حول خلافات "تركيا"

صدام الحريبي
السبت ، ٠٧ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً

 يرى البعض بأن خلافات عاصفة اشتدت بين "أردوغان" ورفيق دربه "أوغلو" نتج عنها استقالة الأخير "أوغلو" من منصبه بسبب تعنت "أردوغان" وتدخله في أعمال الحكومة والحزب ..

 

لكن من وجهة نظري بأن ما حدث هو عكس ذلك ، ليس ﻷن الأتراك معصومين ولا ﻷنني أتعاطف مع "أردوغان" والنظام التركي ، لكن العقل والمنطق يقولان بأنه وفي هذه الظروف الصعبة لا يمكن لذلك أن يحدث ، فالجميع اليوم يتكالب على "تركيا" ويريد أن يرديها صريعة ، فكيف لعقلائها أن يختلفوا ويصل خلافهم إلى هذا الحد ، وكيف فكر الفروفيسور "أوغلو" قبل الإعلان عن تقديم استقالته بما سيؤول إليه الوضع في ظل الحرب الباردة والمؤامرات الكبيرة التي تحاك ضد بلده ، وما الذي ضمن ل"أوغلو" والنظام التركي أن أنصار "أوغلو" ومحبيه لن يخرجوا إلى الشارع رفضا لقرار الاستقالة ، بل وإن كان فعلاً هناك صراع بسبب أن "أردوغان" قد تحول إلى ديكتاتور كما يتحدث البعض فما الذي يضمن أن لا يثور الشارع ضد النظام وبالتالي يستغل أعداء "تركيا" الوضع وينتهزون الفرصة ويثيرون المشاكل وهم على استعداد تام لدفع مليارات الدولارات مقابل انهيار النظام التركي الحالي ﻷنه نظام إسلامي معتدل انقض عليهم تحت عباءة العلمانية ..

 

لنسم الأشياء بمسمياتها ، ولا نتسرع ، فالأمور واضحة وهم ليسوا حمقى لهذا الحد ، وسيأت اليوم الذي نرى فيه كم كانوا هؤلاء أذكياء ، فإن كانت هناك ذرة من صراع أو حتى خلاف كبير بين الرئاسة التركية والحكومة فإن أعداء "تركيا" لن يهدأ لهم بال حتى يعملوا على توسيع دائرة الخلاف وإشاعة الفوضى والفتن والعمل بأي ثمن من أجل غليان الشارع التركي عبر آياديهم واستخباراتهم هناك ..

 

حفظ الله كل بلاد المسلمين .. ومساؤكم سلام ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي