انقلاب × انقلاب = تفكيك × تفكيك (2-2)

د. علي العسلي
السبت ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٩:٢١ صباحاً


وطالما وقد تحدثنا على النظرية والقوانين واشرنا لبعض المعطيات لننطلق للبراهين، فنبرهن على أن العامل المشترك والذي يمكن اخراجه لو جعلنا المعادلة  صفرية ،أي تساوي الصفر ،أو لو قسمنا طرفي المعادلة على (المبعوث الأممي ومن لفّ لفه ) لوجدنا أن المشكلات اليمنية جميعها ببساطة يمكن حلها من غير تدخل هذا الوسيط ،بمعنى أن اليمنين لو جلسوا على طاولة كما جلسوا في موفنبيك لتوصلوا لحلول مرضية ومستعدين لتقديم نموذج في التنازل لبعضهم ،ان العامل المشترك (الوسيط الدولي " الانقلاب الثاني ،والمفكك الثاني" )هم أس المصائب في اليمن ، فهم من يُضعفون الشرعية ويجعلون المنقلبين يتغلبون عليها ،وهم من يمارس الضغوط على للشرعية ولا يسمحوا لها بثبيت شرعيتها في المناطق المحررة (فتخلق لهم  جميع انواع الفوبيا ) ،وهم وراء عدم  انهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية ،وهم من يتدخلون لإنقاذ المنقلبين  واعادة الحياة لعروقهم كلما تحركت الشرعية في الجبهات لغرض الحسم فيوقفونها وربما يتدخلون بإطلاق صواريخهم عليها دون ان يتجرأ احدا على نقدهم او الاشارة اليهم  ،فتزداد بسببهم _ومن ورائهم بعض الدول الكبرى_ معاناة اليمنيين ،وبسببهم فإن العصابات المنقلبة تستمر في انتهاكاتها وتجاوزاتها ،وعند التحرك بجدية من قبل التحالف لمساندة الشرعية  تهبُّ الدول للضغط على الشرعية والتحالف بحجة الجانب الانساني الذي هو فعلا كارثي بسبب الانقلاب ومن يريده ان يستمر ..! ؛ فبسبب هذا الجانب الدولي الحاضر في طرفي المعادلة تظل المسألة اليمنية دون أي حل ..!؛ وطالما والوضع مشخص بهذا الوضوح وبهذه الشفافية ولا يخفى الا على معاند او مكابر ..فتعالوا نبرهن على صحة هذه الفرضية من خلال المتابعة لتحرك المبعوث الاممي وكل فريقه الانساني والاغاثي في الاسبوعين:  الماضي وهذا الاسبوع فقط ..؛ لوجدنا عجب العجاب ..؛ حيث رأينا مدى الافراط في استخدام قضية مقتل الصحفي والكاتب السعودي  خاشقجي  يرحمه الله ؛ في محاولات مستمرة بغرض  التأثير على قرارات المملكة الصائبة بشأن اليمن ؛ فتدخلها كان :  أمني بالدرجة الأولى لأجل امنها القومي، انساني في انقاذ اليمنين  من ظلم وبطش المنقلبين على اليمنين ،فلولم تتدخل السعودية ودفاعات التحالف لقتل من اليمنين الكثير والكثير، فقط تخيلوا أن السعودية لم تتدخل.. ألم يتشابه الوضع باليمن كما حصل في سوريا؟؛ بالتأكيد   لكانت البراميل المتفجرة والصواريخ _ التي وقفها الان غريفيث من استهداف السعودية لمحاولة استرضائها وقبولها بترك اليمن _ تنهال على مأرب والحديدة والمخا على رؤوس اليمنين، كما قلت ان استخدام خاشقجي لا يخلوا هذا الامر من محاولة ابتزاز ليدل على ان قتل الرجل ربما كان بتدبير دولي طالما يتم توظيفه في قضايا منفصلة عن السعودية كاليمن وهي محاولة للضغط على القيادة السعودية بخصوص الاقلال من تدخلها  ،بل والسعي لإنهاء الدور السعودي في اليمن ، فلقد وجدنا مثلا وهذا شيء جديد بعد مقتل خاشقجي ..؛ عدم تزويد الطائرات المتدخلة باليمن بالوقود من قبل امريكا ، وسمعنا عن عقوبات تتخذ او ستتخذ  ..أنا شخصيا بت أشفق حقاً على الحكومة الشرعية ؛فلو أن السعودية لا سمح الله قررت التوقف عن دعم الشرعية  بمعنى استجابت للضغوط افتراضا وتركت الشرعية وشأنها تواجه مشكلاتها بمعزل عنها ألا يعني ذلك انتصار للحوثة ؟! بالتأكيد هو انتصار للحوثة ومشروعهم وهم الاداة التي سينفذ الغرب بهم مخططاته ضد السعودية وهي الهدف من الفوضى الخلاقة في  الشرق الاوسط الجديد المعروف للجميع ..ألا ترون ما تعانيه الشرعية  من ضغوط وانتقاص وتفضيل للانقلابين وحكومتهم على حسابها أو احتسابها فيما يجري من ترتيبات وزيارات وما يفترض أن يكون ..!؛ إن المبعوث الدولي وامريكا وبريطانيا _تصيغ مشاريع القرارات_ ، وتحول التفاوض كأنه بين بريطانيا والحوثة على تسلم الامم المتحدة كحل وسط بين الطرفين لإدارة ميناء الحديدة (الحوثة والبريطانيين) ، اما الشرعية فلا اعتبار لها في قاموسهم ..يحددون المواعيد ، ويطرحون افكارهم للحلول الذي يجب أن الا تناقش من قبل الشرعية، يتفاوضون  في اماكن تواجد الانقلاب ويدعون الى تفاوض  بالسويد وهم عمليا قد حسموا معظم القضايا في صنعاء ،وما تحديد الاماكن الاخرى الا لذر الرماد على العيون ،فقد حدث ان تم تحديد جنيف ولبّت الشرعية بالحضور وتخلف الحوثة ،ثم تفهم المبعوث تخلفهم وبررها ، ولم ينتقدهم حتى  ،بل ذهب الى صنعاء لاسترضائهم عدة مرات ، وناقش شروطهم واستوعبها وتفهمها وتبنى معظمها في خارطته الجيدة للحل والتي من  المزمع فرضها على الشرعية اذا بقت في نعومتها وفي غواشها، مما يُتخذ أو يحدث ، يقول المبعوث  في احاطته اشياء وينفذها دون التشاور مع احد من رموز الشرعية ،يقول سأذهب لصنعاء الاسبوع القادم وسأنزل الحديدة اليوم الفلاني ،ويطالب باستمرار التوقف في المعارك في الحديدة أمراً فيكون له ذلك ،ويستمر في القول سأرتب للقاء في السويد وسأستدعيهم ولم يوجه الدعوة لحد الآن ،وسأصطحب معي وفد الحوثة إذا لزم الأمر دون اعتبار او حتى تشاور مع الشرعية  الأصل في هذا الموضوع ،ولم يذكر أي مما عين بسببها ،لا المبادرة ولا قرارات الشرعية الدولية .. إن زيارة السيد مارتن وفريقه الذي يصطحب معه  من باقي المنظمة الدولية  في السابق واللاحق للحديدة..؛ وللبرهنة  والتدليل  فقط  .. فبالأمس صرح محافظ محافظة الحديدة المُعيّن من قبل الشرعية ومن قلب مدينة الحديدة بأنه لا يعلم بمقدم المبعوث  ولم يبلغ ولم يجرى اتصالات معه كمسؤول في المحافظة ،بل تم التنسيق مع الشق المعين من قبل سلطات ، وأن الشرعية هي اخر من يعلم ، وقال لقد أُجبرنا على التوقف من تحرير الحديدة ومينائها من قبل المبعوث ثلاث مرات وهي لا تحتاج غير لسويعات وتنتهي هذه المشكلة العويصة .. لقد قيل توقفوا من اجل توفير مناطق خضراء أمنية (امنة)  لنزولهم ليس أكثر ..ما هذه المرونة  التي هي عليها الشرعية..!؛ لقد ملينا الدبلوماسية الناعمة التي تتحفنا بها الشرعية صباح مساء  ..!؛ لا ينبغي بعد الآن أن نسمع من اعلام الشرعية بأن هناك توجيهات بالتعامل الايجابي..!؛  فهذا  يعني ببساطة (الانبطاح _الاستسلام ) الخضوع للإملاءات ولتنفيذ شروط المنقلب ، ألا ترون كم من الدلال المفرط من قبل الامم المتحدة للمنقلبين ..؟؛ والذي قد يصل لحد الاتهام بالوقوف مع الانقلاب من قبل المنظمة الدولية ..أيتها الشرعية ..إما تنازل من الطرفين ، واما مقابلة المرونة الاممية بالتشدد من الشرعية كي يتم التنازل من الطرفين بالتمام والكمال ..!؛ وأن أول ما ينبغي ايضاحه واعتماده هو الإجابة على سؤالين جوهرين مفادهما..: هل أن ارسال مبعوثين أممين إلى اليمن مهمتهم الأساسية هي اقناع المعرقلين بعدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بضرورة تنفيذها؟؛ ثمّ هل أن الحوثين الانقلابين هم المعرقلين ؟؛ إن كانت الإجابة (بنعم) ،فإن ما يقوم به غريفيث  طبيعي جداً ولا ينبغي التحسس منه ولا بد من أن يصل صنعاء ويعقد لقاءات متكررة مع السيد عبد الملك ومع رفاقه ويرتب معهم تسليم الميناء والحفاظ عليها من تفجيرها من قبلهم وينقل جرحاهم ويفتح المطار لتسير حركة الناس ويضمن وصول الأغدية والسلع لمناطق الانقلاب ويجرهم جرا الى طاولة المفاوضات للتوقيع على تنفيذ الاتفاقات التي لن ولا تخرج عن المرجعيات الثلاث المحددة بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة..!؛بمعنى أن التفاوض يتم بين الأمم المتحدة والمنقلبين وتبلغ الشرعية مجرد تبليغ عما توصل اليه المبعوث مع المنقلبين وتحديد مواعيد التسليم للسلاح والمدن والمؤسسات حتى وان عبر طرف الأمم المتحدة على مرحلتين لا بأس في ذلك ولا اختلاف ، طالما وقد وقع الانقلاب ولازالت اراضي جزء من أراضي  الجمهورية تحت سيطرتهم كواقع منذ اكثر من اربع سنوات..!؛ أما إذا كان الإيضاح  والاجابة على السؤالين الجوهرين بالنفي(بلا )؛ فإن ما يتم منذ اربع سنوات هو مضيعة للوقت ومضيعة للدولة اليمنية ويُسهم في المزيد من الدماء تتحمل الامم المتحدة والمجتمع الدولي مع الطرفين المتصارعين على الارض اليمنية مسؤولية هذه الارواح ..؛ إن امام الله أو امام التاريخ وامام شعوب ودول من يرون الكوارث في اليمن ولا يتدخلون ايجابا لإنهائها .. وعليه فلا يصح مثلا أن يتفاوض المبعوث بصنعاء و يجلس ايام وليالي ويقابل من ليس لهم صفة بالدولة ويخاطبهم كقوة سياسية من الشعب اليمني ولها ارادة شعبية ، بل ويدعوهم الى طاولة الحوار لمكافئتهم على انقلابهم هذا بتقاسم كعكة السلطة والنفوذ نتيجة  انقلابهم واستخدامهم لفرض ما يريدون ويرغبون بالقوة ،وهذا وربي  أنه سيؤسس لاستخدامها من متطرفين اخرين وما اكثرهم في اليمن..!؛ والذين ينتظرون الفرص للانقضاض على أي شبر في مناطق اليمن لممارسة هوياتهم في القتل والتنكيل كما فعل الأولون ،أقول لا ينبغي اهمال  الشرعية أي الدولة المعترف بها من قبل جميع الدول بما في ذلك الدول التي تغذي الانقلاب وتقف معه كإيران مثلا؛ ويأتي المبعوثين الدوليين ليمارسوا على الارض كما يمارسه الانقلابين ،فيتفاوضون ويتفقون مع الانقلابين ويرتبون معهم ،بل وقد يصل الى تقاسم ادارة الدولة معهم على حساب الشرعية المعترف بها ،والغريب أنها والتحالف لا يعلمون بتفاصيل ما تم في صنعاء الا عند التنفيذ كترتيب النزول الى الحديدة ومن ثم العودة الى صنعاء ثم الذهاب للأمم المتحدة ورفع تقارير مضللة وليست حقيقية عن الوضع ..؛لأن الذي جرى هو من جانب واحد ،هو وجهة نظر المنقلبين فأين الطرف الثاني ووجهة نظره من الأرض ايضاً ،وهنا نسجل اعتراضنا على ممارسة المبعوث الدولي لأنه لا يعترف بشرعية الدولة ويعترف بشرعية الانقلاب ،فلو سلمنا بان الحديدة يتنازعها الطرفين وأنه قد اشبع التحالف والشرعية ضغطا باتجاه توقيف تحرير ما تبقى منها ، ولإثبات هذا التنازع الذي دوخ مجلس الأمن به، كان ينبغي عليه ان يعمل في عدن كما عمل من ترتيبات بصنعاء ،أي  الأمر ذاته ، حيث ان  الحكومة متواجدة في عدن وتمارس نشاطها في الميدان ،يذهب اليها لا ينوي الذهاب الى الرياض لمقابلتها هناك ،ما هذا الاستهزاء و الاستهبال ؟!؛ هذا يعني أنه يتعامل معها كحكومة منفى ولا يعترف بوجودها على الارض وبعملها من العاصمة المؤقتة عدن..!؛ وكأني بمرده  يقول  هذه ليست حكومة على الارض ،الحكومة التي في الميدان هي حكومة الامر الواقع في صنعاء ،يقابل وزير خارجيتها بصنعاء بصفته، بينما يرغب مقابلة الحكومة الشرعية في الرياض كونها تتبع الرياض وليس اليمن قرينه يقول هذا .. ونحن نقول له بمنطقك هذا فهما حكومتي واقع فاعدل بينهما ان كنت فعلا تنشد العدالة والشرعية الدولية  ،المفروض  فعلته بصنعاء كان ينبغي ان تعمله بعدن ،لكن انت تسعى لتفكيك الشرعية ولذلك تبتزها وتضغط عليها لتظهر ضعيفة وتحاول تجعل تلك التي في صنعاء قوية ..؛ثم ان تفكيك للشرعية مستمر من خلال نوافذك المتعددة مع النساء ،لقاءتك في لندن وفي عمان وتشجيعك وتحريضك لبعض الاحزاب ان تتقدم بالطلب اليه بغرض اشراكهم في المفاوضات الجيدة بعيدا عن الشرعية وبتشجيعك ومقابلتك لممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي وتقديم اطار للمشاورات لا يعتمد ولا يشير للمرجعيات المثبتة .الخ. كل ذلك وغيره   يدل على انك تسعى لتفكيك الشرعية القائمة بغرض استبدالها ..إن كان هذا غير صحيح..!؛  فلماذا إذاً هذا  الانتقاص من الشرعية لمصلحة الانقلاب ..ألم يكن يتوجب عليك ك أن تذهب مع مسؤولي الشرعية من عدن الى حيث القوات الشرعية بالحديدة  وتطلع ميدانيا على الوضع؛ ثم تقوم بعمل تقييم ميداني وتتخذ اجراءات وفقا لذلك .؟؛ ثم ألم يكن بإمكانك أن تطرح الحلول للمشكلة ؟؛ إما بانسحاب الطرفين من الحديدة  واحلال القبعات الزرق محلهما..!؛ او بإقناع الحوثة بتسليم المدينة والميناء كجزء من تطبيق القرار الدولي..!؛ او بإقناع الشرعية بالتراجع قليلا لكي تستطيع أن تنتج حلا شاملا لا جزئيا للمشكلة اليمنية..!؛ ويعرف الشعب اليمني أنك تعمل لصالحه بوضوح تام وبشفافية مطلقة بعيدا عن هذا الارباك والتعطيل والاعاقات التي تُختلق لكي لا يتم سلاما في اليمن  مطلقا وتدور السنين ونحن من انقلاب في انقلاب ومن تفكيك في تفكيك ..والخاسر الوحيد هو شعبنا الذي يدفع الاثمان الباهظة جداً..!؛والله المستعان..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي