جاء تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب كنتيجة حتمية وضرورية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية التي مثلت حالة من القلق والإخلال بالسلم والأمن العالمي بشكل عام والسلم الاجتماعي بشكل خاص في كثير من الدول التي عانت من هذه الظاهرة .
وحاولت الكثير من الدول والآلات الإعلامية إلصاق هذه الظاهرة بالدين الإسلامي خصوصا مع ظهور الكثير من الحركات الإرهابية في عدد من الدول الإسلامية وبالذات تنظيم القاعدة في أفغانستان ووصولا لتنظيم داعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا وأنصار الشريعة والقاعدة في اليمن وكلها أجنحة مرتبطة أساسا بالتنظيم الأساسي وهو القاعدة .
وشكلت ظاهرة الإرهاب حضورا متناميا في البلدان الإسلامية مع وجود تلك الحركات المتطرفة والإرهابية مما حدى بالدول الإسلامية إلى تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب هو حلف عسكري إسلامي أُعلن عنه في 3 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 15 ديسمبر 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية، يهدف إلى محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبه وتسميته.
ويضم التحالف العسكري الإسلامي 41 دولة مسلمة، تشارك في عملية التخطيط واتخاذ القرار، ويملك التحالف غرفة عمليات مشتركة مقرها العاصمة السعودية الرياض.
يعمل التحالف على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية، ويرتكز مجهودات التحالف على القيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة، وسعى إلى ضمان جعل جميع أعمال وجهود دول التحالف في محاربة الإرهاب متوافقة مع الأنظمة والأعراف بين الدول ، وبما يعزز إحلال السلم والسلام في دول العالم .
وكان تأسيس التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربي السعودية أمر ضروري وحتمي مع تنامي الإرهاب في العالم وبالذات في الدول العربية والإسلامية وظهور القاعدة وداعش والتنظيمات الأخرى في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن من جهة بالإضافة إلى الارهاب الآخر الذي تقوده إيران والحرس الثوري الإيراني عبر تبنيها للفوضى والتدمير وانشاء الكيانات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تشرعن لأعمال الفوضى المنظمة في بلداننا العربية تحت مسمى محور المقاومة لتحرير القدس بينما في حقيقة الأمر هي مجرد تنظيمات إرهابية تقوم بأنشطة تدميرية لزعزعة مشروع الدولة الوطنية في الدول العربية لصالح ولاية الفقيه ومشروع الخمينية .
تبنت المملكة العربي السعودية إنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب إيمانا من دورها العروبي والإسلامي في كونها الدولة التي تمثل رأٍس الأمتين العربية والإسلامية وهي مهبط خاتمة الرسالات السماوية والحرمين الشريفين وتضم مقر منظمة التعاون الإسلامي ، لتقول المملكة للعالم أن الإرهاب لا دين له ، وأنه يجب على الجميع التوحد بمحاربة هذه الكارثة الحقيقية المتمثلة في الإرهاب واجتثاث جذوره .