الاعتقالات الحوثية وتحولات المشهد اليمني

أيمن عبدالرزاق
الاثنين ، ٢٥ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٣٠ مساءً
 
ما يحدث اليوم  في اليمن من اضطهاد , وتعسف وتكميم الافواه والاعتقالات ,وتقييد الحريات الاعلامية والصحفية , ومصادرة الحقوق باسم حروبهم المسعورة , وعدم الثقة واهتزاز الجبهة الداخلية , وضياع المشروع الجامع , هي مظهر طبيعي من مظاهر حكم ما يسمى بالمتغلب بقوة السلاح , التي أدخلت البلاد  في مرحلة صراع التكتلات الصغيرة لتذوب فيها الهوية الوطنية الجامعة , وتصبح الأثنيات العرقية والمناطقية أو الطائفية والمذهبية , والمصالح الضيقة هي من  تتحكم في المشهد.
 
وهذا أصبح ملموس في كل مناطق اليمن والذي أدى الى  تفكك المجتمع اليمني المغلوب على أمره ,  بين مطرقة عفاش وسندان الحوثي , بين رافض لحكم الميليشيا  ومعلن رفضه ومهاجر او معتقل ومختطف أو مغيب عن المشهد .
 
اليوم المشهد يتغير أكثر وينقلب السحر على الساحر فجبهة التمرد مهزوزة وأصبحت أيامهم معدودة , وجمعهم مهزوم ومتراجع , في كثير من الجبهات  والضربات الموجعة لهم من قبل التحالف العربي  بدت توتي أكلها والخلاف حول المصالح والأولوية حاد وظاهر عبر التراشق في وسائل الاعلام.
 
فالمخلوع  دعا خلال الفترة الماضية إلى حل ما تسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، التي يرأسها محمد علي الحوثي، وإعادة تفعيل البرلمان ، وتشكيل حكومة مشتركة بين طرفي النزاع  ، وهذه الطلبات رفضتها الجماعة الانقلابية فوراً، فالمح صالح الى أتباعه النزول إلى الشوارع والاعتصام ، فلم تتوان الجماعة عن التهديد باعتقاله فوراً، وفق ما أعلنه القيادي في حزب المخلوع ، أمين عاطف .
 
المخلوع صالح رجع عما ألمح به وذهب هارباً من حدة الصراع مع الحوثي الى السفارة الروسية مستغيثاً بها  كثيراً في الفترة الاخيرة مطالبا إياها التدخل من أجل إنهاء الحرب في اليمن .
 
واليوم هناك تسريبات حول مبادرة روسية تقوم على أساس الشرعية الدولية وقراراتها ,وذلك عبر أرسال قوات الى البلد التي تقوم باستلام السلاح من المتمردين , وتسليمه الى الجيش اليمني بعد تشكيل حكومة وطنية .
وهذه المبادرة ربما تكون أخر أورق وفرصة لصالح للخروج من المتاهة , التي أدخلنا بها هو والمعتوه الحوثي , من أجل الانتقام من خصومة , وإلا فالجيش الوطني على أسوار صنعاء وفي تقدم مستمر وهو من سينهي هذا الانقلاب  .
 
فالحرب الحوثية العفاشية العبثية , فُرضت علينا , وأبناء الشعب اليمني من يتحمل تبعاتها ,ولم يعد يحتمل كل هذا التعنت والحمق .
 والفاتورة التي لحقت بنا من هذا الطيش كبيرة جداً وحملها ثقيل , وتحتاج الى وقت طول من أجل معالجتها .
 
 ونحن اليوم مع كل العقلاء وأي تدخل ينهي هذا التمرد وهذا المشروع الحوثي الكارثي التوسعي , في جانبه العقدي والعسكري , ليس على اليمن فقط وانما على المنطقة برمتها ولابد من إرجاع المسار الدستوري الى اليمن .
 
 
#الحرية_للمختطفين
#‏اطلقوا_المعتقلين
الحجر الصحفي في زمن الحوثي