وعاد سبتمبر

موسى المقطري
الاربعاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٠١ صباحاً

آ 

كاشراقة شمس بعد ليل معتم يعود سبتمبر المجيد وولازلنا نعاني من تبعات التحرر والخروج من سلطة التحكم الامامي القديم الحديث ، القديم الذي يحاول انتاج نفسه بأسماء ووجوه جديدة ، لكنها تمتلك نفس العقليات وتتطمح أن تحكم البلد بسلطة إلهية تتيح لهم التحكم بثروات البلد وإمكاناته وتسخيرها للعائلة أو للسلالة .

وهم من يصفهم الزبيري منذ عقود :

نثروا بأنحاء البلاد ودمروا
عمرانها فكأنهم ألغام

أكلوا لباب الأرض واختصوا بها
وذوو الخصاصة واقفون صيام

في رحلة البحث عن الجمهورية العادلة النقية من مخلفات الامامة والتسلط قدم الثوار ارواحهم منذ ثورة 48م ، وتوالت الثورات وأطاحوا برأس الأفعى في 26 سبتمبر 1962 م ، وأعلنوا قيام الجمهورية ، لكن مخلفات الإمامة عادت بصمت لتسرق انجازاتهم ، ثم افقنا بعد عقود على واقع مرير تسلَّط فيه حاكم واحد لمدة 33 سنة متجاوزا الإئمة الذين سبقوه ، واستكمل انقلابه على الجمهورية بتسليمه البلد وامكانته لجماعة سلالية لا يفرق بيها وبين من قامت عليهم ثورة 26 سبتمبر إلا لأسماء والوجوه لا غير .آ 

يعود سبتمبر المجيد وشعبنا لازال في ميادين الدفاع عن جمهوريته وثورته ومنجزاته ، مدافعاً عن قيم الحرية والعدالة والمساواة ، والانتقال من حكم الفرد أو السلالة أو العائلة ، إلى حكم الشعب نفسه بنفسه وفقا لقيمه ومعتقداته وخياراته .

بعد عقود من ثورة سبتمبر اكتشف اليمنيون أنَّ مخلفات الإمامة لازالت كامنة في تفاصيل الجمهورية الوهمية ، وأن من قامت ضدهم ثورة سبتمر لازالو يتربصون بها ، وأن ايديهم القذرة لم ترتفع عن المواطن المسكين ، وفي لحظة انشغال المواطن بتصحيح مسار الجمهورية تحالف من تضرروا من صحوة الجماهير ، مع الاماميون الجدد ليقودوا انقلابهم الأسود .

يعود سبتمبر المجيد ليؤكد بما لامجال للشك أن شعباً رفض أماميو القرن الماضي ولفضهم إلى مزبلة التاريخ ، قادر –بعون الله– أن يلفظ أماميو هذا القرن الى ما وراء مزبلة التاريخ الذي لا يرحم .

يعود سبتمر بعد خمسة عقود ونيف ولازال الزبيري يخاطبنا كما خاطب الأباء والأجداد من قبل ، قائلاً :

يا قوم هبوا للكفاح وناضلوا
إن المنام عن الذمِام حرام

لن يبرح الطغيان ذئباً ضارياً
ما دام يعرف أنكم أغنام

فتكلموا كيما يصدق أنكم
بشر ويشعر أنه ظُــلَّام

وتحركوا كي لا يظن بأنكم
موتى ويحسب أنكم أصنام.

كانت وستظل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي صرخة متجددة في وجه أعداء الحرية ، ورسالة لكل من يقف في وجه نيل الشعوب حقوقها كاملة غير منقصوصة ، وأولها حقهم في إدارة بلدهم واختيار حاكمهم ، والإستفادة من ثروات أرضهم .

نعاهدك يا سبتمبر ان لا نترك لصوص الجمهورية هذه المرة ليعودوا من جديد لسلب حقنا في التحرر ، وحقنا في اختيار حاكمنا الذي لايؤمن ان إبنه أحق بحكمنا من بعده ، بعيداً عن خرافات السلالة والطائفة المزعومة ، ولن يعود سبتمبر القادم -بإذن المولى- إلا وقد رفعنا راية الجمهورية الحقة عالية خفاقة .

سلام عليكم ايها المناضلون الكرام اينما حللتم ، وحيثما ارتحلتم في جهات الوطن الأربع ، هاهو عبق سبتمبر المجيد يلون السماء بألوان الحرية الجميلة ، وأراح الشهداء السبتمبرين تحلق لتحرسكم كل ذات ملمة ، والوطن يدعوكم لمزيداً من الهمة لننال حريتنا كاملة .

دمتم سالمين ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي