جنيف وسلام بلا حقيقة

محمد قشمر
الاثنين ، ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٩:٥١ صباحاً


الحقيقة التي يجب أن تقال إن الجميع لم يكن متفائلاً بمؤتمر جنيف الثالث الذي لم ينعقد في 6سبتمبر الحالي، رغم وصول الوفد المفاوض من قبل الشرعية الذين يبادرون دئماً من أجل الوصول إلى سلامٍ عادلٍ وشاملٍ يمكن أن ينقذ اليمن واليمنيين من ويلات الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، ودمرت كل مقدرات اليمن وعلى رأسها البشر.
ونتساءل هل فعلاً يمكن أن يقوم سلام على أسسٍ هشةٍ صنعها صناع الحروب؟ أم ان السلام الذي ينشده المجتمع الدولي ليس مناسباً للفئتين المتقاتلتين في اليمن؟ وهل ستبقى الحرب تطحن الأبرياء لمجرد أن أهواء قادة العالم المتقدم لهم رأي يخالف رغبات الشعب اليمني؟آ 
أسئلة تتعب تفكيري رغم أني مدرك أن الانقلاب الحوثي يحظى بدعم دولي غير عادي، وهو الذي يساهم في تصلب مواقف الحوثيين رغم انكسارهم عسكرياً في كثير ٍ من الجبهات.
طريقة إدارة المفاوضات التي يديرها السيد مارتن المبعوث الدولي لليمن أكدت وفي مراحل كثيرة أنه يحاول أن يبني سلاماً على أسسٍ لم يتفق عليها المجتمع اليمني ولا القيادة اليمنية والإقليمية، بمعنى آخر هو يحاول أن يكسر العظم من أجل أن يعيد تجبيره مرةً أخرى، متناسياً أن العملية التي أتت به كانت متوافقة مع قرارات دولية اولاً متمثلة بالقرار 2216 ثم متوافقة مع قرارات إقليمية متمثلة بالمبادرة الخليجية التي أوقفت تدهور الوضع في اليمن كجهدٍ واضح من الاشقاء لإنهاء الاحتقان السياسي في تلك الفترة ، ومتوافقة أيضاً مع الاتفاق الشعبي المتمثل بمخرجات الحوار الوطني الذي أرى أنها تحتاج الى تعديل بعد كل هذا القتل والدمار الذي ساقه أحد مكونات الحوار الوطني وهو الحوثيين.
وبالتالي فإن محاولة نسف كل تلك الأسس التي وجدت أساساً من أجل إرساء السلام في اليمن هو بمثابة وأد لكل بوادر سلام يمكن أن تلوح في الأفق. فالحقيقة أن تجار الحروب لا شك بأن لهم يد في محاولة إيجاد حلول غير واقعية من أجل إما إطالة زمن الحرب أو الوصول إلى سلامٍ هش يمكن أن تنقض عراه في أقرب وقتٍ لتستمر عجلة الدمار التي لن تتوقف الا إذا اصر اليمنيين والأشقاء في التحالف على التعامل مع الملف بإرادةٍ أكبر والتعامل مع المجتمع الدولي على أساس شريك لا على أساس أنه الآمر الناهي .. ضبط النفس وصل إلى مراحله القصوى والمآسي اليمنية وصلت الى ذروتها كان جزء منها تدهور العملة التي ساهمت في تفاقم الوضع الإنساني الذي لا يكترث له المجتمع الدولي الذي يتغنى بالإنسانية من أجل أن تبقى قضايانا الإنسانية رهينة لرغباتهم وبعيدةً عن الحقائق القابعة بين سطور المواثيق والعهود الدولية التي تهتم فعلاً بالإنسان وحياة الإنسان وكرامة الإنسان.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي