ايها المزاحمون والمتسابقون نحو الكويت لن تسقطوا شرعية هادي

أديم علي
السبت ، ٠٢ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٤٨ مساءً

تعالت الاصوات وارتفعت الابواق التي كانت بالامس خافتة ولا نكاد نسمع منها الا همساً وهي اصوات عهدناها في السابق لاتتميز الا بالشطط والقفز على الواقع والبعيده عن المنطق، نفس تلك الاصوات كانت بالامس تصول وتجول وتفبرك بطولات وهمية لدغدغة المشاعر لدى ابناء الجنوب وهنا احب ان اعطي مثالا حيا اذكر به اخوتي الجنوبيين عندما بدأ الاعداد لمؤتمر الحوار الوطني، حيث ارتفعت تلك الاصوات رافضة المشاركه في ذلك الحوار قطعيا دون ابداء اسباب منطقية واضحه رغم رعاية الامم المتحدة ومجلس تعاون دول الخليج العربيه للمؤتمر. ولم يقتصر الامر على مجرد الرفض المطلق بل وتعداه الامر الى تخوين كل من شارك في ذلك الحوار بل ان هناك من قام بحفر القبور للمشاركين في ذلك الحوار الذين وصفوا باسوأ الاوصاف التي لايليق هنا ذكرها. لكن شجاعة من شارك في الحوار فاقت كل التوقعات فقد حملوا على عاتقهم هموم قضيتهم العادله  قضية شعب الجنوب الذي قدمته قيادته ارضا وانسانا وثروة في مشروع ( وحدة اليمن ) دون مشورته فتعرض للغدر والانقلاب عليها من الطرف الاخر.

 

وبدأ الحوار مشواره الذي قاد دفته بكل اقتدار الرئيس هادي ونخبة  من خيرة ابناء بلادنا. ومع بدايته بدات خفافبش المؤمرات والعابثين بمصائر الشعب في الضرب بمعاولها الهدامه واطلاق دعاوي التشكيك بمستقبل نتائج الحوار والحكم المسبق بفشلها. الا ان ذلك لم يثن المشاركين من السير الى الامام في الحوار وامكنه احراز العديد من النجاحات وانتزاع افضل مايمكن من مكاسب مما ترتب عليها ادراج القضية الجنوبية في العديد من بيانات مجلس الامن الدولي وقرارته مسجلا بذلك اعلى مستوى من النجاحات التي لم يستطع بلوغها من قبل. ولكن للاسف لم تتعض تلك الاصوات بل استمرت في محاولة دغدغه مشاعر البسطاء من الجنوبيين فاطلقوا حملات التشكيك في تلك النجاحات بل ووصل بهم الحال لتسيير مظاهرات تنديد وشجب لما يدور بجلساته، فكلما حقق الجنوبيون في الحوار انجازاً كانت تعلو تلك الاصوات اكثر واكثر الى حين بلوغ الحوار خاتمته وحان وقت الحصاد وبدء التنفيذ. فبدأت اوكار المؤمرات في حبك فصولها بهدف تعطيلها وزرع الالغام في طريقها لعرقلة سير تنفيذها والانقلاب عليها، وكان ماكان ونسيت تلك الاطراف ان من رعى ذلك الحوار هو المجتمع الدولي ومجلس تعاون دول الخليج العربي.. بل امتد الامر الى الانقلاب على الشرعيه ممثلتة بالرئيس هادي كراعي وطني لهذا المشروع الكبير.. ولم يتورع العابثون في احتجازه  والاساءه اليه.. وهنا جاء القول الفصل باعلان انطلاق عاصفة الحزم لنجدة اليمن من ظلم وعدوان الانقلابيين. ولقد حققت عاصفة الحزم ومن بعدها اعادة الامل اهدافها المرسومه مترجمة انتصارات عظيمة سوف يسطرها التاريخ باحرف من نور فخفتت تلك الاصوات مذهولة ً غير مصدقة ما يحصل فقامت بعضا منها باجراء تقييمات واقعيه وغيرت مواقفها وساعد ذلك على تقربها من الرئيس هادي وحظيت برضاه ومنحها مواقع رفيعه في الدوله  بعد ان ظل هو طويلا محل نقدها وهجومها بتشكيكها في قدرته وراهنت على فشله في ادارة ملفات ازمات الوطن المعقده.

 

ان ما يحز في النفس هو بقاء نوازع الشر حاكمة لسلوك اصحاب مشاريع العبث حتى بعد ان تمتعت بمزايا مراكز الحكم، فاظهرت سؤتها وانتهازيتها وتمسكها باجندتها التآمريه وظلوا يتحينون الفرص للانقضاض على هذا المشروع الوطني الذي يحمله الرئيس هادي والاخرين الخيرين من ابناء هذا الشعب.

 

 ومع انطلاق مفاوضات السلام وجولات جنيف، وعندما سعى الرئيس بتعزيز الوفد بشخصيات جنوبيه معروفه ومرموقه اظهرت ممانعه غير مبرره ظناً منها بان الرئيس هادي سيستمر في استجداءها فتملي عليه بانتهازيتها  شروط ابتزاز لتحقق لنفسها مكاسب شخصيه عاليه.

 

ولكن حكمة الرئيس كانت الفصل، وتم اختيار الوفد بعناية ووفق معايير فرضتها معطيات المرحله والواقع الا ان ذلك لم يمنع تعرضهم بالاساءه لتلك المفاوضات والتجريح باعضاء ذلك الوفد.

والان بعد كل ماجرى نستغرب ان تعلو مجددا تلك الاصوات بعد ان سمعت بمفاوضات الكويت وتجيء مهرولة خشية ان يفوتها القطار فتستميت لضمان الركوب عليه وفي سبيل ذلك انتهجت تصرفات غير سويه بهدف خلق بلبله وتشكيك في العمليه السياسيه واستهدافها بعدم شرعيتها وتارة تشن هجوما وحملة اعلامية وغيرها من الاعمال الصبيانية التي لا تعد ولا تحصى وفي المقابل تسعى لتلميع بعض شخصيات اخرى هنا وهناك وبانها من سوف تمثل الجنوب وشعب الجنوب وانها سوف تشارك في الكويت لتحقيق النصر للجنوب وتحريره واستقلاله واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وان ذلك الامر يكاد يكون محسوما بمشاركتها وبفضل عصاها السحريه.

 

 عندما اقراء تلك الترهات اضحك كثيرا لانني اعلم ان كل تلك الامور انما لدغدغة مشاعر ابناء جنوبنا الابي ومحاولة استخفاف لتفكريه وتسطيح للامر واستغفال لذهنية شعبنا المغلوب على امره الذي وثق بقيادات الماضي وولاها زمام امره فامعنت في صراعاتها وانقساماتها متناسية مسئوليتها في انجاز مطالب الشعب الجنوبي وتحقيق كامل اهداف قضيته العادله بل ان بعضا من تلك القيادات يسعى حثيثا من خلال المشاركة للتامر على الرئيس هادي ومشاركة اخرين للاطاحه به والقفز الى موقعه.

 

تفكيرهم ارعن ياخواني ومن هنا اوجه رسالة لكل احبتنا في الجنوب ان حقيقة ماسوف يحدث في الكويت هو مفاوضات بين الاطراف اليمنية لبحث اليات تنفيذ القرار الاممي 2216 لانهاء الازمه اليمنية ان نجحوا. وهؤلاء المتسابقون لم يعترفوا به واعتبروه قرار يخص اليمن وان ذلك القرار لايعنيهم وهذا عين الغباء. واستغرب كيف تمكن هولاء من حكم الجنوب في فترات سابقه والتي لم ينتجوا فيها لشعبنا في الجنوب سوى كوارث ونكبات انتهت بتوريطه بوحدة الضم والالحاق الظالمه.

واعيدها مجددا ايها المتسابقون نحو الكويت اما آن لمؤامراتكم ان تنتهي ونصيحة مني لن تسقطوا شرعية هادي وللحديث بقيه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي