اليمن .. أوجاع لا تنتهي !!

أسماء الشيباني
الثلاثاء ، ٠٣ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٢:٤٩ مساءً

وما تزال رحى الحرب تدور وتزداد مساحات طحنها كل يوم مخلفة دماراً وركام وأنات ثكالى وصراخ أيتام..  معاقون ومقعدون.  وبين هذا وذاك تبدأ آثار أخرى  بالتراكم لتنفجر بعد حين في تهديد حقيقي للمجتمع اليمني والبنى التحتية له..

حالات الجرحى الذين تعرضوا لإعاقة دائمة وضحايا الأمراض المزمنة الذين كانوا في مراحل استقرار نسبي..  والمبتلون بالأمراض الخبيثة الذين كانوا على خط شفاء.. ثم وبسبب الحرب والحصار المفروض على البلاد ككل وتدمير المرافق الخاصة بهم..  تراجعت حالاتهم وتدهورت حتى وصلت بالبعض إلى نقطة الصفر إن تركت أرواحهم دون اجتثاث..

( 643) حالة مقيدة فقط ضمن وفيات مرضى السرطان في سجلات مركز الأمل لعلاج الأورام تعز خلال فترة الحصار الخانق..  الذي ما يزال يطوق المدينة ببراثنه فيخنق الأمل يوماً بعد يوم.. 

هذه الحالات هي التي تمكنت من الوصول إلى المركز وتمكن من إثباتها من حالات تتجاوز 5600 حالة يشرف على علاجها ومتابعتها في محافظات خمس تحيط به.. ... فكم هي الحالات التي لم تتمكن من الوصول وكم هي الحالات التي استجدت...  وكم....  وكم...  وكم؟؟؟

 

هذا في فئة واحدة فقط هي مرضى السرطان  فكيف بالبقية في الفشل الكلوي و أمراض القلب والدم..  والأوبئة؟؟؟!!!

 

نحن نفقد ثروتنا الحقيقية بشكل كارثي ومتسارع..  وعلى المدى البعيد كذلك إن لم يكن بالموت فبالمعاناة والمرض والقهر والخذلان..

هذه الحالات التي تشكل عبئا حقيقياً في المراحل الحالية تكوّن قنبلةً موقوتةً في المراحل القادمة..  وتستلزم عناية خاصة منذ الآن تتدارك المخاطر المترتبة قبل حدوثها..

تستلزم الاستعداد وتهيئة المرافق والمواد الطبية المطلوبة قبل استفحال الأمر،  فليس من المجدي البكاء على الأطلال والندب في جنازة وطن..

 

أجراس الخطر تقرع وبشدة في أرجاء وطنٍ تعددت مآسيه فنسينا في غمرة انشغالنا أصحاب المآسي الدائمة..  ومن هنا فالضرورة القصوى تتجه نحو المرافق الصحية بالدرجة الأولى والعاجلة..  بتوفير العلاجات والمستلزمات والأطباء حتى لا تتراكم الأوبئة  والأمراض وتشتعل أجراس الخطر حين لا يجدي الصدى..  فينتج مجتمعٌ ضعيفٌ في بنيته..  مستنزفٌ في قواه.. 

مجتمعٌ طحنته الحرب واستفرد به الداء فصار معلول الجسد..  معلول النفس..

 

#في_الأفق

إن لم تضطلع الحكومة بدورها ومسؤلياتها في استدراك الوضع الصحي المتدهور فلا نداءات الأمم ولا المنظمات ولا صراخ المعنيين سيجدي...

من المهم أن تسعى الحكومة بالتوازي لتحرير الجسد من الأمراض كما تسعى لإستعادة الشرعية وبسط النفوذ..  ماذا وإلا فما الجدوى من حكومة دون مواطن؟؟!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي