الإنكسار الوطني

محمد قشمر
الثلاثاء ، ٠٨ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٤١ مساءً


اليمن البلدة الطيبة التي تقع في جنوب غرب الجزيرة العربية والتي تمثل البوابة الجنوبية الغربية لتلك الجزيرة المثخنة بالأعباء التي لا تنتهي والتي يحيط بها الحاقدين والطامعين من كل زاويا الكرة الأرضية . 
اليمن اليوم تقع في خضم صراع داخلي داخلي وداخلي إقليمي ودولي خطير ينبئ عن أن الصراع لا يمكن أن ينتهي بصورة عاجلة الا بمعجزة سماوية تحط لترفع ما نزل باليمن من البلاء الذي أكل الأخضر واليابس والذي يتم الاف الأطفال وأعاق الحياة علن المرور من أزقة الوطن المقهور.
تستمر الحرب ويستمر الانقلاب وتنكمش الأحلام ومهما استمرت المساعدات في التدفق فإن ذلك لن يغني من الأمر شيء لأن ما يكبر من أسى وما يتسع من جرح لا يمكن أن تشفيه المساعدات التي تبقى فيض في قيض مهيب .
كل ما كان جميلاً أصبح يمثل نوعاً من أنواع القبح في البلد الذي يفترض أن يكون من أجمل بقاع الأرض . وتتلاشي أحلام كثير من اليمنين بمواقعهم التاريخية والجمالية والسياحية وغيرها لما يرونه من واقع أصبح يفرض إيقاعة على نفس المواطن اليمني البسيط .
 كلنا نتألم والوطن ينهار بما يحمله من أبناء عاجزين عن الصراخ، والقتلة والمأجورين والمستفيدين من ذلك القتل مازالوا يمارسوا أبشع هواياتهم بالتدمير الذاتي للوطن اليمني وللإنسان، من الذي سيخرج منتصراً بعد هذه الحرب يا عبدالملك الحوثي ، وما هي العقيدة التي تعتقد أن اليمنيين سيتبعونها بعد أن أضحت الجنة اليمنية عبارة عن كومٍ من الموت المتراكم على أجساد الشرفاء بسبب أطماعكم الغبية وحقكم المفقود في عقولكم . من الذي سيغدو حاكماً على ترابٌ ملتهب أيها النازح في كهوف التيه، ومن الذي سيعزف لك أنشودة النصر عندما يموت اللحن .
هل نحن أغبياء كيمنين الى هذا الدرجة لنقتل أنفسنا بأيدينا وأيدي غيرنا ، هل فقدنا البوصلة الروحية التي يمكنها أن تدلنا على المخارج السوية وتمدنا بالحلول العادلة لمشاكلنا التي لم تكن بهذا الحجم المخيف من الدمار .
هل أمرك الله أن تقتل كل شيء لتكون سيداً عليه يا عبد الملك أم أن إيران أوزعت اليك أن من القتل سبيلاً للنجاة بكرسي السلطة الذي آذاك وأذانا جميعاً .
الألم يعتصر الروح ويمزق الجسد الذي تَعَلق بذكرياتٍ تخدش الذاكرة بكل لحظةٍ يعود فيها الى الوطن المكتوب في شرايين الحياة المنهكة .
فلا صالح الراحل دون شيءٍ بقى، ولا الحوثي نجا من مهالك الزمن ولا الشعب صام عن أكل المنغصات التي أصبحت وقوداً للحياة اليومية . لم يبقى من الشموخ الوطني كثيراً فكل من يدعي حقه في السلطة والحكم يعيش خارج دائرة الوجع ليبقى الوجع رفيقاً لأولئك القابعين خلف أعمدة الدخان المنبعثة من محارق الأطماع .
لم يسلم وطني من أحد ولم يتبقى الا أن يأتي الزمن بالمعجزة التي تجمع القوى المتسلحة بغيرها لتقول نحن لليمن واليمن لنا علها هذه الأرض أن تعيد شيئاً من كرامتها وانكسارها الوطني الحزين .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي