في أهمية الحزم مع إيران

علي أحمد العمراني
الثلاثاء ، ٠٥ يناير ٢٠١٦ الساعة ١١:٢٤ مساءً
في عام  1979 كان العالم العربي بشكل عام، يمر بحالة هدوء  وتطلُّع الى المستقبل بأمل،  ولم يكن هناك حالة عداء أو حروب سوى مع إسرائيل، مع إن هناك من فكر في إمكانية إنجاز سلام معها مثل الرئيس السادات. في ذلك الوقت  تجاوز  العرب حرب اليمن التي نجمت عن إسقاط  الإمامة وتم تجاوز حروب الشطرين وحقبة حروب الاستقلال التي حصلت في بعض الأقطار العربية .
 
كثيرا ما توجس عرب المشرق تجاه حكومة شاه إيران  التي كانت لا تخفي طموحاتها الإمبراطورية إستنادا إلى التاريخ القديم، في ظل غياب مشروع عربي مقابل ناجز  وفاعل ..
غير أن حكومة الشاه غالبا ما كانت تتصرف كدولة مع وجود ما يثير الإزعاج احيانا كموقفها من جزر الإمارات الثلاث.
لكن الشاهنشاه( ملك الملوك)   آريا مهر ( فخر الجنس الآري ..! )  غالبا ما أكد في مواقف وأحاديث كثيرة ، على إحترامه للعرب وحسن نواياه تجاههم، وكثيرا ما استشهد بموقفه من  البحرين واستقلالها، الذي  حصل نتيجة استفتاء عام  سنة  1970 قام به البحرينيون وغالبيتهم  من الشيعة العرب  ..!
 
في 1979 قاد "الثورة" في إيران فَقِيه شيعي هو الإمام الخميني ويُزعم أَن أصله  من حزيرة العرب ويجبد العربية،  لكنه يستنكف التحدث بها مع أي عربي يقابله، وتسببت ثورته في خراب وحروب عديدة منها حرب الخليج الأولى التي ولدت حرب الخليج الثانية وكان من تداعياتها احتلال العراق من قبل أمريكا، الذي تحول الى سيطرة واحتلال إيراني في النهاية..
استبشر كثير من العرب باندلاع ثورة إيران ، لكنه انتهى الأمر بتلك الثورة الطائفية  إلى أن تكون كارثة على إيران والعرب، حيث اشتعلت نيرانها في كل قطر عربي ودخل بلاؤها  كل بيت خاصة في المشرق، ولم يجن منها الشعب الإيراني سوى الفقر والبؤس  والحصار والتشرد.
والحقيقة فإن الثورة الخمينّية ثورة زائفة لم تضف شئيا إيجابيا لا في إيران ولا في المنطقة، ويكفي أنها أطاحت بملك وأستبدلته بشبه إله، وأقامت دولة دينية طائفية قمعية تمهد للمهدي المنتظر ..!
 
لم يكن للطائفية المذهبية مخاطر تذكر  في بلاد العرب قبل ثورة إيران الخمينية ، لكنها تفاقمت حتى بلغت مستوى الكارثة منذ تلك "الثورة" الخمينية، الرجعية في حقيقتها..
 
وقد عرَّفت أيران نفسها في دستور جمهورية الثورة بأنها دولة إسلامية على المذهب الجعفري  وهو النص الدستوري الذي لا يمكن نقضه الى الأبد..!
كان الشيعة والسنة يتجاورون ويتصاهرون حيثما تواجدوا لكن الطائفية التي انبثقت مع ثورة إيران وتفاقمت بعدها قوضت الألفة والتعايش  الذي كان سائدا في المنطقة منذ قرون..
 
ينظر العرب الى إيران باعتبارها جار شقيق وصاحبة إرث حضاري معتبر أكثره مشترك مع العرب ، غير أن "الثورة" الخمينية أتت على الكثير من ذلك الارث وحطمت أواصر القربى بلا هواده وتسببت في فوضى واضطراب كبير حيثما أتيحت لها فرصة،  وقدمت الإسناد والدعم لكل قوى الخراب وتقويض الإستقرار مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان فضلا عن تدخلها السافر المباشر في العراق وسوريا..
 
ومن غير شك فقد ساعدت الأوضاع الداخلية في  بعض البلدان العربية ومنها اليمن استغلال إيران وقيامها بالعبث  والخراب  في تلك البلدان.. 
وبالنسبة لليمن فقد أسهمت عبثية وعشوايئة الرئيس السابق وعدم معالجته المسؤولة لكثير من القضايا في الوقت وعلى النحو الصحيح، في تسهيل التدخل  والتخريب الإيراني  سواء عن طريق الحراك الانفصالي تارة، أو الحوثيين على الدوام ..
 
كان يقابل الدور الإيراني الخطير النشط في اليمن دور عربي منكفئ وخامل و لا مبالي  .. وعندما كنت في الإعلام أذكر أنني كثيرا ما نبهت، وأشرت في كل مناسبة يلتقي فيها قادة الإعلام العرب، إلى القنوات الثلاث التي تبث من بيروت كشاهد ودليل لما يحاك ويجري  ضد أستقرار وسلام اليمن بتمويل ودعم أيراني صارخ.. ولا اتذكر حدوث تفاعل أو اهتمام عربي يذكر.. كانت هناك أيضا حالة توهان في الداخل، وعدم وضوح في الرؤى والقناعات والسياسات..
هناك الان من يلوم السعودية في حزمها مع إيران وقطع علاقاتها  .. 
 
لكن من عرف إيران الخمينية لا بد أن يشد على يد السعودية ويدرك  أن حزمها مع إيران في محله تماماً  ..
ونتذكر ما نسب الأستاذ خالد الرويشان للدكتور عبد الكريم الإرياني حيث قال : إيران أخطر على العرب من إسرائيل..
إيران الخمينية مشروع هيمنة وخراب وشتات ولا بد من إيقافها عند حدها.. ولا يجب أن تترك السعودية لوحدها في مواجهة إيران.. موقف عربي موحد وحاسم سيجعل إيران تعيد حساباتها..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي