11 فبراير .. ألق ثورة وإباء شعب

موسى المقطري
الأحد ، ١٠ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠١:٠٩ مساءً

في كل عام يعود فبراير  يحمل معه ذكرى سعيدة محفورة في ذاكرة اليمنيين كنقشٍ سبئي لم تزده مرور السنين الا ثباتاً ووضوحاً ، ففي الحادي عشر من هذا الشهر المجيد انطلقت عزائم اليمنيين بهمة جاوزت الثرى وبلغت الثريا ، فدشنوا انطلاقة موسم التغيير الشامل الذي بدأت باكورته باسقاط مشروع "العائلة" التي ارادت أن تحول البلد الى عقار مملوك ينتقل من الأباء الى الأبناء دون مراعاة لحق هذا الشعب في امتلاك قراره وثرواته ومصيره ، ولازال الشعب يناضل لاسقاط ما تبقى من العاهات التي كانت ارتضت الجمهورية وتسللت الى مفاصلها لتجعها مطية لاطماع السلالة .

لم تكن ثورة فبراير مجرد حدثٍ عابر ، أو عواطف لا أفق لها ، إنما كانت تعبيراً صادقاً عن رفض اليمنيين لما هو قائم ، واستشرافهم لمستقبل أجمل حالاً وأريحُ بالاً ، وسواء تحقق هذا الهدف في عام او عقد أو قرن فإنه يظل معلما لا يمكن تجاوزه ، ومطلباً لا يمكن التخلي عنه ، وإن تحالف كل المتضررين واجتمعوا على إفشاله فلم ولن يتحقق لهم ذلك مادام ثوار فبراير يحملون الهم ويسعون للهدف ويفشلون التأمر .

سيكتب التاريخ بأحرف من نور أن ثورة فبراير كانت أكثر بهاءً وثوارها اكثر نقاءً ، والدماء التي سالت على تراب الوطن أكثر طهراً ، والوطن والمواطن لها أكثر تمجيداً وحباً ، لا لشي إلا لانها ولدت من رحم الشعب وترعرعت في حضنه الدافئ ، ومن عمق معاناته صاغ الثوار ميثاق واهداف تحركاتهم ، ولم يشهد التاريخ ثورة كان ثواراها يملئون ساحات الوطن في كل المحافظات وبأعداد مهولة سقطت أمام تحركاتهم السلمية كل محاولات التملص من مطالب الثورة ، وتحققت المرحلة الاهم ، ومع وجود الثورة المضادة التي أرادت سرقة الانجاز البارز لازال ثوار فبراير يناضلون ، وإن اختلفت الوسائل وتعددت الطرق ، لكنها كلها تؤدي إلى الوطن وأمنه وأستقراره ونبذ كل المحاولات للاستفراد بثرواته وامكانياته .

سلام عليكم معشر ثوار فبراير المجيد وأنتم تدافعون عن حلم الوطن كل الوطن في أن يصبح حراً لا تتملكه عائلة ولا سلالة ولا ارتهان لأي جهة ، وكما سقط مشروع العائلة التي إدعى كبيرها أنها ولي النعمة وصاحب الفضل واراد أن  يظل مصير البلد مقرونا به وبأولاده من بعده ،  سيسقط مشروع السلالة التي تدعي حقاً إلهيا في حكم البلد ، وتحت هذا الإدعاء المقيت الذي ما انزل الله به من سلطان حولت البلد إلى ساحة حرب لكن الأقدار ارادات ان تتحول حربها إلى حرب عليها ، وهاهي اليوم تنحسر وتضيق خياراتها ، وكلما أوغلت في أذى البلد وأهله التف الحبل على عنقها أكثر فأكثر ، وسينتصر مشروع فبراير المجيد لا محالة  .

فبرايريون نحن ولدنا من رحم هذا الوطن الصابر المتصلب ، ومن مائه العذب شربنا شربة لانحن بعدها لوطن سواه ، وعلى مروجه وتلاله تلونا أشواقنا وأمانينا قصائد حب ، وفي صفحاته النقية كتبنا عهداً أن نظل أوفياء لرفاقنا الذين وهبوا أرواحهم رخيصة لتعلو قيم الحرية والعدالة ..
حباً بك يافبراير سنحب وطننا أكثر .

دمتم سالمين .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي