كمال القطوي | مذبح التوريث

د. كمال القطوي
الأحد ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:١٥ مساءً


🌵لاحظ وزير الثقافة اليمني الأسبق، تسارع الخطى لتهيئة المسرح لدُمية التوريث، فقال لصالح: أرى أن تتريث، فقد قرأتُ في تأريخ اليمن أن خمسة حكام حاولوا توريث الحكم لأبنائهم فخسروا الحكم مع أبنائهم، فالتفت إليه صالح قائلاً : اختر منفاك. فاختار الوزير تونس.

 

🌵مذ انتهى البعبع الشيوعي، لم يبق أمام صالح إلا ترتيب المسرح لولده من بعده، وأغراه نجاح التجربة في سوريا الأسد، فقام بالتخلص من أركان الحكم، ابتداءً من اللواء محمد إسماعيل "قائد المنطقة الشرقية" الذي تكفلت به طائرة منفجرة فوق الصحراء، مروراً بعلي محسن الذي صمم له ستة حروب لتلتهم جنوده وضباطه وفرقته.

 

🌵وحتى الشيخ عبد الله الأحمر الذي ساهم في توطيد حكم صالح استلم مكافئة نهاية الخدمة، في عاصمة السنغال.
يحيى المتوكل ، مجاهد أبو شوارب وكل العناصر ذات الوزن الثقيل في المؤتمر الشعبي ، لقيت مصرعها على مذبح التوريث.

 

🌵كانت لعبة التوريث الأقسى في المنطقة، فقد أخذت من "مبارك مصر" صناعة لوبي التجارة المحتكر للمال والاقتصاد، وأخذت من سوريا تكوين جهاز أمني يكون ولاءه خالصاً للوريث الجديد، وتدمير الجهاز السابق الذي يحتوي على خليطٍ من الوطنيين الذين تكفّلت "القاعدة" بحصد رؤوسهم في ليال سود، وتعلمت من"  قذافي ليبيا" تكوين الحرس الجمهوري الذي خاض كل الحروب العفاشية، إلا حرب الدفاع عن الجمهورية!
....


🌵وعندما خرج شباب الجمهورية في الربيع يهتفون لها، هتف فيهم صالح: هيئوا أنفسكم لعفاش الأول بن أحمد ، وحصد العشرات منهم في جمعة الكرامة، وأحرق زملاءهم في تعز، إلا أن طوفان الثورة كان أكبر من نيران التوريث، فلم يجد الزعيم بداً من معاقبة الجمهورية الثائرة بالإمامة المتربصة في صعدة، فكانت اتفاقية مالطا بين نجله  وبين الحوثيين ، التي منحت الحوثي المرجعية الدينية، وأعطت لأحمد السيادة السياسية، لكن الحوثي سبق إلى مكافئة صالح قبل أن يكافئه الأخير.

....


🌵وبالأمس يطل "أحمد" من مخبئه ليقول لنا أن المشروع مستمر، وعلى اليمانيين أن يلتحقوا به ليعيد ملك أبيه!

 

🌵لم يستفيدوا من تجربة بيت حميد الدين، ولم يتعظوا من مصير أبيهم، ولم يدركوا أن شرخ صف الشرعية لن يصب في النهاية إلا في سلة الحوثي،  وكأن لعنة الدماء أعمت أبصارهم عن رؤية مصير قاتم ينتظرهم، ولعل دعوات الثكالى تسوقهم إلى حتفهم النهائي، لتُطوى صفحة عفاش وبيت عفاش إلى الأبد.
....

 

🌵أيام صعبة تنتظر اليمانيين، لكنها ستقودهم إلى آخر النفق الذي استوحش منه الشيخ الأحمر يوماً ما، ولعل قدرنا أن نتطهر من رجس الإمامة العفاشية والإمامة الحوثية بكل هذه الدماء حتى نعرف معنى الجمهورية، وندرك قيمة التداول السلمي للسُلطة، ويردد الصغار نشيد الأحرار الخالد " لن ترى الدنيا على أرضي وصياً".

الحجر الصحفي في زمن الحوثي