الاحتفال بـ14 أكتوبر يؤكد على إيمان اليمنيين بواحدية المصير

د. أحمد عتيق
الجمعة ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٨ مساءً


شعبنا اليمني عظيمٌ بإصراره على الحرية فقد انتزعها رغم إنعدام الإمكانيات عدا العزيمة والكرامة من بين مخالب الإمامة في الشمال، وأعاد للجنوب حريته بطرد الاستعمار.
ولن يعجز هذا الشعب عن استعادة حقه في الحياة الكريمة بإفشال عصابة الإنقلاب ووأد حلمها بإعادة السلالة إلى حكم اليمن من جديد، وفي ذات الوقت يبذل التضحيات ويستمر في الكفاح ببطولة من أجل استمرار الحرية والوحدة ومجابهة المحاولات الاستعمارية المتسللة عبر الوقوف إلى جانب اليمن تحت يافطات مختلفة.


هاهم اليمنيون يحتفلون بذكرى ثورتنا المجيدة 14أكتوبر في كل ربوع الوطن يوحدهم الهدف ويدفعهم التطلع إلى مستقبل اليمن المستقر الحديث الخالي من الأجندات الخاصة ،والانانيات الخبيثة، والأوهام المجنونة التي تعبر فقط عن خروج أصحابها بطريقة لم يألفها اليمنيون من قبل عن الهوية والدفاع عنها ،وإعادة اللحمة لها، ومنحها الفرصة لتعمل على قاعدة تنافس أبناء الوطن من أجل رفعته وتنميته وازدهاره ليُحققوا بذلك شرف حمل هوية اليمن التي لا تقبل التجزُء ولا أصحاب هذه الفكرة. بل إن اليمن تتعامل معهم كخبثٍ ونشازٍ طارئ على ثقافتنا، وكرامتنا ،وتاريخنا، وعاداتنا التي مضمونها الحب والإيمان والتضحية في سبيل دولة ترعى اليمنيين وفق النظام والقانون الذي يعمل على إرساء العدالة، وتكريس المساواة ،وتحقيق المواطنة التي تعرف واجباتها في الدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر لتصل إلى حقوقها كنتيجة حتمية لوطن ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر المتمثل بوطن الوحدة والمُعبرعنه في وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل التي حاولنا فيها إعادة الأمور إلى نصابها، ومحو الظلم عن وطننا وأبناءه بغرض أن نحتفل بـ14 أكتوبر ومن قبلها 26سبتمبر متعايشين مع مضامين أهدافها، حريصين عليها، نعمل من أجل تنميتها وتحقيقها لتكن إطاراً ينطلق منه الجميع إلى خدمة هذا البلد العظيم وإعادة الاعتبار له، ولتنتهي بذلك كل الأدوات التي تعمل وفقاً لأجندات خارجية ويبقى فقط الاستمرار في التقويم الدائم لما تحقق من أهداف ثوراتنا وكيف ينبغي أن نصل إلى النموذج الأفضل بالاحتفال بها بعيداً عن الصراعات المختلفة سواءً كانت سياسية أو غيرها لأن أصحاب هذه الصراعات يُفترض أنهم قد احترموا انتماءهم، واسترشدوا ببوصلة الوطن، ولم يعد في قلوبهم ولا عقولهم ولا أرواحهم إلا الحفاظ على الهوية اليمنية وخدمتها بإبعادها عن التمزق والعمل على قطع الأيادي التي تحاول أن تمتد لتنال منّا ومن تضحيات الشهداء والمناضلين الذين كان همهم الأوحد الوصول إلى العيش تحت ظلال علم واحد.


ينبغي أن تكون احتفالاتنا في هذا العام مؤكدة على السير في سبيل تحرير الوطن من كل من يريد استلابه منّا، واختطاف دولتنا، والتمرد على شرعية اليمنيين، وعدم السماح للمفاجئات الواهمة بالظهور ووأدها في مهدها ليعرف أصحابها ومن يقف وراءهم أن اليمن يحافظ على تاريخه الوطني وعلى وجوده في أرض الجزيرة بالشكل الذي يقهر الأحلام القذرة ويمنعها من فعل رمي الوطن في أحضان الآخر. لأن وطننا ونحن لا نقبل كلانا إلا التعايش، والانسجام، والتناغم وفقاً لمقتضيات الإنتماء والافختار بالسعيدة التي عرفها الجميع عبر التاريخ مُصدرةً للحب، وداعيةً إلى الخير، وناشرةً للسلام، ومحافظةً على هوية الأمة.


ليَكُن احتفالنا بـ14أكتوبر تأكيداً أن اليمن الاتحادي الجمهوري لن يتعامل مع غير هذه الهوية ،وكل من يريد خيانتها ليس إلا جيفة ينفر منها اليمن واليمنيون وستبقى معزولةً إلا ممن يتبناها ويدعمها سواءً كان ممن يدّعي إنتماءه لليمن أو غير ذلك.


احتفالنا بهذه الثورة يُعد رابطاً مهماً لمنجزاتها ،وتواصلاً مع ثورة26سبتمبر وأهدافها رغم الظروف الصعبة التي نعيشها وبلدنا إلا أن قلوبنا تطرب لهذا التاريخ، وتتطلع عقولنا إلى رؤية اليمنيين يدافعون عن العلم الذي تشكلّ بعد معاناة طويلة ،وقوافل من الشهداء كبيرة مضت منذ قيام الثورتين 26سبتمبر و14أكتوبر ومازالت على الدرب حتى يُرفرف علم اليمن من جبال مرّان وحتى المهرة.
 
أكاديمي وسياسي يمني.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي