سبتمبر ثورة مستمرة

أمين المذحجي
الخميس ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٥٦ صباحاً

 

سبتمبر ثورةعظيمة لم تكتمل بعد ! 

لعل أهم ماحققته الثورة هو هذا الوعي السبتمبري التحرري الحالم بالمساواة والعدالة والنهوض الحضاري، والرافض العودة لكافة أشكال الإستبداد والقهر والتمييز والإستئثار. والذي تعزز أكثر بثورة فبراير السلمية، وهو ماكان قد إستنتجه الرئيس السلال قبل الثورة كأهم ركيزة للتغيير والتحرر من العبودية .
ولذلك نرى وهجه الأكبر في تعز العلم والثقافة والحرية.

كما غيرت الثورة كافة أوجه الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، ونقلت الشعب من حافة الهلاك إلى فضاءات الحياة ومعطيات العصر الحضارية.

كانت بداية الإنفجار العظيم لبركان الشعب الغاضب، لكنها لم تُحقق سوى الجزء اليسير من أهدافها !


فلم يتم التخلص من مخلفات الإستعمار والإستبداد، ولازال جزء منه في عدن والجزء الأكبر في صنعاء وصعدة ، ولم يقُم نظام جمهوري عادل، بل نظام قبلي مُستأثر، ولم يتم بناء جيش وطني لحماية الثورة ومكتسباتها، بل حرس عائلي قبلي، ولم تُزال الفوارق والإمتيازات بين الطبقات، بل رعية وأصحاب نفوذ ومشائخ فوق القانون..أحدهم دَعَس مناضل بحجم حسن مكي في الشارع وقتل حارسه ولم يحدث شئ.


لم ينشأ مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، بل مجتمع ديكتاتوري تنافري فاسد، ولم تتحقق الوحدة الوطنية على أسس صحيحة ، بل وحدة الضم والإلحاق والفود، ولم يتم إحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهذه أمثلتها لاتُعد ولاتُحصى، كمالم يكن هناك حياد إيجابي بل تبعية مُطلقة !

لقد نشأ إستبداد أخر بإسم الجمهورية ، وسيطرت فئات مُعينة على كل مقدرات السلطة والثروة، أوصلتنا إلى مانحن فيه اليوم.

 

ولعل وقوعنا في إطار المصالح الإقليمية والدولية، ودخولنا في قلب ذلك الصراع المستمر، هو ماحرف الثورة عن مسارها، وأجج صراع الثوار فيما بينهم من ثالث يوم بعد نجاحها، فصُفي الكثير وهُمش البقية، ليستولي عليها العصبويون الفاسدون وأصحاب النفوذ القبلي، الذين يكتوون اليوم بنار ذلك الإستئثار.

 

وأعتقد أن فيما حدث ويحدث سيكون درساً قاسياً لكل الطامعين المتكبرين الغافلين عن غضبة الشعب، ليعلموا أن جمهورية السبتمبريين البُسَطاء ليست تلك التي يتشدقون بها، وثورة سبتمبر الأم تولدت عنها ثورتي إكتوبر وفبراير، وسيستمر النضال حتى تتحقق كامل الأهداف.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي