وإذا رفض الحوثي وعيدروس هذا يا مارتن : ما هو موقفك؟

محمد القادري
الثلاثاء ، ١٤ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٠١:٤٨ صباحاً

في تصريحاته الأخيرة لصحيفة الشرق الأوسط ، قال المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث كلاماً يخص تحقيق التصالح واحلال السلام في اليمن ً يتعلق بثلاثة أطراف يمنية هي الدولة الشرعية ومن معها من المكوناتآ  وميليشيات الحوثي المتمركزة في الشمال ومجلس عيدروس الانتقالي في الجنوب ، والسؤال هنا ماذا سيكون موقف مارتن والأمم المتحدة تجاه من يرفض ويعرقل السلام وايقاف الحرب ؟

آ قلت يا مارتن : أن المفاوضات القادمة ستكون مختلفة عن مفاوضات جنيف والكويت السابقة ، حيث ستحقق هذه المفاوضات السلام في اليمن وايقاف الحرب من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وكما هو معروف ان تلك الحكومة لن ينجح تشكيلها إلا في حالة انسحاب جماعة الحوثي من المناطق التي تسيطر عليها وتسليمها للسلاح وتنضم داخل نطاق الحكومة الوطنية المشتركة .
ولكن يا مارتن إذا رفضت جماعة الحوثي الانسحاب وتسليم السلاح ، كيف ستستطيع تشكيل حكومة وحدة وطنية مادام ان الوطن مجزء من خلال بقاء جزء منه تحت سيطرة انقلاب ولم يحدث يوماً في العالم ان هناك حكومة وحدة وطنية تشكلت في وطن منقسم في السيطرة العسكرية على أرضه بين الدولة والانقلاب عليها.
حكومة الوحدة الوطنية تفرض ان يكون الجيش كله تحت ادارة موحدة متمثلة في وزارة الدفاع وقيادة الدولة رئيس الجمهورية القائد الأعلى .
طيب يا مارتن اذا أصر الحوثي على ابقاء ميليشياته كقوة عسكرية منفصلة خاصة به .... أيش باتسوي وأيش بايكون موقفك تجاه من عرقل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهو ما يعني فشل المفاوضات وعرقلة السلام وايقاف الحرب في اليمن ... فماذا ستفعل يا مارتن ؟
هل ستتخذ موقفاً ضد الحوثي وتؤيد قيام الشرعية والتحالف بالحسم العسكري ، أم ستظل ضد الحسم وهو ما يعني مشاركتك مع الحوثي في عرقلة السلام واستمرار الحرب !!

قلت يا مارتن : ان احلال السلام في اليمن اصبح واجب ، كون استمرار الحرب يهدد الملاحة في ممر باب المندب ويشكل خطراً على السعودية وخطراً على دول أوروبا .
وكما هو معروف ان ذلك الخطر وراءه الحوثي الذي يستهدف ممر المملاحة .
ولكن يا مارتن اذا رفض الحوثي الانصياغ للسلام وهو ما يعني استمرار ذلك الخطر الذي يهدد أوروبا وغيرها ..... فماذا ستفعل يا مارتن ؟آ 
هل ستدعوا المجتمع الدولي للوقوف ضد الحوثي ، أم ستظل ضد التخلص منه والقضاء عليه لتشارك معه في ابقاء ذلك الخطر .

قلت يا مارتن : انه ليس هناك تفاوض على انفصال اليمن ، كون ذلك يعتبر كارثي ، وانك تحترم قوانين الأمم المتحدة المعترفة بسيادة الدولة اليمنية ووحدتها والذي يفرض الوقوف مع الدولة وضد من يقف ضدها .
ولكن يا مارتن اذا رفض عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي هذا الكلام ، وظل يحارب الدولة اليمنية الموحدة ويثير المشاكل في الجنوب .... هل ستتخذ موقف ضده وتسعى لفرض عدة عقوبات عليه تنفيذاً لقوانين الأمم المتحدة ، أم ستظل ساكت عنه والسكوت علامة الرضا والرضا مشاركةآ  معه في محاربة الدولة اليمنية الموحدة وانتهاك القوانين الدولية والأممية ؟!آ 

قلت يا مارتن : انك تقف موقف محايد بين جميع الاطراف ،آ  وانك رفضت طلب اي طرف ان تدين الطرف الاخر .
ولكن يا مارتن اذا رفض الحوثي الانقياد للسلام وايقاف الحرب كما يفعل كل مرة من قبل ... هل ستظل محايد ولا تدين الطرف الرافض والمعرقل للسلام ، وستظل لا تحقق اي نتائج ايجابية في اليمن ، وسيقتصر عملك على زيارات تلو زيارات ومفاوضات تلو مفاوضات حتى تغادر كما غادر ولد الشيخ من قبلك ؟!آ 
اذا انت تريد ان تظلآ  محايد ،ولنآ  تقف الموقف الصائبآ  المفروض عليكآ  مع الشرعية والتحالف عندما يرفض الحوثي ايقاف الحرب والانقياد للسلام في المفاوضات القادمة ، فنرجوك ان لا تعترض الحسم العسكري للشرعية والتحالف لتساند بقاء الحوثي وتقفآ  في الموقف الخاطئآ  الذي لا يجب ان تقفهآ  آ  ... خليك محايد وبس يا مارتن .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي