كلنا خلف هادي ... كلنا له جنود

أنور الصوفي
الجمعة ، ٢٥ يناير ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٠٠ مساءً


الحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان الدروس والعبر، فما مرت به البلدان العربية في الآونة الأخيرة كفيل بمراجعة حساباتنا، والسير خلف قياداتنا السياسية مهما سولت لنا الأيادي الخارجية أن القادم أفضل، فما تجرعته الشعوب العربية المقهورة، كفيل بها لتعتبر، وتعلم أن رفعتها وكرامتها هي في طاعة ولي أمرها.

لا أقول هذا لليمنيين خاصة، ولكنه خطاب عام لكل العرب والمسلمين الذين يظنون أن يد أمريكا، أو غيرها من دول الكفر أحن عليهم من أنظمتهم، فالخطأ الذي نعاني من تبعاته اليوم، هو أننا قد أكتوينا مرات ومرات من الخارج، ولم نعتبر من كثرة الجروح، والمآسي التي تجرعناها، فكما قالت تلك الشرطية الفرنسية لأصحاب السترات الصفراء عندما صرخت في وجوههم وقد جثت على ركبتيها قالت لهم بأسى وحسرة، لا تخربوا أوطانكم كما خرب العرب أوطانهم، نعم لقد خربنا أوطاننا بأيدينا، فمن ينظر اليوم لسوريا كيف كانت بالأمس، وسوريا اليوم يصاب بالحسرة، وكذلك الحال في ليبيا والعراق، والسودان، ونحن في اليمن مازلنا نحاول ألا نصل إلى ما وصلوا إليه، ولكن القوم يأبون ذلك، ويكشفون عن ساقيهم للوصول إلى ما وصلت إليه تلك الدول من الخراب، وما نراهم إلا متأبطين شراً.

مراراً رددناها، وتكراراً نرددها، لطفاً باليمن، لطفاً ببلدكم، واصطفوا حول قيادتكم السياسية، ولا تستمعوا لإملاءات الخارج، اتركوا قيادتكم السياسية تنجز ما بدأته للوصول باليمن إلى بر الأمان، التفوا حول هادي، وكونوا عونا، ونصيراً له، فبه بعد الله ستخرج اليمن من محنتها، وسنصل إلى وطن جديد تسوده المحبة، والسلام، والوئام، وتنطفئ فيه نار الحرب، وسيعض الخارج أصابع الخيبة والندم لو توحدنا خلف هادي، فلنردد : كلنا خلف هادي، كلنا له جنود، وليكن هذا هو شعارنا، فاعتبروا يا أصحاب العقول، اعتبروا من خبر الدول التي دُمرت، وانتهت، وأصبحت تتمنى أن يعود لها اليوم عُشر ما كانت عليه بالأمس.

ألم نتعلم من دروس اللاجئين من الصومال، وسوريا؟ ألم نستوعب الدرس ونحن نراهم وهم يتسولون لقمة العيش، وهم الذين كان يتقلبون في النعيم؟ ألم نقرأ دروساً من النزوح داخل الوطن من أبناءه؟ وكيف شردت الحرب النساء والأطفال والعجزة؟
أيها العقلاء: التفوا حول هادي، وأغلقوا باب الحرب، فبابها لو استمر مفتوحاً لدخلت نارها كل بيت، ولاكتوى بها كل أبناء هذا الوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي