ولعيدنا بشارات

موسى المقطري
السبت ، ٢٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً
 
كعادته ذات البهاء هلَّ علينا عيد الفطر بنفحاته ليختم موسم روحاني مثمر ، فيملأ الأنفس فرحاً باتمام الصيام ، والعيد جائزة للصائم ، وشعيرة من شعائر الله التي يجب ان تُعظَّم .
 
لاح العيد ناشراً بشائر الفرح ، رغم أننا في بلد غزت فرحته منغصات كثيرة ،  وقد يستسلم البعض لهذه المنغصات فيكسوه الهم ، ويصرفه عن الفرح بالعيد ، وما فيه من معاني البشر والتفاؤل ، فيسلب المهموم معه فرحة أهله وأولاده ، وهذا لعمري ليس الأقوم ولا الأنسب ولا الأعدل .
 
وقبل الخوض في البشارات فإن العيد هو شعيرة اسلامية يسن فيها الفرح لاستكمال تأدية ركن الصيام بعيداً عن اسقاطات الواقع ، وكما للمؤمن فرحة ساعة فطره بإتمام صوم يومه ، فإن له فرحة بتمام صيام شهره ، وذاك هو يوم عيده ..
 
ولنكن اكثر فرحا وبشراً ساضعكم أمام مجموعة من البشائر التي بها نمحو الهم ، ونودع القلق ، ونفرح بالعيد ، وننشر الفرحة في من حولنا .
 
يهلُّ عيد الفطر المبارك وهناك كثير من الأشياء قد تغيرت في واقع البلد ، وهي كفيلة ان تجعل المستقبل القريب والبعيد أفضل ، وما ينقصنا إلا استحضارها .
 
أول هذه البشائر أن هناك مشروع سلالي مقيت يجرى التحضير له منذ عقود تمت تعريته ودفعه للظهور  ربما قبل النضوج وساعدت ظروف محلية واقليمية في ذلك ، وربما لو تأخر في الظهور لكانت الظروف غير هذه ، وربما تمكن وما استطعنا له ردا .
 
فبعد ان استيقن المخلوع بانتفاء عودته للتحكم بمصير البلد وضع يده بيد أصحاب مشروع الحق الإلهي المزعوم ، فسلم لهم السلاح والإمكانات ، فاغتروا بقدرتهم على حكم البلد ، وكشروا عن انيابهم ، واستبشروا بتحقيق أحلامهم المشؤمة ، لكن الأقدار جائت بما ليس في حسبانهم ، وجرت الرياح بما لم تشتهي السفن ، فحرقت أوراقهم ، ودخلوا في معركة غير متكافئة نتيجتها على المستوى القريب والبعيد فشل مخططهم السلالي الهادف لحكم اليمن والتحكم بقدراته .
 
• أليس العيد أجمل ونحن نراقب فشل وتضاؤل هذا المشروع ؟
 
ليكن عيدنا أجمل وقد تحقق لنا بعضاً من مقومات الدولة المدنية العادلة ، وأهم تلك المقومات جيش وطني لايدين بالولاء لأسرة ولا لسلالة ولا لمنطقة ،  يحمي البلد وإنجازاته ومقدراته .
 
الجيش الوطني اليوم صار واقعاً ملموساً في المناطق الأهم ، والتي تستطيع تغيير المعادلة ، فمارب وتعز ومحافظات الجنوب كلها يحميها هذا الجيش مدعوماً بالمقاومة والحاضنة الشعبية ، كما أن قوة الردع لدى الجيش الوطني في تطور مستمر نتيجة التسليح والتدريب والرفد بالخبرات الميدانية ، ولم يعد الاعتماد وحيدا على تدخل الطيران لوقف تحركات المليشيات بل صارت القوات في الأرض رقماً صعباً ومرجِحَاً في كثير من الجبهات .
 
كان من الصعب جداً إنشاء مثل هذا الجيش لو لم يحصل ما حصل ، وسيظل جيش السلالة وحرس العائلة هما عنصرا الترجيح في أي تطورات سياسية ، وورقة رابحة لتجيير أي اتفاقات أو تصالحات لصالح السلالة المتحالفة مع العائلة .
 
دعكم بما رافق او قد يرافق هذا الانجاز من اخفاقات ،  مثله مثل اي عمل بشري ، زد على ذلك ظروف صعبة تمر بها الشرعية ليس اقلها شحة الموارد أو صعوبة التواجد على الأرض أو مخلفات النظام البائد ، ومخلفات الدولة العميقة .
 
في الإجمال هناك إنجاز يحب ان نرفع قبعاتنا احتراماً له ، ولكل الذين يبذلون جهودا مضنية لاتمامه كما يحب أن يكون .
 
• سيكون عيدنا أجمل ونحن نستذكر ونراقب هذا الانجاز المميز .
 
من بشائر العيد التي تزرع البسمة إجبارياً تحول المقاومة الشعبية من مجرد فكرة وقناعة الى سلوك جمعي يحترمه اليمنيون إجمالاً ، فالمقاوم أصبح في نظرة المجتمع بطلاً وهو كذلك بالفعل .
 
مقاوموا اليوم احسن حالاً من حيث التدريب والتجهيز والإعداد والأعداد ، وهم رديف للجيش  في حماية اليمن الجديد الذي تتشكل ملامحه الناصعة .
 
سنسعد بالعيد ونحن نلاحظ أن صور المقاومة وأشكالها تنوعت لتتجاوز العمل المسلح الى مقاومة افكار الجماعة السلالية وتعرية مخططاتهم ، ودعم مقاومة الجبهات ، والعمل الاجتماعي لردم الفجوة الاقتصادية في المجتمع عبر المبادرات الطوعية للأفراد والمؤسسات والجمعيات لرعاية الجرحى ، ودعم القطاع الصحي ، ورعاية أسر الشهداء ، ومساعدة النازحين والمتضررين .
 
كل هذه الأنشطة وغيرها كثير هي صور  للمقاومة كمشروع وفكر وليس كفعل فقط .
 
هذا كله سيضمن أن الشعب يستطيع حماية منجزاته ، ومقاومة اي مشروع حالي أو لاحق يحاول الاستئثار بقرارات ومقدرات البلد لخدمة مشروعة الشخصي او العائلي او السلالي .
 
• سيكون عيدنا فرائحياً اكثر ونحن نستحضر هذه القيمة الرفيعة .
 
الستم معي أن وراء كل ابتلاء نعمة ، وخلف كل إخفاق نجاح ، وبعد كل صبر جائزة .
 
في مجمل الحال فالشرعية بذراعيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هي أفضل بكثير من ذي قبل ، وهناك جهود تُبذل لتأسيس دولة ذات مدلول وطني واسع ، والقصور في الأداء الإداري أو الارتبارك لحكومة الشرعية ظاهرة طبيعية ترافق أي تأسيس ، وليس من الحكمة أن نَعمى فننظر لنصف الكاس الفارغة وننسى النصف الممتلئة .
 
هناك بشائر كثيرة أتت متزامة مع هذا العيد ، ونظرة متأنية وتفكير عميق منك عزيزي القارئ سيجعلك أفضل حالاً ، وأكثر فرحة واستبشاراً .
 
عيدكم مبارك ، وايامكم سعيدة ، ودمتم سالمين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي