وسيظل الهوى جنوبي

موسى المقطري
الاثنين ، ٠٩ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً
لطالما كانت عدن وأخواتها المرسى المفضل لكل المشاريع الوطنية الناجحة التي أحدثت تغييراً ايجابياً في تاريخ هذا البلد ، والتاريخ يحدثنا أن عدن ظلت لعقود ملتقى الثوار ، ومدرسة الأحرار من مناطق الشمال خلال مرحلة الكفاح ضد الكهنوت الإمامي .
 
في الطرف الأخر شكلت تعز الحاضن والمدد للثوار في مرحلة الكفاح ضد المستعمر البريطاني ، وأقيمت معسكرات التدريب لثوار 14 أكتوبر في منطقة الحوبان ، وظلت المناطق الحدوية في كرش والصبيحة والقبيطة وقعطبة هي الطرق الأمنة لوصول الاسلحة للثوار في عدن واخواتها .
 
دارت الأيام وتوحدت اليمن أرضاً وإنساناً ، وابتليت اليمن بعدة نكبات أكبرها صالح وأخرها مليشيات الحوثي ودخلنا في "معمعة" أفقدتنا أهم أساسيات الحياة في هذا البلد وهو هيبة الدولة الوطنية .
 
ما حدث في عدن من ممارسات ضد أبناء محافظات شمالية هو أحد وجوه فقداننا للدولة الذي تؤصل المعنى الحقيقي للوطن الذي يتسع للجميع ، وهذا برأيي هو أمر عارض ، وتصرف مستعجل ، وسوء تشخيص لمما تعانيه عدن أو سواها .
 
اليمنيون ككتلة واحدة في الوقت الحالي ليس لديهم إلا عدو واحد تمثل في مليشيات أسقطت الدولة ، ونهبت الاسلحة ، وقتلت الأبرياء ، وكل ما حدث ويحدث بالحبيبة عدن والغالية تعز هو نتيجة لهذا الفعل .
 
لا يجب اطلاقاً ان تنحرف البوصلة ويترك لأصحاب المشاريع الصغيرة استغلال الأحداث والسعي لتحقيق أحلام مستحيلة هادفة إلى الايقاع بين اليمنيين كشعب واحد مُعْتَدى عليه .
 
المستفيد الوحيد بالتأكيد وعلى سبيل العجلة هم مليشيات الحوثي وصالح ، واسرع نتيجة حصلوا عليها هو حَرف تركيز الاعلام وحديث الناس عن عرقلاتهم للحوار في الكويت الى الحديث عن ما حدث في عدن لابناء تعز والمحافظات الشمالية الأخرى .
 
أكاد أجزم أن أيادي خفية لازالت تدين بالولاء للحوثيين وصالح لازالت تمتلك صلاحيات في اتخاذ القرار في عدن ، وهذه الأيادي هي التي دفعت باتجاه هذه الخطوة المشؤمة مستغلة هشاشة مؤسسات اتخاذ القرار في مؤسسات الدولة القائمة .
 
طوال الساعات اللاحقة للحدث قرأتُ كلاماً جميلاً كتبتهُ شخصيات جنوبية أعاد لي الامل أن عارضا كهذا سيتم تجاوزة بفعل صوت العقل الذي ارتفع ليشكل علامة فارقة تعيد اللحمة وتتجاوز الأزمة .
 
سيظل هوانا جنوبي ممتد في العمق الإستراتيجي لهذا الوطن المكلوم ، وسنعبر عنق الزجاجة وأيدينا بأيدي بعض يسبقنا مصير واحد نكافح لجعله أجمل ، ومستقبل نحيكه ليصبح افضل .
 
سلام وتحية لأصوات العقل في جميع القوى الجنوبية ، وفي مؤسسات الشرعية ، ولكل حرف منصف ، وقلم يكتب لاجل الوطن بالمعنى الأشمل .
 
دمتم سالمين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي