جرائم وانتهاكات في الحديدة

رماح الجبري
الاربعاء ، ٢٧ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٠٨ مساءً


تعمد المليشيا الحوثية وبمختلف الوسائل لإحداث أو افتعال أزمة إنسانية في مدينة الحديدة من خلال عدد من الأعمال الإجرامية أبرزها قطع المياه وتدمير شبكات الصرف الصحي في المدينة بسبب حفر الخنادق والأنفاق في شوارع المدينة الرئيسة والفرعية وكذا بناء المتارس واعتلاء العمارات السكنية والتمركز  فيها بالأسلحة الثقيلة والخفيفة ومنع ساكنيها من مغادرتها لاستخدامهم دروعا بشرية بالإضافة الى  التمركز بالدبابات وسط الأحياء المكتظة بالسكان وأغلقت المليشيا عدد من الأفران والمخابز وسط المدينة ما جعل الحياة تزيد سوءا لدى المواطنين.
 
كما جعلت المليشيا الأولوية في مستشفيات الحديدة لإستقبال الجرحى من مقاتليها ومع استمرار العملية العسكرية يكون أعداد الجرحى في تزايد وهو ما يعني إغلاق المستشفيات في وجه المرضى من أبناء الحديدة وما يزيد من فرص انتشار الأمراض وتفشي الأوبئة في المحافظة التي تعتبر الأشد فقرا في اليمن.
 
حتى اليوم لا توجد مؤشرات مجاعة أو أزمة انسانية في مدينة الحديدة كون الميناء لايزال يعمل بل واستقبل خلال الأيام الماضية أكثر من عشر سفن تحمل مواد إغاثية وغذائية تم توزيعها عبر المنظمات الدولية الا أن السكان يعيشون اوضاعا نفسية صعبه تخوفا من مستقبل مجهول.
 
تعمل المليشيا الحوثية في مدينة الحديدة بكل الإمكانات لما يعزز موقفها القتالي والعسكري دون الاكتراث لوضع المدنيين الذين أصبحوا مجبرين على النزوح والخروج من المدينة ليس خوفا من الحرب القادمة فقط وانما لانعدام الخدمات ومقومات العيش فيها.
 
بالإضافة الى ما سبق فرضت المليشيا حظر تجوال على المواطنين في المدينة ونفذت حملات اختطافات بحق مواطنين رفضوا المشاركة معها في القتال وقطعت خدمة الأنترنت على المدينة واعتقلت ايضا صحفيين وناشطين بينهم صحفي رياضي لا يمارس أي نشاط سياسي وانما رفض مشاركة المليشيا في حربها ضد القوات الحكومية.
 
توقن المليشيا الحوثية بهزيمتها أمام القوات المشتركة في معركة الحديدة فهي لا تراهن على الحاضنة الشعبية التي تميل وبشكل واضح للتخلص من المليشيا وجرائمها ولا تراهن المليشيا أيضاً على عتادها الذي دمره الطيران ووزعته في مختلف الجبهات ولا على مسلحيها الذين أجبروا على القتال فهي من خلال هذه الإنتهاكات والجرائم تمارس رقصة الديك المذبوح وهي الرقصة الأخيرة لكنها قد تؤذي من حولها.
 
وبالرغم من مؤشرات الهزيمة للمليشيا في معركة الحديدة الا أن قيادتها لا تتحلى بقدر من المسؤولية تجاه المواطن اليمني يتجلى في تسليم المدينة والانسحاب منها حقنا للدماء وانقاذاً لمقاتليها والمؤسسات الحيوية من التدمير جراء الحرب بل أنها تعمل على تفخيخ المؤسسات الحكومية والشوارع الرئيسة بالألغام والعبوات الناسفة كما فعلت في المطار قبل فرارها منه بل وزادت قصفت المباني لتدميرها.
 
عرف اليمنيون جماعة الحوثي مليشيا لا عهد لها ولا ذمة نقضت كل الاتفاقات والمعاهدات بل جعلت من المعاهدات ولجان الوساطة جسور لها للتوسع والتوغل في المحافظات حتى وصلت الى العاصمة صنعاء وانقلبت على السلطة الشرعية ولذلك لن يثق اليمنيون في أي اتفاقات أو تنازلات تقدمها المليشيا ما لم يتم اجبارها على ذلك بقوة السلاح.
 
وسائل الإعلام  العربية والدولة  ذكرت ان قيادة هذه المليشيا الحوثية أبلغت المبعوث الأممي موافقتها على "اشراف" الأمم المتحدة على ميناء الحديدة وهي لعبة سياسية جديدة تلعبها المليشيا لزيادة الضغط الدولي على الدول الداعمة للشرعية لإيقاف العملية العسكرية لتحرير المدينة.
 
تأكيد المؤكد هو أن ميناء الحديدة أحد الأهداف الرئيسية لعملية النصر الذهبي وليس كل الأهداف كما ان عملية تحرير الحديدة هي عملية انسانية وفقا لإعلان الحكومة الشرعية باعتبارها عملية انسانية لإنقاذ ما يقارب 3 مليون شخص يعيشون في مختلف مديريات المحافظة ويتعرضون بشكل مستمر لجرائم وانتهاكات المليشيا بل أن المئات من أبناء هذه المحافظة توفوا بسبب الجوع وتفشي الأمراض والأوبئة ولم تقدم لهم المليشيا أي مساعدة بل نهبت المساعدات الاغاثية التي كانت تقدم من قبل التحالف العربي عبر المنظمات الدولية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي