اللجنة الأمنية في تعز ...ماذا بعد ؟

محمد قشمر
الاربعاء ، ٠٦ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٠٠ مساءً


تعز معقل الثورة والحرية والأحرار واستطاعت خلال فترة ٍ زمنية أن تجسد معنى التلاحم الوطني اليمني، حيث كانت هي ملاذ الثوار القادمين من مدينة عدن ابان الاحتلال البريطاني وهي ذاتها التي انجبت كبار اليمن الثقافي ومفكريها وفيه تربى وترعرع أصحاب الفكر والفن والثقافة .
تعز كانت ايضاً من أوائل المحافظات التي خرجت رافضة ً العودة الى الكهف الأمامي ورفضت الظلم التجبر والديكتاتورية. قاتلت بشكل يبهر كل المقاتلين والعسكريين الذين يعرفون ماذا تعنيه مقاومة وحروب بأقل الإمكانيات .
وهي ذاتها تعز التي عاث بها الفاسدون والقتلة والمأجورون الذين حولوا وجهها المشرق الى وجه يقطر دماً ، والماً وحسرة . 
تتوارد الأخبار عن عمليات الاغتيال التي تتم ضد الجنود الأحرار وضد الشخصيات الاجتماعية والمدنية المختلفة لتحاول تلك الأيدي والعقول الخبيثة ان تظهر صورةً أخرى لتعز ولتفرض على الجميع اتجاها ً لا يحبه أبناء تعز ولا ترضاه الحالمة .
أكثر من 250 عملية اغتيال لجنود يتبعون الشرعية خلال عام مما يجعل الأمر يدخل في دائرة الشك . فكيف يقتل هذا العدد من أبناء القوات الشرعية والمقاومة في الوقت الذي لم يقتل مثل هذا العدد في المواجهات المباشرة مع العدو الأول وهم الانقلابين الحوثين ومن والاهم وأعانهم . 
انا اتحدث عن اختلال أمني مخيف جداً كأنه مرسوم ً له بدقةٍ وعناية . والحقيقة أن القوة الأمنية والقيادات الأمنية أصبحت في نظرنا عاجزةً عن ردع تلك الجماعات التي اصبح الكثير من أبناء تعز سواء ً العوام من الناس او من المفكرين يرون أن وراء الأكمة ما ورائها .
تشكلت اللجان الأمنية والحقيقة التي يحب أن تطرح أنها لم تكن عند مستوى المسؤولية ولم نتجرأ لنتساءل ما هي الأسباب التي جعلت تلك اللجان الأمنية غير قادرة على ضبط الأمن في محافظةٍ معروفٌ عنها أنها تتبع العقل والمنطق والفكر المنير . هل استطاعت جماعة بعينها ان تفرض فكرها او انها تحاول أن تفرض واقعاً يجب أن يعيشه أبناء تعز غصباً عنهم . 
هل فعلا اللجان الأمنية جادة في اثبات ودودها أم أن الهدف منها هو اثبات فشلها في مواجهة تلك الجماعات وذلك الانفلات الأمني الذي اضر ويضر بالمجتمع وبالشرعية على حدٍ سواء . أتمنى ان يخرج أبناء تعز بمفكريها وقادتها العسكريين والسياسيين برؤيةٍ مشتركةٍ لوقف حمام الدم الذي يطال الأحرار على يد شرذمة ٍ تعلم أنها منبوذة ولهذا تحاول أن تكون هي صاحبة اليد الأقوى في المحافظة. 
انا لا ألوم المحافظ رغم أنه رأس الهرم الإداري والأمني في المحافظة وأخشى أن تكون عمليات القتل والاغتيال مرضيٌ عنها عند البعض من أجل إزاحة اشخاص او كيانات اياً كانت او تقزيمها لمصلحة اجندات او كيانات أخرى لأن الكارثة هنا ستكون أكبر وأعظم فمسلسل التصفيات الجسدية وتصفية الحسابات المختلفة السياسية و الفكرية والحزبية لن يتوقف، وستنتقل تعز من دائرة مواجهة عدو واضح الى الاقتتال الذي لن ينتصر فيه أحد غير اصحاب المشاريع الضيقة .
الاختلالات الأمنية يمكن السيطرة عليها اذا تكاتف الجهود.  فكما تكاتف اليمنيين في مواجهة المد الإيراني بصورته الحوثية في اليمن واستطاعوا كسر جبروته الغبي فهم ايضاً قادرون على مواجهة كل المشاريع الأخرى. 
أبناء تعز عموما ً قادرين على الوقوف بحزم امام كل انهيار او محاولة لتجريف تاريخ تعز، واللجان الأمنية لن تحقق الكثير اذا قامت على أسسٍ غير وطنية وتبعت الهوى والذات دون الرجوع الى قيم الوطن ومعتقداته الحرة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي