بوادر الحرب العالمية الثالثة

محمد المقرمي
الخميس ، ١٢ ابريل ٢٠١٨ الساعة ٠١:٣٩ مساءً

 

كتب ترامب تغريدة ً ظن العالم أن حملةً عسكرية قد تم الترتيب لها أمريكياً لاستهداف طغيان النظام السوري بالصواريخ على خلفية اشتباه استخدام الأسد للكيماوي في دوما لتدمير شعبه المدني الأعزل.

يأتي هذا التطور بعد أقل من أسبوع من اجتماع الروس والأتراك والإيرانيين في تركيا لإعلان إنهاء الحرب على طاولة المصالح ودماء الأبرياء  بالتقاسم وإجلاء كل الأطراف.. وغياب تام للعرب.

حرب البيانات التي بدت بين أمريكا وروسيا من جهة.. وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى على خلفية تسميم الجاسوس بعد لعبةٍ استخبارتية معقدة تدفع بالتوتر من الصراع الدبلوماسي إلى أحدث وأخطر سلاح حربي فتاك قد يدخل العالم في حربٍ عالمية ثالثة تخلط كل الأوراق. 
تقول إسرائيل بأنها قادرة على محو الأسد من الوجود بعد استهداف الأول 12 موقعاً عسكريا سوريًا قبل شهرين كانت هي الأقوى منذ أكثر من ثلاثة عقود وتوالى الاستهداف وكان آخرها قبل يومين في استهداف اسرائيل لقاعدة جوية في حمص.
تجاوز عدد النازحين السوريين 10 ملايين بين نازح ولاجئ كأكبر موجة نزوح شهدها العالم على مر التاريخ.
لتصبح سوريا مفتوحة الأبواب للصراعات الدولية ..
 
روسيا ذات الاقتصاد الهش وحليفتها إيران (محور الشر) التي تعاني من اضطرابات في الداخل لن تصمد لشهر واحد فيما لو قررت أمريكا الحسم لفارق القدرة الفائقة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية التي تتربع في الصدارة كأبر قوة عسكرية في العالم لا نظير لها من القوى الأخرى. 

كل السيناريوهات متاحة ولكن يبدو أن البيت الأبيض بدأ يدرس جدية القرار الذي فيما يبدو أن ترامب اتخذه بجرأة دون حسابات .. كما أوضح وزير الدفاع الأمريكي بقوله .. "سنتخذ القرار الأذكى" وتصريح البيت الأبيض الذي كان مفاده "كل الخيارات متاحة" .. وهذا التكتيك يحمل وجهتين الأولى إرجاء الاستهداف العسكري المتوقع أن يكون بصواريخ عبر الأساطيل البحرية تفوق القدرات الدفاعية الروسية .. لأن قرار الحملة العسكرية يستدعي السرية التامة.. وبين تغريدة ترامب والخطوات التي استخدمها النظام السوري في اخفاء العديد من الطائرات والصواريخ يجعل دقة الاستهداف ونتائجها أضعف من عنصر المفاجأة.. والاحتمال الثاني هو الضغط بالتهديد للعودة للمسار السياسي من دون الأسد.. وقد يتدخل الاتحاد الأوروبي بمبادرة تنزع فتيل الحرب.
كل الاحتمالات واردة وفي جميع الحالات فإن النتائج المتوقعة بالتأكيد قد تقضي على المجرم بشار الذي أجرم بحق شعبه بجرائم لم يشهد لها العالم مثيل.

الملفت في المشهد السوري غياب المشهد العربي بعد اتخاذ قرار القوى العظمى العالمية التحكم بمسارات المرحلة. 

محمد المقرمي 
11 أبريل 2018م

الحجر الصحفي في زمن الحوثي