ومن موسكو وعن موسكو احدثكم (2)

د. فيصل العواضي
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً


كان حادي الرحلة ودليلها هو الصديق العزيز الاكاديمي الدكتور موسى عسيري الذي احاطني برعاية تعجز ان تفيها كلمات الثناء .
بدا برنامج زيارتي عفويا وغير مرتبا ففي اليوم الأول وفي مساء موسكو البارد كانت زيارة لقناة  روسيا اليوم الا أن حرارة اللقاء من قبل كل من الأستاذ سلام مسافر كبير المذيعين والفاضلة ام مصطفى مديرة احد البرامج وبقية الطاقم من الزملاء العرب الذين تنوعت مناطقهم وتوحدت همومهم عوضت حرارة استقبالهم عن حرارة الجو.
وجدت نفسي محاصرباسئلة الزملاء عن اليمن رغم متابعتهم الدقيقة ومعرفتهم بفواجع ومواجع لا نعرفها الا انهم كانوا متلهفين لسماع الاخيار مني عسى ان يجدوا فيها جديدا مع توضيحهم لي عن بعض جوانب الصراع الخفية حول منطقتنا العربية بحكم وجودهم في موسكو احدى عواصم صنع القرار العالمي الى جانب وجودهم في قناة روسيا اليوم وهي مؤسسة إعلامية تبقي المنتسبون لها على صلة بالاحداث عالميا.
أما قناة روسيا اليوم فهي مؤسسة إعلامية تمتلك مقومات المؤسسة الفعلية باقسامها والتقاليد المهنية العالية وكذا حيادها الى حد ما في التعامل مع الاحداث ويكفي ما تحتله من مساحة على خارطة الاعلام العالمي اذا ان الحديث عن مليون مشاهدة لبعض الاخبار والتغطيات امر مفروغ منه ,
وبعد استضافتي في دقائق معدودة بإحدى نشرات الاخبار غادرنا رمسيا اليوم ليحط بنا الرحال في مكتب الإعلامي العربي صاحب الخلق الكريم الزميل رائد الاغبر الذي لديه مؤسسة انتاج اعلامي الى جانب كونه مراسل للتلفزيون السعودي في روسيا .
يمتلك الزميل رائد إجابات واضحة ومنطقية على كثير من جوانب السياسة الروسية وعلاقة روسيا بالعالم وبالذات نظرتها لنا في الدول العربية اذاوضح ان روسيا ليس لديها ارث مناطق نفوذ استعماري كما هو الحال مع الغرب وحتى مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق لا تعتبرها ارثا لها وفي نفس الوقت لديها حساباتها في صراعها مع الغرب وبالذات حلف الناتوالذي باتت صواريخه قريبة جدا في أوكرانيا وجورجيا ولا تفيا ولذا فإن روسيا بحاجة لبناء علاقات تحالف خاصة بها بعيدا عن اشراكها في علاقة مع الغرب كعلاقة استراتيجية اما ما عداها فهي علاقة مصالح اعتيادية يبيعونك ويشترون منك دون أي مشكلة.
وتبقى الغصة والحسرة في تشرذم وتفكك الموقف العربي فكل الأمم تعرف ماذا تريد الا نحن الذي يكاد يودي بنا الصراع البيني الى خارج العصر الذي نعيشه.
وعودة الى الحديث عن روسيا فالشعب او الشعوب المكونة لروسيا هي شعوب شرقية يجمعنا معها روح الشرق وخلو ماضي روسيا من الاستعمار وقد يقبلوا بنا كشركاء حقيقيين دون أي غضاضة فمجال الاستثمار مفتوح ولا تزال روسيا منطقة بكرا ويمكن لنا ان نتعلم من الصينيين الذين يشترون مساحات زراعية واسعة في روسيا وينتجون عدد من المزروعات التي تملأ الأسواق الروسية وتوصف انها منتجات صينية.
بقي ان اذكر ما كنت قد سمعته من معالي الدكنور الخضر لصور رئيس جامعة عدن ان الروس لا يبخلون بتعليم غيرهم ما لديهم من علوم ومعارف عكس الغرب الذي لديه احتكار لجوانب كثيرة من المعرفة .
اترككم الى لقاء للحديث حول واقع العرب في روسيا وبعض المؤسسات العلمية والتعليمية هناك اترككم في رعاية الله .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي