فيرجينا غامبا في مهمة قرار حوثي!!

د. عبدالحي علي قاسم
السبت ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٠٦ مساءً


بعد إدراج الحومة اليمنية في قائمة الأتهامات السوداء مثلها مثل أي عصابة تمارس القتل المعنوي والجسدي للطفولة، فإن الميزان الأممي يفتقر للأهلية المعيارية الكافية لتفاصيل الحقيقة وحيثياتها.
   فرجينيا هذه المرة يبدو أنها منوطة بمهمة تكفير، وطمس حصرية الحوثي لجرائم انتهاك روح الطفولة، وتوزيع دمها بين بين الحكومة وبقية العصابات الانقلابية على السواء. فهل نحن أمام عدالة أممية جانحة بفعل آلة العمل الميداني المجيرة لصالح الطرف الانقلابي؟

 

لا تعلم فيرجينا أن المجانين حتى لا يخفى عليهم من يزج بالطفولة في وادي الموت لقاء كلاشنكوف ومخزن ذخيرة؟ ومن هو راعي المزايدة والأب الروحي لمشروع القتل عبدالملك الحوزة ومليشياته؟ إن كانت مغيبة عن تلك الحقائق المتواترة فهناك إشكال في متغيرات الكفاءة الأممية وموظفيها. 


    غير معقول أن مصادر فيرجينا لا تستطيع أن تميز الوحوش الآدمية عن سواهم من الجماعات الوطنية الرسمية، وعن حيثيات، ودوافع تجارة الحروب بالأطفال، وإلا فتلك مهزلة مهنية لا تقوى عن تجنب كوارثها صرخة العدالة المتأرجحة، والمتهاوية في دهاليز الأمم المتحدة.


   كيف غاب عن فيرجينا غامبا أسس ومكونات التوجه الاممي في إدانة طرف الشرعية، وهي مناط الشرعية المعترف بها في المؤسسة الأممية، وحتى بدون جريرة مقصودة.


   أعتقد معظم الهيئات، والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني والحقوقي، تدرك أن الشرعية بريئة من انتهاك حياة الطفولة، وأحرص من فيرجينا الممثل الخاص للأمين العام على حمايتها من الوحش الحوثي،  بل وتقاتل في توعية أبناء الشعب بمخاطر الوقوع في شراك تعبئة ابن طه المزور، والمتخصص حصرا في قبض أرواح الأبرياء، وتحديدا فئة الأطفال. وما على فيرجينا سوى أن نحيلها إلى الزوامل التعبويةالحوثية للطفولة، وتحديدا أنشودة مع ابن طه، وسوف تدرك بسهولة من يقف خلف جرائم الطفولة ودوافعها التعبوية . 


   كان أيضا على فرجينيا قبل هفوتها العظيمة أن تستمع لمنطق   الحقائق، وتدقق عن كثب، وتكلف نفسها في جمع المعلومات من مصادر محايدة، ومسئولة وأن لا تستقي مدخلات  قراراتها ممن هو والغا في دماء الأطفال ومؤسساته.


   إن الخطيئة الكبرى التي وقعت فيرجينا في فخ تفاصيلها الخطيرة، أن مصادر معلوماتها طرف انقلابي هو سبب في ما آلت إليه البلد من كوارث، وهو ذاته من يمارس الجرائم المختلفة على أوسع نطاق، ويتستر في جرائمه بمنظمات معظم طواقمها محسوبين على هذه المليشيات، وحتى تقارير وزارة الصحة والمؤسسات الطبية التابعة لها هي في قبضة آلة التزوير والتضليل الحوثية. فهل المنظمة الأممية فاقدة لصواب المهنة المناطة بها؟ أو أن حكومتنا عرجاء في موافات فيرجينا غامبا الأمم المتحدة، وطاقمها المضلل بحيثيات وملابسات هذه الجرائم ومن هو المسئول الأول عنها.    


  ليس مهمتنا هنا أن ندافع عن بعض الأخطاء غير المقصودة والمأسوفة من قبل طيران التحالف، لكن هذا الأخير وحكومة الشرعية يتجنبون ما أمكن استهداف مجرمي الانقلاب المتمترسين بالساكنة الضحايا حفاظا على ارواح الناس.


فإن كان من مجرم حقيقي في أوساط الطفولة فهو الحوثي وأنصاره المجانين.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي