المخلوع ..الشيطان يكمن في التفاصيل !!

أيمن عبدالرزاق
الأحد ، ١٠ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً
عندما نخوض في التفاصيل نغرق دائما وننسى اصل الاشكالية , ولكن ندخل في التفاصيل  ونعيش  الفعل وردة  الفعل حتى نتوه عن بداية العقدة , وكما قيل : الشيطان يكمن في التفاصيل  .. وهذا ما ينجح فيه دائما شيطان صالح  .. صالح دائما يجرنا الى مربع التفاصيل  الذي يحبه ويمارسه طوال فترة حكمه على رؤوس الثعابين , وهو متشبث بقرون البقرة كما قال في احد مقابلاته التلفزيونية  متناسيا انه هو من كان يقوم بعلف البقرة  ,فهو بارع جدا في الغوص في التفاصيل واغراق خصومه فيها ,وتحويله عن اصل الصراع  والخروج منها منتصرا دائما هذه حقيقة.
 
 
اتذكر جيدا عندما كنا في ثورة الربيع العربي في عام 2011 ونحن نصرخ في وجهه بكل معاني الاندفاع نحو التغيير بكلمة  (ارحل )
وهو يصرخ فينا دعسوا الشيوبات , امنعوا الاختلاط , قطعوا الألسنة   ووو الخ......... ثم يتحول   الاعلام والراي العام للخوض فيها متناسين ان هناك ثورة خرجت ضده , وان الاختلاط  امتزاج  بتنوعه الشعبي   لتعبير عن  كمية الرفض لحكمه, والذي استمر لمدة 33 عاما , لنخوض نقاش طويل جدا يستمر لأسابيع  حول  الموضوع اللي يتفنن صالح في بثها بين الحين والاخر   والنماذج من ذلك كثيرة ليخرج منها بمبادرة خليجية حفظت له ماء وجهه ومنحته فرصة تاريخية  ليعود الى السلطة بنصف الحكومة منتقما من كل خصومه السياسيين , وفعلا صالح انتصر لغروره وعنجهيته المفرطة التي عانينا منها ولا نزال نعاني حتى اللحظة .  
 
 
واتذكر قبلها ما حدث في فترة الانتخابات الرئاسية مع المرحوم فيصل بن  شملان ونحن في خضم المعركة الانتخابية , وصراع البرامج المقدمة من المرشحين من اجل الفوز بأصوات الناخبين , ليظهر علي صالح مجددا في خطاب جماهيري وفي يده صورة ليقول ان مرافق بن  شملان من تنظيم القاعدة .
 
وننسى اننا في معركة انتخابية ونخوض معركة الدفاع عن شملان كرجل يحمل في طياته مشروع وطني , ربما لو نجح في الوصول الى السلطة لكان الطريق الاول نحو التغيير السلس نحو السلطة , وما احتجنا الى ثورة 2011, ليكسب في الاخير المعركة ويخرج منها وهو يضحك دائماً .
 
 
وهذا الفخ وقعت فيه كل الاحزاب اليمنية بدون استثناء من الناصرية في السبعينات والاشتراكية في التسعينات ومن بعده الاصلاح  في تصوير الصراع بينه وبين الاشتراكية ,وهي الان في ابشع مراحلها عندما حاول ان يلعب على انغام الطائفية المقيتة لتتصدر المشهد الجماعة الحوثية في صراعها مع الاصلاحين خارجا نفسه  من اصل الصراع .
 
 
وفي الامس يظهر مجددا  خائر القوى متلبكا ومحاولا كعادته تحول اصل الصراع وتصويره بين الشعب اليمني والسعودية فقط , نائيا كذلك بنفسه ما اوصلنا هو والمعتوه عبد الملك الحوثي في الحر ب العبثية التي فرضاها على كل ابناء الشعب اليمني .  
 
وهذا ما يجب ان نركز علية ونعرفة ويعرفه  كل ابناء الشعب اليمني وخصوصا الان  بدون  استثناء , فصالح لم يعد له أي صفة دستورية في الدولة غير رئيس سابق  والمسألة حاليا واضحة بعيدا عن الاعيب صالح هناك انقلاب على الدولة خارج نطاق الشرعية الدستورية , وهناك قرار اممي  يجب تطبيقه بعيدا عن الفعل وردة الفعل  وهو الانسحاب وتسلم السلاح   وليس مشكلة الشعب اليمني كيفية الضمانات التي يطلبها صالح او اعلانه للحرب او وقفها كما يريد فهو لم يعد ناطق باسم الشعب اليمني الصابر عليه.
 
او الوعود  الخزعبلاتية  التي يطلقها الحوثي على انصاره هنا وهناك وليس كذلك ما يظهر به صالح والحوثي  كل يوم ومحاولة تصوير الصراع وابقائه مع السعودية , ورفضه للحوار كما صرح مؤخرا الا معها مباشرة , وكان السعودية هي من انقلبت على الشرعية بتحالفها مع الحوثي في الواحد والعشرين من فبراير المشؤوم فقط .
 
 
ارجعوا انتم عن غيكم وستتوقف حربكم المجنونة وستتوقف معها  المعاناة  التي تسببتم انتم بها للشعب اليمني .
 
الخلاصة 
 
هناك الان  قرار اممي وتطبيقه  هو من  سيسترجع المسار الدستوري للدولة من الشرذمة الانقلابية واعادتها الى وضعها  الطبيعي وفقط .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي