لولا الحروب والفقر لما تسولوا!

منى لقمان
الثلاثاء ، ٠٦ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٤٨ مساءً

 

وسط خضم من المعاناة لأكثر الشعوب مأساوية وكارثية في العالم جراء الحرب الخارجية والداخلية على اليمن 
والتي تكاد تقضي على كاهل الفقراء والمساكين والمشردين من بلادهم من النساء والصبيان والرجال الذين لا يستطيعون حيلة، طلبا للمأوى والأمان ولقمة العيش، وفرارا بالنفس ، ولا يهتدون سبيلا، غير أديم الأرض ولحاف السماء وبعضهم فروا الى المملكة العربية السعودية لعلهم يجدوا احتواء لجراحهم  وحاجتهم وفقرهم.

 ولكن من المؤسف أن يأتينا هذا الفلم (سناب تشات سامي الامني) مع عدد من المتسولين من الأطفال اليمنيين ( اغلبهم في عمر الأحداث)  وبعض النساء كذلك بدون مراعاة كرامتهم وحقوقهم القانونية وأضحى الفلم مادة خصبة للتداول والتحريض الإعلامي.

 ومن هذا المنبر الإنساني نناشد السلطت السعودية الموقرة التحقيق حول هذا الموضوع وتحديد المتسببين فيه فمن حق الشرطة والأمن مكافحة التسول بالطرق المشروعة لكن ليس من حقهم ابداً تصويرهم والتشهير بهم اعلاميا بطريقة تنتهك من أعراضهم وحرماتهم وكرامتهم، وتنال من قدرهم وشرفهم.

كما نطالب الجهات المختصة تجسيد سماحة الشريعة الإسلامية والالتزام بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان والتحلي بالرحمة والأخوة الإسلامية والإنسانية فهؤلاء لو أتيحت لهم الفرصة في بلادهم لكانوا أكثر الناس غنى وعِزّا، غير أن ظروفهم المأساوية جعلتهم يتشردون بحثا عن الطعام فلا يجدوه إلا في صناديق القمامة، أو في يد بعض المحسنين، ولو لم تكن الحروب وانتشار الفقر لما تسولوا أصلا!

ونقترح أن تقوم الجهات المختصة بالمملكة بتأهيل وتدريب أطفال الشوارع لمواجهة ظاهرة التسول وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ومن ثم تأهيلهم وإلحاقهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، 
فالمعاقبة وحدها ليست مجدية وربما تزيد من تفاقم الأمر سوءا والآثار النفسية للأطفال.

و هذا يتطلب تضافر كافة الجهود بهدف الحد والقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع والعمل علي إعادة تأهيلهم ورعايتهم واندماجهم بالمجتمع  وهذا المشروع يعتبر الاستغلال الأمثل لطاقات الأطفال وحمايتهم من التطرف والإنحراف حرصا علي مستقبلهم  ومستقبل الأوطان بهم.

اللهم ارفع عن اليمن واهلها هذا البأس والجبروت وحسبنا الله ونعم الوكيل!

صورة للحكومة في الرياض التي تنعم بالرفاهية بينما الشعب يموت جوعا ويهان!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي