عفاش وخبز ايدي والعجين

محمد مقبل الحميري
الاربعاء ، ٢٥ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٨ مساءً

فيه جلد قوي وإصرار عجيب وذكاء شيطاني ، استطاع بهذه الصفات أن يدمر وطن ويقضي على كل مؤسساته ، ولو كانت هذه الصفات التي فيه سخرت للخير والبناء لكان وطننا اليوم ينافس ماليزيا في الاقتصاد ، ومُدُنِه تفوق في العمران والنشاط التجاري مدن دول الخليج ، لكنها الشقاوة والأنا المتضخمة فيه دمرت كل شيء ، بل ودمر نفسه معها ، فهو يعيش كوابيس واحزان في أعماقه مهما كابر وحاول يخفيها ، وسلم نفسه رخيصة لمن لا يرحمه ، وهو اليوم يدفع ثمن تحالفه معه.

 

ومن مكابراته خطابه اليوم الذي يتحدث به عن بن دغر والرئيس هادي ومحسن ، وأنهم خبزه والعجين ، والخرفان التي تسمع خطابه تصفق ، وما علمت أن عفاش قد أصبح عجينة في يد الحوثي يخبزها كيف يشاء ، وما هذا الخطاب إلا موءانسة للنفس وتسلية لها مما يعانيه.

 أما الرئيس هادي فهو من قضى على أحلامه وحطم مشروعه بعد أن كان يعتقد أنه سيكون كومبارس وستعود إليه السلطة صاغرة بعد أن يقوم الرئيس هادي بدور المحلل خلال سنتين فقط ، ولكنه عصف بكل أحلامه رغم المخاطر التي تعرض لها هادي بصنعاء وفي عدن ولا زال يواجهها بثبات وقاد الحوار الوطني الشامل الى نهايته وسط الأعاصير والدسائس التي صنعها الحوثي وعفاش لإفشاله. 

 

وحرقته من الفريق الركن محسن لأنه كان الساعد الأيمن لهادي منذ البداية ولا زال صامدا على كل المحاور.

 

أما بن دغر فكان يعتقد عفاش انه إمعة لا رأي له وسيستغله باعتباره شخصية اعتبارية تمثل الجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص وسيديره كما يشاء ، وما علم ان بن دغر داهية من دهاة العرب اتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وإنحاز للمشروع الوطني الذي يديره الرئيس هادي ، ومما زاد في جنونه تحركات رئيس الوزراء بن دغر  الناجحة في عدن والمحافظات المجاورة لها ، حضوره العرض العسكري الكبير الذي أقيم في عدن بمناسبة الذكرى 54 لثورة 14 من أكتوبر المجيدة ، واعلام الجمهورية ترفرف في سماء عدن ، والابطال يرددون كلمات النشيد الوطني : رددي أيتها الدنيا نشيدي .. 

ثقوا أن المشروع الوطني سينتصر مهما تحالف أهل الشر وأصحاب المشاريع الصغيرة ، وصدق الحق سبحانه القائل في محكم كتابه :( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) صدق الله العظيم. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي