الدولة الاتحادية وفوضى صالح

أيمن عبدالرزاق
الخميس ، ٠٣ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٣٦ مساءً
خرج عبد ربه هادي  في حواره الأخير مع صحيفة عكاظ السعودية عن صمته الذي طال عنا وانتظرناه كثيرا تحدث بشفافية مطلقة وببساطة عن ما حدث ويحدث الان .
 
لا أريد أن أمدح أو أذم ما قاله ولكن الأهم أن نقيم الوضع, ونعرف طبيعة ما يحدث وما نريد وحقيقة الطوق الذي كان يحيط بالرئيس هادي من مجموعة القوى والمنتفعين, الذين تتشكل بهم الدولة في اليمن من مشايخ ( قبليين  حمر أو خضر)  وغيرهم  من عسكريين واصحاب النفوذ والمصلحة (سنحان وغيرها من المناطق) والاقطاعيين وتجار الحروب مصاصي الدماء  .
 
اكبر عائق أمام الرئيس هادي أنه أستلم بلد بدون دولة وبدون صلاحيات, وخصوصا أنه كان رئيسا توافقيا لأحزاب وقوى غير مسؤولة  .
 
وقد لا يتحمل ما حدث وما يحدث الان وحده, فالأحزاب غردت خارج سرب الدولة وكأنها كانت تبحث عن الفوضى . 
فحين خرجوا معنا الى الميادين والساحات لم يكن لديهم مشروع حقيقي او رؤية واضحة  لما بعد صالح (الاخطبوط ) الذي تحول الي كتلة من الاحقاد وعمل بنظرية (علي وعلي أعدائي) وقلب الطاولة على الجميع, وغير المشهد وفرض أمراً واقعاً بالقوة ويريد فرضة الي اليوم, عبر مجموعة من الغوغائيين والقتلة  لتتحول اليمن الي مستنقع من الأحقاد التي ربما ستستمر سنين طوال .
 
 
الان المشهد تغير والحسابات تبدلت وما يحدث على الارض يجب أن لا يعيد تشكيل العملية السياسية  السابقة,  ومن قلبها على الجميع  يجب أن تقلب عليه .
فصالح الى زوال, والحوثي بمشروعة الطائفي الى زوال, والقبيلة التي تريد ان تكون دولة فوق الدولة الي زوال, ورجل الدين والجماعة الدينية  التي تريد تنصب نفسها آلهة الى زوال,  والحزب الذي يريد أن يسيطر عبر وعود خزعبلاتية وبدون مشروع اقتصادي الي زوال.
 
 حتى وان تقاتلنا مئات السنيين يجب أن لا تتشكل العملية السياسية من هذا المزيج القاتل لمشروع الدولة, وهذا ما استشفيته من  حوار هادي وما نعول عليه في دولة اتحادية جامعة لكل اليمنيين تؤمن بالتعدد والمساوة.  
 
وبعيداً عنكم جميعاً أيها الغوغائيون سنعيش في الدولة المدنية والمواطنة المتساوية اليوم أو غداً,  وسنناضل من أجلها حتى نراها حقيقة,  ونعيش في دولة يوجد فيها أكثر من رئيس سابق ....
الحجر الصحفي في زمن الحوثي