السفارات اليمنية والدور الذي يجب

محمد قشمر
الاثنين ، ٣٠ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٦:١٤ مساءً


اليمن تعاني في الوقت الراهن الكثير من الاختلالات التي أدت الى تراجع دور اليمن الدبلوماسي على المستوى الإقليمي والدولي. ويرجع ذلك بدرجة أساسية ورئيسية الى حالة الصراع والحرب القائمة في اليمن، والتي أدت بدورها الى تشظي المكانة اليمنية على المستوى العربي والدولي.


غالباً ما يكون الدور الدبلوماسي والسياسة الخارجية ذات تأثير فعال في محيط الدول عندما تكون ذات سيادة فعلية وتامة وفيها نوع من الاستقرار. والمعلوم للجميع أن الوضع اليمني عامة أصبح في حالة ٍ يرثى لها من الضعف الواضح رغم وجود شبه إجماع دولي في العلن على دعم الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، إلا أنه وبعد أن توالى على وزارة الخارجية في فترة الحرب ثلاث شخصيات يمنية قدم اثنين منها ما قدم وما استطاع وما أتيح له في منصبه لخدمة الدبلوماسية اليمنية في هذه الفترة. وها هو اليماني يخوض في معركته مبدياً في حوار جميل خطط طموحة لإعادة النظر في الكم والكيف في الأداء والعاملين في السفارات اليمنية، وتقييم ذلك الأداء بما يخدم مصالح وقضايا اليمن على كافة المستويات.


اليماني الان يسعى بما أوتي من خبرة كوزير للخارجية الى تقديم شيء لليمن ولليمنيين في هذا المجال وتقديم شيء أيضاً لنفسه في تاريخه وسجله وما زلنا نأمل منه الكثير لأنه في النهاية رجل له باع غير هين في المجال الدبلوماسي والسياسي الدولي.


وكثيراً ما كنت أتساءل عن الدور الذي يجب ان تكون عليه السفارات اليمنية في هذا الوقت بالذات من المعركة الشرسة العسكرية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعلى راسها جميعا ً الجوانب الإنسانية. وهل استطاع السفراء اليمنيين العمل بشكل جدي لإيجاد حلول حقيقة لبعض المشاكل التي يعاني منها اليمنين سواء في الداخل أو الخارج. معلوم لي الدور الدبلوماسي الذي تقوم به السفارات ودورها في تمتين وتوطيد العلاقات بين الدول ولها أيضا دور رئيس ومباشر في تقديم ما يجب عليها للمواطنين في البلد التي تتواجد فيه ولها مهمات يمكن أن تكون في بعضها محددة ولكن الأصل انها الحضن الدافئ والملجأ الذي يعود اليها اليمني في بلد الغربة أياً كان. أتساءل ماذا قدم هذا الكم الهائل من السفراء لقضايانا المختلفة في كل بلد يتواجدوا فيه وهل فعلا ً حققوا الحد الأدنى من رسالتهم التي تحملوها في هذا المناصب ام المنصب بحد ذاته يكفي. هناك بعض السفارات التي كان لها نشاط ملحوظ وسعي لتقديم الخدمات او الاستثناءات أو الحلول للجاليات اليمنية يمكن أن أهمها ومن طالعت بع نتائجها هي سفارتنا في دولة كماليزيا والتي أدت جهود السفارة اليمنية بقيادة السفير عادل باحميد وتعاون من بعض الشخصيات اليمنية المؤثرة الى إيجاد بعض الحلول المؤقتة لليمنين فيها. 


أيضا ً الجهود الجيدة التي أتابعها ما تقوم به السفارة اليمنية في دولة المغرب الشقيق بجهود واضحة من السفير عزالدين الأصبحي، ورغم القيود التي تفرضها المغرب كدولة من اجل حماية مصالحها فإن تحركات السفارة اليمنية في نشاط ملحوظ يمكن أن يساهم أيضا ً في تقديم شيء للسياسة والدبلوماسية اليمنية وخصوصاً في مجال التعليم والثقافة والجوانب الدبلوماسية المتعلقة بالعمليات العسكرية والإشادة بدور الدعم المغربي للقيادة الشرعية.


كما أن السفارة اليمنية في مصر ورغم القيود التي فرضت من قبل الاشقاء هناك من أجل الجوانب الأمنية تسعى الى إيجاد بعض الحلول لليمنيين القادمين أو تخفيف تلك القيود او حل مشاكل اليمنيين هناك خصوصاً مجال التعليم الأساسي والثانوي لليمنيين المتواجدين هناك بسبب الحرب وليس لأي سبب آخر.
هناك سفارات يمنية في دول كثيرة لم تقد شيء في خدمة القضايا اليمنية ولا خدمة المغتربين لتكون عبارة عن ديكور يستفيد بشكل شخصي ولا يفيد الوطن ولا المواطن.


أتمنى من كل قلبي ان تستثمر الخارجية اليمنية ووزارة حقوق الانسان دور السفارات اليمنية في الدول الاوربية في الترويج للقضية اليمنية التي لا يفهمها الكثير ولا يدرك معاناة الشعب اليمني الكثير من الشعوب الأوروبية التي لها دور فاعل ومؤثر في سياسات اوطانهم. أتمنى أن يتم عرض ونقل وتدويل ملف الحقوق والحريات التي تنتهك كل يوم وطل لحظة من قبل الحوثيين من خلال سفارات اليم لتساهم في تقوية الموقف اليمني الذي تحاول كثير من الدول كسره وكشر شرعيته ليتحول القاتل الحوثي للإنسانية في نظر بعض الدول الى كيان شرعي لن يبقي ولن يذر شيء من إنسانيتنا جميعا.


لكل سفير متعاون مدرك دوره الوطنية كل التقدير والاحترام والثناء وأما من جعل عمله الدبلوماسي عبارة عن مكسب شخصي و(تغير جو) فلن يكون أكثر من معول هدم للشرعية وللخارجية والدبلوماسية اليمنية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي