعان في كل زاوية من زوايا الجامعة وتنقل لنا أحاديثهم . 
إذا كنت كذلك ..فأنت عضو في ملتقى الطالب الجامعي . 
هذا الملتقى ، يترأسه أحد القيادات الحوثية، والذي يفرض قراراته بصفة السيادة القانونية والشرعية على رآسة الجامعة ، يوجد في كل كلية من كليات جامعة صنعاء ، مقر خاص للملتقى يتحكم بالكلية وبمسيرتها التعليمية ، لا أبالغ إن قلت أن مجموعة الشباب الجهلة الذين يشتغلون في الملتقى قادرين على تسيرر أمور العمادة بالشكل الذي يريدوه هم وليس العمادة ، وأن لهم القدرة على تغيير وتبديل كل دكتور من الدكاترة الكبار حسب رؤاهم وأفكارهم وانصياع الدكاترة لهم ، أتذكر أعضاء ملتقى الطالب الجامعي في كلية الإعلام جامعة صنعاء ، أتذكرهم فردا فردا ، وأتذكر جهلهم الذي عرفته بهم ، لا يوجد في الملتقى شخصية أكاديمية أو شخصية اجتماعية تحمل قدرا بسيطا من الوعي والثقافة، جميعهم طلاب في كلية الإعلام وأكبرهم طالب في المستوى الرابع ، لم يسبق له أن قرأ كتابا في حياته غير ملازم السيد التي قرأها قبل الانضمام للملتقى، ليس له من العلم والمعرفة شيء ، فماذا يحمل ليحظى بهذه المكانة في الجامعة ، وما الذي يملكه حتى يسير العمادة وفق هواه ؟؟ 
أتعلمون ما هو السر ؟؟
مقاتل في جبهة الساحل الغربي !! نعم نعم مقاتل في الساحل الغربي وحسب،  وهذا هو مؤهله . 

هناك الكثير الكثير من الأمور والأحداث التعسفية التي عشتها وعايشتها في كلية الإعلام جامعة صنعاء ، لن أتجاهلها مطلقا وقد دونتها في قصص قصيرة ، سأتذكر بعضها فقط ...

في ذلك اليوم ونحن في قاعة الإمتحان النهائي للمستوى الأول ، إذ حاول أحد الطلاب الغش بطريقة ما ، فزجره الدكتور حينها ، ليرد عليه الطالب ببذاءة ، ذلك الأمر الذي دفع الدكتور لسحب ملفه ومحاولة إخراجه من القاعة، حيث أن الطالب حينها رفع يده ووجه عدة صفعات في وجه الدكتور الذي لم يتوقعها من طالبه وأذكر أن آخرها كانت بالحذاء ،فر الطالب هاربا حينها ، لتصل القضية لملتقى الطالب الجامعي ، ولإن ذلك الطالب من إحدى المحافظات الشمالية التي تعد وكرا للحوثيين ولإن انتماءه للحوثيين انتماء عرقي ، فقد تحولت قضية الملتقى وليست قضيته وحده ، كان قد صدر قرار من عميد كلية الإعلام بفصل الطالب وتختيم ملفة ختم نهائي كعقاب له ، ولكنني بعد ايام بينما استوقفت مسؤول ملتقى الطالب ، ذلك الشاب المقرف ، وسألته هل صحيح سيطبق القرار بحق الطالب الذي اعتدى على الدكتور ؟؟ 
فأجابني  بقوله :- 
" أحنا قد ادينا اهله من البلاد وسرنا احنا وياهم وهم مشايخ ، اعتذروا من الدكتور وحبوه براسه وتسامحوا منه وهو سامح ، خلاق تغلق القضية بدون اي قرارات ، قلت له ولكن العميد قد اصدر القرار ، فضحك ساخرا " يا احنا يا العميد في هذا القضية" تحدٍ واضح وصريح . كل ذلك لإن الطالب من آل البيت . 

أتذكر ذلك اليوم الذي وقفت به أنا ومجموعة من الزملاء على منصة القاعة ، لنلقي عمل تكليفي في مادة الفنون الصحفية ، كانت الدكتورة تقف أمامنا لتقييم اداءنا ، وفي فقرة من الفقرات، تضمنت موسيقى فاصلة بين الفقرات وعرض بالبروجكتر حول تطور وسائل الإعلام ، تلك الموسيقى الهادئة انسابت في فراغ الجامعة ووصلت آذان الملتقى ، تلك الموسيقى الفاحشة بعقولهم ، اشعلت ثورة الغضب إذ توافدوا واحدا تلو الآخر نحو القاعة محاولين توقيف التكليف الذي نقدمة بذنب الموسيقى داخا الحرم الجامعي، اغلقت الدكتورة الباب في وجوههم فتهافتوا من النوافذ بالكلام الساخر والبذيء ، وتوعدونا بالعقاب ، إلا أننا أكملنا التكليف رغم كل التهديدات التي أتتنا منهم . 

ولا يقل هذا الموقف عن موقف احتفال طلاب السنة الثانية الذين قضوا شهرا كاملا يعدوه ، لتكريم أوائل الجامعة ، ومناديب الدفع. ، حيث أنهم وصلوا للفقرة الفنية التي قدمها أحد الشباب ، بأغنية شعبية لأبو بكر سالم ، هذه الخطيئة التي دفعتهم لإطفاء ماطور الكهرباء ، وتوقيف المهرجان الذي كلفهم الكثيير بجهد ذاتي من الطلاب ، وفوق ذلك وكي يقهروا الطلاب ، ولعوا الكهرباء ، وشغلوا مكبرات الصوت على نباح زامل عيسى الليث وتجمع شباب الملتقى ورقصوا عليه أمام الطلاب المتحسرين على الذل الذي رموا به . 

أما عن موقف  الطالبات اللاتي تعرضن للسحب بالشعر أمام الطلاب والدكاترة والصعق في الكهرباء في مختلف الكليات ، فلي معهن حكاية طويلة ستفضحهم قريبا ، والكثير الكثير من الأحداث والتعسفات والممارسات السيئة والخفية عن الإعلام ، وفوق كل ذلك يتقاضون رواتب، وأجزم على ذلك أن رواتب الدكاترة التي  لم يتقاضوها حتى الآن ، أن رسوم الطلاب وتكاليفهم تغطي كل الرواتب وهي ميزانية الملتقى الكارثي . 

كارثة هم في كل مكان يحكموا سيطرتهم عليه .
#صلاح_الحقب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي