هزة يحتاجها اليمنيون

موسى المقطري
الاربعاء ، ٢٥ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٠٨ مساءً
كَثُر الحديث عن هزة أرضية شعر بها اليمنيون في مناطق متفرقة ، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فسأتحدث عن هزات من نوع أخر يحتاجها اليمنيون ، بل هم في أشد الحاجة إليها .
نحتاج في اليمن هزة ضمير قوية تتعدى مقاييس الهزات المعروفة ، نحتاجها لتجتاح شرائح متعددة من اليمنيين لتصلح الحال وتعالج الخلل .
 
نحتاج لهزة ضمير تجتاح عقول وقلوب أمراء الحرب ، وتجار الموت ، خريجي مدارس الكهوف ، والآتين من مستنقعات الحقد والانتقام ليوزعوا الموت والدمار في جنبات هذا الوطن .
 
نحتاج لهزة ضمير تستهدف اللذين يلغون عقولهم ليصبحوا أدوات لا تفكر بيد سادتهم وكبرائهم ، فيرمون بهم في حلبات الموت ، وهم فيها إما قتلة ناجون مطاردون بأوزارهم ، او مقتلوين بنهاية سيئة .
 
هزة ضمير من اللازم ان يشعر بها الأغبياء الذين تحكَّموا بمصير الوطن استجابة لأطماع خارجية ، ورغبة مقيتة في الإستيلاء على مؤسسات الدولة ، ونهب لإمكانات ومقدرات البلد ، واحتياطاته النقدية ، فانتهى بنا الحال بانهيار اقتصادي ، وتدني قيمة العملة الوطنية ، وارتفاع مخيف للأسعار .
 
نحتاج لهزة قوية تعيد لمن يدَّعون الحياد عقولهم ، وللصامتين قدرتهم وحريتهم في إتخاذ موقف يبيِّضون به وجوههم أمام الله والناس .
 
هزة ضمير كبرى يحتاجها مسؤلو حكومتنا الشرعية التي رغم تقديرنا للظرف التي تواجهه ، والوسط الذي تعمل فيه ، إلا أن فرص تواجدها وبسط نفوذها على الأرض لابد أن تتوسع بأساليب احترافية تعالج الخلل ، وتراعي الظرف ، وتثبت الوجود .
 
هزة ضمير يجب أن تحصل في الوسط الاجتماعي تنبِّه الجميع لضرورة التكافل في هذا الظرف الصعب ، سواءً كانوا افراداً ، أو مؤسسات وجمعيات خيرية ، أو مبادرات طوعية  .
يجب على الجميع توجيه الجهود ومضاعفتها لمعالجة احتياجات المتضررين ، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة ، وسد الفجوة الناتجة عن الظرف القائم .
 
الوسط التجاري بما فيه من شركات كبرى ، وتجار وموزعين يحب ان تشملهم هزة الضمير ، ليخصصوا جزءً معقولاً من أرباحهم المهولة لخدمة المجتمع الذي يعملون فيه ، وتحقيق مبدأ المنفعة المتبادلة ، والاتجاه لدعم وتبني مشروعات لذوي الدخل المحدود و المعدمين تأمن لهم العيش الكريم ، وتنقلهم من خانة الفقر إلى خانة الإكتفاء كحد أدنى  .
 
أملي أن تصحو ضمائرنا وتهتز أمام ما يراد بنا وما نحن فيه ، وشعبنا له قدم السبق في كل خير ، وبتشابك الأيدي سنجتاز المحنة بإذن الله .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي