عذرا ً جرحانا ( 2 )

أنيسة اليوسفي
السبت ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٠٣ مساءً

آ 

كرامة الوطن من كرامة جرحاه ..وأي مساس بكرامة الجرحى ..مساس بكرامة الوطن.

جريح لفظ له قداسة، آ ولصاحبه شأن رفيع كيف لا وقد نال وسام الوطن ، وإن لم يُكرم.

الوطن جريح كجرحاه آ وما زال المخلصون من أبنائه على درب الجرحى سائرين مستمرين آآ في نضالهم لأجل الحرية و الخلاص ..

هذا الوطن الذي لولا تضحيات هؤلاء الجرحى لما طال مسؤولونا آآ مناصبهم ...ولما عرفوا الجاه والرفاهية وسكنوا القصور !

الجرحى منذ ثلاث سنوات وحتى يومنا هذا آآ يجأرون ..يتأوهون ألما ً لسعتهم سياط الخذلان وذاقوا شتى ألوان العذاب آآ ..ولم يهتز لحالهم آآ وجدان شرعيتنا الموقرة!


شرعية ُ لا تُعز جرحاها ولا تكرمهم ولا توليهم عناية خاصة ...خليق بها أن تتنحى آآ لأنها أساءت لجرحانا وضاعفت من معاناتهم وهي سبب رئيسي فيما وصل إليه حالهم اليوم.
ثلاث سنوات خذلان ووجع حتى ارتقى العديد منهم شهداء ولكل منهم قصة رحيل مؤلمة منهم من رحل آآ بسبب إنعدام الدواء في غرف العنايات المركزة ..ومنهم من رحل وهو ينتظر غوث الشرعية الذي حتما سيأتي هكذا كانت قناعاتهم التي لا يداخلها الشك ومع كل تأخير وخيبة أمل أجدهم يقولون بكل عزة (جُرِحنا لأجل الله والوطن ..وطننا وعقيدتنا يستحقان أن نبذل لأجلهما المهج والدماء).

جرحانا ...قدموا ما بوسعهم ...فأين واجبات الدولة نحوهم؟آ 

حتى على الصعيد الإعلامي ..لم أجد في قناة الدولة الرسمية برنامجاً خاصا ً يتناول هموم وقضايا الجرحى ..وقبل ذلك كنا نريد منها أن تلتفت لبطولاتهم الأسطورية وتضحياتهم التي فاقت كل التضحيات ولأجل كرامتنا واستقرارنا وأمننا جرحوا وكانت معاناتهم تلك التي ما اهتز لها قلب ولاتزلزل لعظمها كيان مسؤول! آآ 

ما يحز في النفس

في كل سفريات الجرحى لبلدان العالم بهدف العلاج ..لا نجد مبعوثا ً إعلاميا مكلفا ً من قبل آ القناة الرسمية آ ..يتابع وضع الجرحى وما أنجزوا وكيف تسير خطة علاجهم؟ آ 

لو كان الجانب الإعلامي الرسمي المكلف من الدولة معهم لكان وضعهم اختلف ، آآ ولما جأروا بالأنين ..ولما خنقتهم العبرة ولما تساقطت دموعهم أمام الكاميرات .. ولكانت معاناتهم انتهت .

آ ولكانوا اليوم آ يعاملون معاملة تليق بهم كجرحى وطن .


حسبنا الله ونعم الوكيلآآ 

ما أقساه من وجع

الحجر الصحفي في زمن الحوثي