انقلاب تركيا !!

صدام الحريبي
السبت ، ١٦ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٠١:٢٧ صباحاً

سأتحدث وباختصار شديد عن تحليلي الواقعي لما حدث وبدليل الواقع والمنطق ولكم أن تحكموا ..

أولاً هل يستوعب عقل أن يتم انقلاب عسكري في لحظات ، وعلى نظام ذكي وقوي لم تقدر عليه أعتى أنظمة العالم لا عن طريق داعش ولا الأكراد ولا العلمانيين ولا جماعة فتح الله غولن المتجذرة في هذا النظام ؟

 

هل يتوقع أن يحدث انقلاب وما زال الرئيس ورئيس حكومته يصرحون على القنوات وهم يسرحون ويمرحون في الأراضي التركية ؟طبعاً ما حدث من وجهة نظري وقد تكون صائبة أو خاطئة بأن ما حدث هو بضوء أخضر من حزب العدالة والتنمية ..

 

فقبل أشهر قليلة أزاح الحزب العقل المفكر ورجله الديبلوماسي الأول داؤود أوغلو وأشاع بشكل غير مباشر بأن هناك خلافات حادة بين أردوغان ومناصريه وأوغلو ومناصريه ولم يحدث شيئاً من ذلك ، وبعدها حصل التطبيع مع اسرائيل والاعتذار لروسيا وهي خطوة مفاجئة كذلك من نظام حزب العدالة والتنمية ، واليوم يتم الإعلان عن محاولة انقلاب وفي نفس الوقت يتم إشاعة خبر نجاح الانقلاب ..

 

دعونا نسرح قليلاً .. لاحظوا معي ، في الدقائق الأولى نشرت قناة العربية الموالية للإمارات ألد أعداء تركيا أخبار تتحدث عن نجاح الانقلاب ، وبعدها عادت لتتحدث عن محاولة الانقلاب وليس الانقلاب ، وهذا يدل على أن أعداء تركيا لا يعرفون عن أي انقلاب ، وكذلك وسائل الإعلام الغربية وغيرها .. (هذا مثال بسيط عن عدم دراية أعداء تركيا بما حدث ، ﻷنه إن كان هناك انقلاب فسيقوم رواد الانقلاب بالتنسيق مع معظم أعداء تركيا خصوصاً العرب ودول أعداء تركيا بدورها ستدفع بإعلامها بكل قوة)..

 

باختصار شديد يبدو بأن ما حدث هو بفعل فاعل حتى يتسنى لأردوغان ونظامه الضرب بيد من حديد على حلفائه السابقين الذين مكن لهم في مؤسسات الدولة والجيش فانقلبوا من حلفاء إلى أعداء وخصوم "جماعة فتح الله غولن" ، وكذلك العلمانيين ومرتزقة الإمارات وبعض الدول التي تكن العداء لتركيا ..

 

يبدو كذلك أن النظام التركي روج لهذا الانقلاب بعد أن عرف كل الخائنين في المؤسسات والجيش ولذلك قام بهذه الحركة من أجل التخلص منهم قانونياً ، فخطوة نظام أردوغان في التطبييع مع اسرائيل والمصالحة مع روسيا هي من أجل أن يأخذ استراحة محارب بالنسبة لصراعاته مع أعدائه الخارجيين والتهيؤ لأعدائه الداخليين وتربيتهم . 

 

كذلك تحدث أردوغان عبر سكايب من خلال التلفون وكذلك دعوته لشعبه إلى التجمهر والظهور بمظهر الفاقد للسلطة وتقمص بعض الوقائع التي حصلت مع الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي خصوصاً التصوير عبر الهاتف ليتم إيهام الخصوم بتصديق حدوث اختلالات ومشاكل في تركيا هي من تعزز شكوكنا بأن ما حدث هو ليس واقعاً ، ومع كل ذلك الأيام ستتحدث هل هناك انقلاب أم شيء لا دخل له بالانقلاب ..

انقلاب في دقائق ولحظات ، لم تسقط فيه قطرة دم ، هو انقلاب سياسي مدروس والله أعلم ..

 

هذا رأيي وقد أكون تسرعت ، لكن القادم سيتحدث وسيكشف لنا الكثير وكل الأسرار والخفايا . 

دام اليمن وتركيا وسائر بلاد المسلمين وكل ذو ضمير أحرار أباة ولا عزاء لأعداء الإنسان ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي