آ آ انهالت مخاطر النيران الإيرانية_ الحوثية على العمق السعودي وأخيرا الإماراتي بدون سابق توقعات، وانكفأ التحالف على ردود غير إستراتيجية تفاقم المشكلة أكثر من أن تجد حلا شافيا لها.. هي نكبة تقديرات الخصم، والتعامل معه بنوع من مساومة الحسابات الداخلية في المعادلة الداخلية اليمنية..نسيت، أو تناست دول التحالف أن الانقلاب الذي يتزعمه عبدالملك الحوثي ذو دفع وتعبئة أيديولوجية هي الأخطر لا سيما أن إسناده الإستراتيجي مرتبط بدولة(إيران) ذات وزن إقليمي لا يستهان بقوتها، وتعمل بآلية مواجهة قتالية عالية الكفاءة، مستعينة بأذرع تنظيمية تنخر أمن المنطقة، وتزعزع أركان أستقرارها، ثم تأتي اجتهادات غير مسئولة لتنكب في تركيزها على بناء أمني فارغ المحتوى الإستراتيجي في كثير من المحافظات المحررة لا يخدم معركة الأخطار المصيرية والحيوية مع إيران وذراعها الحوثي، بقدر ما يمنح هذا الخطر خيارات في المساومة، وتكتيكات لوجستية، تمنحه فرصة تهديد العمق الإستراتيجي الحيوي للخليج..
آ آ بدورنا نتساءل: ماذا ينتظر التحالف بعد استهداف ناقلات النفط السعودية في المياه الدولية قرابة باب المندب ومطار ابو ظبي؟ كل المواقع الحيوية بعد اليوم سواء في السعودية أو الإمارات تحت طائلة الصواريخ والطائرات الموجهة مالم يحسم التحالف خياراته في إسقاط الانقلاب، وتحديدا في الحديدة. فهذه الأخيرة هي منفذ تزويد آلة الخطر التي تتلقاها ترسانة الحوثي من إيران وحزب الله وغيرها.آ
آ آ ربما يتبادر إلى قناعة بعض دوائر السياسة أن بإمكان، أو بوسع تحركات المبعوث الأممي غريفت أن يلجم التهور الحوثي من استهداف، أو التهديد باستهداف منشآت حيوية وحساسة في عصب الاقتصاد الخليجي وهذه القناعات عالية المخاطر، ومسكنات أثبتت الأحداث عدم نجاعتها، ويصعب حصر تكاليفها الباهظة. آ آ
آ آ الوقت ينفذ، وتأمين المخاطر الإستراتيجية تتآكل فاعليتها في ظل اسهاب التحالف في سجالات المكايدة، والتركيز على الشرعية أكثر من حسم المعركة مع خطر المهمة التي جاء التحالف من أجلها.
أعتقد أن الأخوة في السعودية والإمارات يدركون جيدا قائمة بنك الأهداف المؤلمة، ولا داعي لاستعراضها، فخلية إيران حزب الله تعي جيدا ما تقوم به بسلاح التنفيذ الحوثي، وما لم تتعامل بحسم حقيقي يخدم الامن الخليجي واليمني، فالكارثة سوف تنكب الخليج وتحرق أمنه.
