لاعبون من خلف الستار

أحمد محمد مرشد
الاثنين ، ٠٩ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٤٦ مساءً

لازال زلزال إقالة بحاح من قِبل  الرئيس هادي يواصل إرتداداته بأشكال مختلفة تختلف من حيث القوة من شكل إلى آخر .

آخر هذه الإرتدادات ما حدث ومايزال يحدث في عدن من نهب أموال ، وانتهاك حقوق ، و ترحيلٍ مخالف لأصحاب المهن البسيطة من أبناء الشمال  من لحج وعدن بطريقة عشوائية مخالفة للأعراف والقوانين المحلية والدولية بحُجة تأمين مدينة عدن .

ظاهر الطرد "إحتياطات أمنية"  كما يقول مناصروه ، وباطنه "ردٌ"  على قرارات هادي ، ومن يتتبع وضع عدن في مختلف المجالات يجدها في تدهور مستمر ..

 

حالات الإغتيالات اليومية التي تحدث بعدن مستمرة جراء الإنفلات الأمني الموجود بالمدينة . والمراقب للإنفلات الأمني يلحظ عدة أمور منها أن من تم القبض عليهم  هم ممن ينتمون الي المحافظات الجنوبية ، ولهم علاقة بمخابرات عفاش وقيادات الحراك كحلمي الزنجي ، وقد تم إطلاق سراح بعضهم رغم ثبوت ما نُسب إليهم ، كما أنه لم يتم إلى الآن القبض على أحد من الشماليين وتم تقديمه إلى المحاكمة بتهمة الإغتيال أو التفجير ، والأمر الآخر أن جميع من تم إغتيالهم هم ممن قاتلوا الحوثيين بشراسة،  كالشيخ العدني والراوي و وهاد،  وقبلهم محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد وكان لهم دور  كبير يعرفه القاصي والداني داخل عدن في قيادة معارك المقاومة ضد الحوثيين. بالمقابل لم تطال هذه الإغتيالات أحد من قيادات وأفراد حراك طهران غير تلك المحاولات التلمعية لإغتيال عيدروس وشلال والتي ينجون وسينجون منها دائماًً كأبطال أُسطوريين بل إني أشك أن تلك المحاولات تم ترتيبها لتكون سياجاً واقياً لهما من ردة الفعل التي ستصاحب ما قاما به في عدن ضد أبناء الشمال وصرف الأنظار عن عجزهم في تحسين الوضع الخدمي للمدينة .

هناك على الأرض شُغل إقليمي منظم واجهته الحراك الذي يتحرك أفراده بأوامر من "حاكم خفي"  للمدينة في ظل الغياب الغير مبرر للمحافظ ومدير الأمن عنها ، وما ذكره الإعلامي أحمد سعيد على صفحته بعد زيارته هو ومجموعة من الإعلاميين والحقوقيين لإدارة أمن عدن وما سمعه هناك من ضُباط الأمن والبحث الجنائي ، يؤكد حقيقة أن لعدن "حاكم" من خلف الستار له كلمة الفصل في المدينة ..

 

يبدو أن مهام هذا الحاكم المدعوم من أطراف إقليمية وإنقلابية وعبر أدواتهم المتمثلة بالحراك  هو تخفيف الضغط السياسي على الإنقلابيين بعد تعنتهم ورفضهم الدخول في مناقشات جدول الأعمال ، وما سببه ذلك لهم  من لوم قِبل  أطراف دولية ، من أجل ذلك أمر مرتزقته بمطاردة البسطاء من أبناء الشمال بحُجة واهية، والأمر لا يتوقف عند تخفيف الضغط على الإنقلابيين ، بل  يـُقصد به كذلك إستفزاز الرئيس هادي كي يصدر منه ردة فعل على مايحدث في عدن عبر قرارات يتم رفضها بحكم القوة التي يمتلكونها على الأرض وضعف الجانب المؤيد للشرعية نتيجة لما طالهم من قتل وغدر..  وبالتالي إظهار الرئيس هادي بمظهر العاجز الذي لا حيلة له ، وأن قراراته لا تساوي الحبر الذي كُتبت به ، وإحراقه سياسياً في الداخل والخارج وتحميله المسؤولية التأريخية عن تقسيم اليمن وتحويله إلى شخصية غير مرغوب فيها حتى ممن وقفوا معه من القوى السياسية اليمنية أو من دول التحالف كالمملكة ..

 

أعتقد أن الرئيس هادي يدرك ذلك تماماً لهذا على هادي والمعروف بنَفَسه السياسي الطويل وطاقمه أن يكونوا حذرين عند إصدار أي قرارات قادمة ، ولابد من إعادة ترتيب الأمور بعدن بعيداً عن وسائل الإعلام بحيث تصبح يد الحكومة هي العليا ويكون بمقدورها فرض ماتشاء  ولن يحدث هذا إلا عبر اختيار شخصيات تمتاز بصفتين اثنتين الأولى الكفاءة المهنية والثانية أن تكون مأمونة الجانب بحث لا يتكرر ماحدث من تعيينات في السابق اتضح فيما بعد أن من تم تعينهم كانوا كارثة على شرعية هادي ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي