قرارات مسؤولة شكراً سيادة الرئيس

علي البكالي
الاثنين ، ٠٤ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠١:٥٠ صباحاً

كان المستقبل يبدو لي أشبه بحلقة مغلقة لكني صرت الآن أكثر تفاؤلاً من ذي قبل،أكدت لي القرارات الجديدة التي إتخذها الرئيس هادي جديته وإلى جواره يقف التحالف العربي في استعادة الدولة اليمنية المغصوبة.

كانت المرحلة الأولى عموماً تتصف بالضعف والصراع حتى داخل جهاز الحكومة الشرعية.

ربما إنتقل إليها المرض بفعل قانون الإنعكاس الطبيعي.أو ربما كونها كانت لا تزال آتية من موروثات يوم الإنقلاب وسقوط صنعاء.

 

كان ينبغي على الرئيس هادي أن يحدث تغييراً جذرياً في الحكومة منذ لحظة خروجه إلى عدن أو إلى الرياض.

لكنه كان محكوما بكثير من التناقضات والتوازنات داخلية وخارجية لا يستطيع تجاوزها.

كان البعض وبإيعاز من المخلوع والانقلابيين يعمل جاهداً على زعزعة الثقة بين الرئيس والمخلصين من بعده أمثال الفريق محسن وغيره.

تعيين الفريق محسن نائباً للرئيس والدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء يأتي خطوة هامة واستراتيجية في هذه المرحلة، خاصة في ظل التوجه نحو الحوار مع الانقلابيين، فهما من أبرز الشخصيات الوطنية المتزنة والمسؤولة في صف الشرعية، كما أن لهما تأثيرهما البارزعلى جغرافيا الوطن شماله وجنوبه.

قرارات الرئيس هادي بتعيين الفريق محسن نائبا للرئيس والدكتور بن دغر رئيساً للحكومة تبدو قرارات مسؤولة وتاريخية.

تعرفت على الفريق محسن عن قرب في العام في العام 2013م في مقر عمله بالفرقة الأولى مدرع، جمعني به لقاء خاص بشأن تغيير محافظ محافظة ريمة، تحدثت معه عن هموم أبناء المحافظة ومشكلاتها التنموية والمعيشية إلخ.

ووجدته أكثر إلماماً من غيره، لكنه بطبيعته المسؤولة يصمت ليسمع أكثر مما يتحدث.

ثم جمعني به لقاء آخر في نفس الشهر حين إلتقى بوفد من شباب ثورة 2011م تحدث فيه كلاماً مقتضباً ومسؤولاً دون إبراز خصومة لأحد، ومن يومها أدركت أن الرجل ليس لديه مشكلة من عقد النقص التي تدفع بعض المسؤولين للمبالغة في المدح أو القدح في تعلقهم بالشخصيات، وها هي الأيام تثبت أنه مع الوطن يدور حيث دار.

أقول هذا الكلام لا مجاملة ولا رياء ولكن من زاوية الإنصاف وحسب.

أما الدكتور أحمد بن دغر فأول من حدثني عنه وعن حكمته هو الشيخ محمد علي العمري أحد شيوخ مأرب في ساحة التغيير بصنعاء في العام 2011م، حيث كنا نفكر في رجل رشيد يقود حزب المؤتمر بمنأى عن ملكية صالح.

قال لي الرجل ثمة قائد سياسي حكيم في المؤتمر يستطيع إنقاذ الحزب من مخالب صالح، وإنقاذ اليمن بالمؤتمر نفسه بعد ذلك، إنه الدكتور أحمد بن دغر.

طلبت منه أن نقوم حينها بزيارة الدكتور بن دغر فوعد بذلك ولكني لم أتوفق في زيارته.

إلتقيت الدكتور بن دغر في الرياض بعد وصوله لتأييد شرعية الرئيس هادي وحكومته الشرعية، تحدثت معه بشكل مقتطف عن بعض قضايا اليمن ومشكلاته، ثم التقيته ثانية وثالثة للحديث عن دور الفكر والثقافة في استعادة الدولة وترسيخ القانون وإذابة نزعات التعصب والتطرف وتحقيق السيادة.

لم أجده فقط مثقفاً واسع الخيال لكني وجدته أيضاً سياسياً حكيماً يتحدث بمسؤولية متناهية، لا يحمل الضغينة ولا يميل إلى التعصبات الهوجاء ولا يشخصن المشكلات والقضايا، جل اهتمامه منصب حول الدولة والقانون والمواطنة المتساوية.

نبارك للفريق محسن تعيينه نائباً للرئيس ونبارك للدكتور بن دغر تعيينه رئيساً للحكومة، ونبارك للرئيس هادي وجود هذا الفريق الأكثر حنكة وإخلاصاً إلى جواره في هذه اللحظة.

ونؤكد دعمنا وتأييدنا لقرارات الرئيس هادي وشرعيته وللحكومة الشرعية بقيادة الدكتور بن دغر في استعادة الدولة المغصوبة.

ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي