اليمن بعد صالح ؟

موسى المقطري
الاثنين ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:١٠ مساءً

 

مما لاشك فيه أن التطورات الأخيرة والتي أفضت الى مقتل صالح ستكون لها ثاثيراً بالغاً في المرحلة القادمة ، إذ من البديهي إدراك أن خروج صالح من المشهد سيترك أثراً ، فما بالنا بخروجه بهذه الطريقة .

هناك مكاسب ستعود على جماعة الحوثي وربما تتمحور حول الحالة النفسية والمعنوية لمقاتليها ، لكن على المدى الأبعد فإن مغادرة صالح المشهد مقتولاً على أيديهم سيفقدهم الكثير مما استفادوا منه خلال الفترة الماضية .

لقد خسروا بالتأكيد غطاء سياسي وفره لهم صالح بطريقة مباشرة عبر شبكة من الدبلوماسيين الذين جابوا العالم للترويج للانقلاب ، وغير مباشرة باعتباره رئيس سابق يملك شبكة علاقات مع مؤسسات دولية ومنظمات وأفراد تحفظ له بعض الارتباطات ، بالاضافة إلى جهات أو دول تورطت مع صالح في عمليات قذرة تفضل عدم معاداته لضمان عدم فتح ملفات العمليات التي يعرفها وشارك بها صالح اثناء حكمه .

أصبحتُ أكثر إدراكاً أن الغباء السياسي لازال يفعل فعلته في أوساط الحوثيين ، ولازالوا يتمرغون بين أكوامه البلهاء ، وهذا الغباء أوصلهم لاستعداء الجميع وشن الحرب على الكل ، واخر من تم استعداهم هم اتباع صالح الذين التزموا بالوقوف مع الجماعة إحتراما وتنفيذاً لرغبة زعيمهم الراحل .

وحتى لا أغرق في تفاصيل الأثار فإن الخوض في النتائج المتوقعة هو الاسلم في الوقت الحالي .

من المتوقع ان يزداد صف الشرعية قوة بانضمام عدد جديد ومؤثر من قيادات المؤتمر وبالتالي سيصبح المؤتمر خارج اطار الانقلاب ، وسيدب الخوف والهلع في نفوس الذين كانوا يعتقدون أنهم بمأمن ماداموا متحالفين مع الحوثي ، وبالتالي فإن النتيجة الحتمية للخوف والهلع هو تامين الذات بالانظمام للشرعية والهرب من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .

في الشق السياسي فبالتاكيد أن اليمن الجديد لن يُبنى بدون المؤتمر كحزب ، والمؤتمريين كمواطنين مارسوا العمل السياسي والاداري منذ فترات طويلة ، لكن نهاية شهر العسل الذي ظنوا انهم يعيشوه بهذه الطريقة يضعهم أمام خيار واحد وهو الانظمام للشرعية والعمل في ظلها ومن داخلها لاستعادة ما فقده الجميع في هذا الوطن .

على الصعيد العسكري الميداني فإن مقتل صالح بهذه الطريقة سيترك أثرا على طائفة من المقاتلين كانوا مسكونين بوهم تحالف الحوثي صالح ، وبالتالي فإن أي مقاتل يترك تمترسه مع مليشيات الحوثي في صف الانقلاب فإن ذلك يعد مكسباً للوطن وللشرعية ، وليس بالضرورة أن يكون هذا الفرد هو الذي سيحقق بانسحابه هزيمة الانقلاب ، لكن باعتبار أن مغرراً به قد افاق ، وأسلم نفسه وسلم غيره من الموت ، وهذا هدف سامي للشرعية ولكل محب لهذا الوطن بالتأكيد .

على الصعيد الشعبي فإن مقتل صالح على أيدي حلفائه يؤكد للجميع أفراداً وأحزاباً وأتجاهات أنهم أمام جماعة مليشاوية لا تقيم وزناً لحليف ولا صديق ، وأن من سلمها السلاح والعتاد ووفر لها الدعم اللوجستي والسياسي والبشري كان أولى برد الجميل بالحفاظ على سلامته وسلامة عائلته في أقل تقدير ، وما تم بحقه يجعل الجميع يقطعون الأمل بالتعايش مع الحوثيين ، أو دعمهم ، أو التحالف معهم .

أخيراً ..
فمن المؤكد أن الساعات والأيام القادمة ستشهد حراكاً سياسياً بدرجة عالية من الديناميكية ، وثمة متغيرات عديدة ستؤثر في تغيير المشهد القائم ، ولدي توقع أنها ستقود المشهد للانفراج ، وستسرع الحسم في المعركة مع الانقلاب سواء على الصعيد السياسي أو العسكري .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي