لن نموت متى شئتم؟!

عبير عتيق
الاثنين ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٠ مساءً

 


حياتنا فصولٌ أربعة..
وحتى السماء والأرض يتضمَنّ التعدد...
الجنة أبوابها ثمانية يلج منها المخلصون...
الكون براري وبحار ، أعماق، وارتفاعات...
كل شيء حولنا يُجمّله التعدد والاختلاف...

إلا حياة الإنسان العربي عموماً، اليمني على وجه الخصوص!! 
فالاختلاف، والتنوع، والتعدد وجمال هذه المعاني أسباب يتخذها في سعيه نحو التدمير والقتل والضياااااع!!

يُجبرون الحياة على أن تكون مُعتمة بلون واحد فقط! 
ظلامٌ ،لونها الحروب!..
لا أرضٌ مزهرة، ولا سماءٌ مُمطرة، ولا مياةٌ عذبة..
نفتقد جمال الألوان في حياتنا ! كل شيء من حولنا أسود!..
حتى السماء، دخان الحرب كانت كفيلة بأن تُنسينا شكل الغيوم والشمس عند شروقها والغروب!..
الماء ، لم يعد متاحاً بعذوبته؟ وصرنا نرى في كل مجرى له دماء،و جثث؟ ومستقبل يجري في ذاك المجرى إلى المجهول ،حتى اختفى عن أنظارنا!..
يُجبرون الهواء على حمل ما استطاع من أذى في طريقه لحياتنا..

أُبشركم ، نحن لن نكره الحياة! ولن نتوقف عن التنفس لمجرد أنه يحرق صدورنا! لن نموت متى تشاؤون!..
سنقاوم ،وسنُذيقكم مُر ّقوتنا..
ستموتون عندما يُعجزكم صبرنا..
لن نترك لكم الحياة تعبثون بها كيفما أردتم، وتدمرون كل جميل فيها..
تمتعوا بما تبقى لكم، فعندما يأتي سيلُنا نحوكم لن يطيل المرور ..
عندها سنقول " كانوا" لا رحمة عليهم..

مافعلتموه ليس بقليل، أنتم مزقتم قلوبنا ، عبثتم بها.. محاولين إضعافنا..
لم تدركوا أنكم زدتمونا قوة وإصرار على الحياة!!

يالغباءكم ؟! عندما تضحكون معتقدين أنكم منتصرين..
يالغباءكم؟ عندما تتآمرون علينا وتبطشون بنا، تجهلون ما تخبئه نفوسنا لكم...
لا تطمئنوا، نحن نجهز لكم أطباقاً لذيذة، انتظروها فقط..
ليست مُرّة كالتي قدمتموها لنا، حلوة حلوة جداً لدرجة أن حلواتها ستشعل الأموال والحرام الذي في أجوافكم..

أتيتم فجأة ، كأسد ينقض على فريسته الغزال!، وهو يتلذذ بالتهامها أمام القطيع لم يدرك نظرات الحزم والانتقام من بقية الغزلان؟ لم يعي أن وراء تلك النظرات قوة قادمة ستحطم كبرياءه...

مقدماً أقول لكم لا ندم عند فوات الأوان...

أنتم جعلتم حياتنا فصلاً واحداً! 
جعلتم أيامنا أوراق تقويم تُنقِص من أعمارنا وتزيد من خزائنكم!!..
جعلتم سماءنا طبقة دخان كثيفة لانرى فيها سوى حقد قلوبكم وسواد نواياكم..
عرّفتمونا على طبقات الأرض السبعة بجعلكم إياها قبوراً ..

سنوات الحرب خريف دائم؟!! 
يتساقط فيها كل شيء...
تتساقط فيها الأرواح، الدموع، الأوطان، الأحلام ...
وتتساقط فيها قيم المحبة والسلام...

تساقط كل شيء عندما سقطت ضمائركم، إنسانيتكم!!
دهستموها بأقدامكم ، وأكملتم الطريق فأزهقتم أرواحنا.. 
ما أرخصها عندكم!!.وما أغلى كرامتنا..

نحن أحياء وخالدون للأبد، لأن ضمائرنا يقظة ولأن إنسانيتنا شامخة لا تنكسر ولا تُغريها ملذات ما أفقدكم وجودكم وإنسانيتكم..
أما أنتم سقطتم عندما بعتم أنفسكم للمال والدنيا!.. 

سَتمُر أيادينا على كل فوضى وحطام أحدثتموه لتبعث فيه الأمل والحياة من جديد..
فلا رحمة الله عليكم أبداً..
أقولها من قلبي الذي لم تتركوا به مكاناً معافى..
أقول قلبي وليس قلوبنا.. لأننا أي المحرومون، المعذبون، المشردون، المسحوقون، المظلمومون، ونحن نُقتل كل يوم؛ قلب واحد وجسد واحد وروح واحدة جرعتموها نفس الوجع ..

كل من آلمته الحرب، كل من مسّه آذاكم، كل من كدرتم أيامه ، كل من جعلتم الأسى يسقي مقلتيه.. 
في قلبي..

ليس صغيراً قلبي بحجم كفي كما تظنون! قلبي يتسعهم جميعاً وللأبد..
قلبي سعيد بهم وبأحلامهم التي لن تموت وأنا أسقيها بالأمل.. 
ولن يموت قلبي وهُم نبضه..

أُبشر من اقتحموا أوطاننا ، واستهتروا بحياتنا..
أُبشر كل من سخر من أحلامنا، ولم يعبه لصمتنا..
أُبشر كل من عبث وسرق وقتل ودمر على حساب سعادتنا ومجد أوطاننا..
أبشركم بأننا لن نكتفي بمطاردة أرواحكم الشريرة، فسننتفض وسيقتلكم الذُعر من بسالتنا عندها ستحفرون قبوركم بأيديكم ..

سَنُمطر حيثما حللنا بالسلام والخير..
سَتُزهر أرواحنا بالمحبة أينما كنا..
سنزرع حدودنا فل وريحان يستنشق شذاهما الوطن فيحيا أبداً بلا عللٍ وأحقاد..
سيخشى العالم قوة سلامنا ، وثبات مبادئنا..

سَنُغلق كتاب الحرب..
وسَنفتح كتاباً جديداً عنوانه الحب..
سنُدون فيه طموحاتنا وأحلامنا وقوانين السلام..
وعدٌ نقطعه أمام أنفسنا والوطن..

لا أدري متى؟؟؟ ولكننا صادقون ،وقادمون بقوة ..
وسَنُنهي المهزلة..
وستتذكرون حينها أننا للوعد منجزون..

محبتي لكم جميعاً
وروحي فداءً للوطن..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي