الحوثي والعصبية التدميرية

محمد قشمر
الاربعاء ، ١١ يوليو ٢٠١٨ الساعة ١٢:٤٠ مساءً


طالعت قبل فترةٍ جزء من تاريخ الحرب العالمية الثانية وكيف ان القنبلتين النوويتين الأمريكيتين استطاعتا أن تصنعا حداً للحرب الدائرة في العالم والتي قتلت ملايين البشر.
حاول الإعلام الأمريكي أن يضفي لمسة إنسانية لتلك الفاجعة العالمية التي أرادة أمريكا أن تثبت نفسها كأقوى دولة في العالم ونجحت في تلك الحرب، وما شدني في هذا الموضوع هو موقف اليابان التي كانت تعد من أقوى الجيوش في العالم.


 الولايات المتحدة الأمريكية قصفت مدينتين فقط مدينة ناجازاكي ومدينة هيروشيما فقط  فقط  فقط فقط، وكانت بقية المدن اليابانية ما زلت قائمة ومازال الجيش الياباني يقاتل بشراسة والمعروف عنهم الشراسة بالقتال والوحشية أيضاً ، وكان لإمبراطور اليابان قدسية خاصة تصل لمرحلة التأليه، ولكنه بحكمةٍ بالغةٍ وتقديرٍ عظيمٍ لوطنه وشعبه اعلن الاستسلام لتنتصر أمريكا ، أنكسر الشعب الياباني وهو يرى امبراطوره العظيم يستسلم للعدو ولكنه أدرك أن الامبراطور المحب لوطنه ولشعبه آثر السلامة لبقية الوطن الياباني ولشعبه الذي يحبه ويحترمه .


الحوثيون في اليمن استطاعوا بفترةٍ قياسية أن يجروا على اليمني ويلات لم تكن في حسبان أحد وجذبوا بمنهجهم التدميري كل المآسي على الشعب اليمني وعلى الأرض اليمنية.
لم أكن أتخيل إطلاقاً أن تصل اليمن كأرضٍ الى ما وصلت اليه الان من تدميرٍ شاملٍ لكل القطاعات والبنى التحتية التي كانت اصلاً ضعيفة، ولم أتصور أن يصل اليمني الى هذا الوضع من الألم والجوع والضياع والتيه، وما كل ذلك الا بسبب الأنانية المفرطة والقبح المتسع باتساع المدى الذي يعيش في صدر قائد الحوثيين وأتباعه الذين يؤثرون الشيطان والهوى على الوطن وعلى أبناء اليمن.
اليمن أصبحت مثالاً كبيراً للمأساة الإنسانية العالمية وأصبح المجتمع اليمني في دائرة مغلقة تحيطها النار من كل مكان تأكل الأخضر واليابس ومازال الحوثي يرى أنه منتصرٌ في حربه على إخوته وأرضه. لم يدرك الحوثيون أنهم يساقون الى الموت والى الهلاك وهم ينظرون، ولكنهم لا يدركون عاقبة حمقهم على اليمن عموما ً. القوة التي تحارب الحوثيين من الشرعية والتحالف ليست بالهينة وليست عاجزةٌ عن حسم الأمر بسرعة أكبر لولا الخشية من ارتفاع فاتورة الدم التي سيدفعها اليمنيين هذه الفاتورة التي لا يهتم بها عبد الملك الحوثي واتباعه طالما هم وعائلاتهم في مأمن مؤقت ٍ من النار التي تلتهم اليمن.


لم يدرك الحثي واتباعه الى الان أنهم يقتلون أنفسهم وأهلهم ويدمرون اليمن بأيديهم وأيدي غيرهم، وأن السلامة كل السلامة بالعودة الى حوار العقل والمنطق لا حوار السلاح الذي دمرنا جميعا ً.
لا يعرف الحوثي كقائد معنى الإيثار الذي يجب ان يتحلى به أي قائد يهتم لأمر وطنه وشعبه لأنه لم يتحلى يوماً بصفة القائد الحكيم أو المخلص او المحب لليمن ولأبناء اليمن، وأن كل همه كيف يبقى (أميراً للشياطين) على عرشٍ تلوث بدماء أصحابه وانصاره قبل دماء أبناء اليمن الذين لا يهتم لأمرهم أبداً . لم يعشق الحوثي تراب اليمن الطاهر ولم يكن يوماً جزءاً من طينها الذي أحرقته الصواريخ المصنعة في كل دول العالم ولم يأبه قائد الشر الحوثي لما آلت اليه اليمن وما آل اليه وضع اليمنيين من تشردٍ وتشتتٍ وتفرقةٍ وجوع وذلٍ ومهانةٍ . هكذا هي الأطماع عندما تسيطر على الذات فتحول الكيان البشري الى وحش حيواني لا يسعى إلا الا إشباع رغباته الشرهة في السلطة ولو على الفراغ.
أقول للحوثي وأتباعه عودوا الى رشدكم إن كان لكم رشد أصلاً وابحثوا عن حلول طالما المجتمع الدولي ما زال يتوسل الحل بين أيديكم القذرة وحاولوا أن تحافظوا على ما تبقى من اليمن ومن كرامة اليمن ومن شرف اليمن ومن تاريخها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي