"عرفات" الذي استشهد قائماً

موسى المقطري
الثلاثاء ، ١٩ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٠٥ صباحاً
في تاريخ الأمم والشعوب أسماء صنعت تاريخاً ناصعاً ، وفي تاريخ الثورات ثمة أرواح ارتقت لكنها فتحت للشعوب أبواباً يطلون منها على مرتع الحرية الخصب .
 
"عرفات طه ثابت المقطري" ينتمي لرواد الحرية الذين ارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة في جبهات مقارعة الانقلاب الغاشم .
 
الشهيد عرفات انضم للجيش الوطني (اللواء 35) ، وفي جبهة حيفان حمل راية الشرعية عالياً ، ونبذ الخوف وتاقت نفسه للعيش الحر ، أو الشهادة تحت ظل البنادق .
 
عرفته منذ سنوات دراستنا الأولى في قريتنا "المدجرة" ثم فرقتنا الأيام وباعدت بيننا السنون ، لكن داعي الحرية جمع روحينا من جديد ، فأنكرنا ما قام به الانقلابيون ، ووجدنا أنفسنا نجتمع مجدداً في جبهة الشرعية أرواحا لا أجساداً .
 
استشهد عرفات قائماً شامخاً كقلعة المقاطرة التي تربى بجانبها ، مقبلاً غير مُدبر ، رافعاً راية الحق في وجه الباطل ، مؤمنا بأن الروح مستقرها السماء ، والشهادة هي خير ما يختم الإنسان حياته بها .
 
عرفتُ من رفاق عرفات مَن هرب حين حمى الوطيس ، لائذا ببيته ، محتمياً بزوجته وولده ، لكن عرفات كان الأكثر  شجاعة ، والاصدق في طلبه للشهادة، ورابط في جبهته لأشهر حاملا سلاحه ،  وكانت ضربات المدفعية التي يجيدها توجع المليشيات ، وتفرق جموعهم ، وتوقع فيها القتلى والجرحى .
 
ولأن الشهادة شرف ، والشهداء هم خير الناس ، فأنت يا عرفات تاج راسي ، ودمك الطاهر سيزهر حرية ، واليد التي وهبتك أسباب الموت لاتدرك ان روحك مطمئنة بما نالت ، وأن موتك هو سبب لحياة الكثير .
 
نحن بعدك ياعرفات الموتى وانت الحي ، والوطن الذي وهبته دمك الزاكي يستحق منا أكثر ، وإنَّا على دربك ماضون وإن اختلفت الجبهات ، وتنوعت صور المعارك .
 
ومليشيات الحوثي وصالح قبل ان تقتلك اقترفت من الجرائم ما يجعل نضالنا ضدها شرعياً ، ووقوفنا في وجهها واجبا دينياً ووطنياً ، وادرك ان ذلك ما جعلك تتوجه للجبهة .
 
لروحك التواقة سيدي أرسل آيات فخري واعتزازي بما فعلت وقدمت لأجلنا ، ستفتخر قريتك "المدجرة" بما فعلت ، وسيتذكر الصغار رجلاً ضحى بروحه نصرة لقيم الحق والخير والحرية، وستتذكرك عصافير الصباح كأنشودة حرية لا تمل من ترديدها ، وسأبكيك - كعادتي- دمعا لا يجدي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي